الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تصريح عدواني من إخوانجية ليبيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الفصائل الإرهابية المرتكزة فى ليبيا قررت الخروج من مرحلة التلميح للعدوان على مصر إلى مرحلة التصريح المباشر، هكذا أوضح محمد القنيدى أحد قادة تنظيم ميليشيات «البنيان المرصوص» المحسوبة على الإخوان المسلمين، حيث صرح القنيدى الذى يشغل رتبة عسكرية لقناة التناصح الليبية بأن تنظيمه لديه القدرة عل تنفيذ هجمات داخل الأراضى المصرية، والقناة التى خرج القنيدى عليها هى واحدة من المؤسسات التى تم إدراجها على قائمة الإرهاب التى أعلنتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين.
صحيح أن فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الليبية، أمر بالتحقيق مع القنيدى، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود حقائق على الأرض يجب التعامل معها، أولها ارتباك صورة حكومة الوفاق ما بين اعتمادها على ميليشيات إخوانية منسجمة فى ذلك مع حالة من الرضا الغربى عنها وعن سلوكها السياسي، ومحاولات حكومة الوفاق للتفاهم مع خليفة حفتر الرافض للأخونة، وهو ما يفرض التعامل بحذر مع السراج وحكومته التى ارتضت لنفسها أن تكون ساترًا لميليشيات إرهابية كحالة تنظيم «البنيان المرصوص» صاحب التهديد العلنى لمصر.
الأراضى الليبية التى يتمنى كل مصرى لها الاستقرار والأمان باتت حديقة خلفية لمطاريد الدواعش من سوريا والعراق، تفلت الأراضى الليبية من بين أيدى أصحابها ليكون صاحب الأمر هناك واحدًا مثل أردوغان، وهذه الصورة الكاريكاتورية لا يمكن لمصر أن تسمح باكتمالها، خاصة أن مصر قد أصابها الضرر فى وقائع كثيرة ومتنوعة، سواء على الأراضى الليبية كذبح ٢١ مسيحيًا مصريًا على شاطئ البحر فى مشهد استعراضى قميء، أو تقديم الدعم بالسلاح والكوادر لتنفيذ عملية خسيسة كعملية الواحات ١٣٥، ومحاولة اختطاف ضابط مصرى والهروب به إلى ليبيا.
نتوقف عند التصريح العلنى للميليشاوى الليبى ولا نغادره، لأننا نعتبر ذلك نقلة نوعية فى الحرب المفتوحة على مصر من عدة جهات، وأن الرد المصرى هو حق مشروع لتتوقف تلك المهازل التى نراها كل صباح، تعرف مصر جيدًا أن استقرار الدول المجاورة لها هو استقرار لمصر، كما يعرف الغير أيضًا أنه من غير المسموح به بقاء أية بؤر إرهابية قريبة من حدودنا، ويمكن سحب هذا الكلام على بلدان أخرى، مثل السودان الذى ذكرت بعض المصادر أن معسكرات لتدريب الإرهابيين قد أقيمت على أراضيه، وأنه كان بوابة العبور الأولى لهروب مئات المتهمين بالإرهاب فى مصر.
فى قضية الإرهاب المتستر بالدين الذى تستخدمه دول معينة لضرب دول أخرى لا توجد حلول وسط، والخريطة السياسية المرتبكة فى ليبيا لا يمكن استمرارها على هذا النحو دون مراجعة، أعرف أن تلك الملفات ليست غائبة عن ذهن المؤسسات المصرية صاحبة القرار، وأن جهودًا مضنية يتم بذلها من أجل ترتيب الأمور، ولكن يبقى دائمًا فى المعارك مُحرض وعميل.
المُحرض لا يريد التوقف عن نشاطه العدوانى، يعيش فى عواصم بعيدة جدًا ولكن أمواله السائلة وأسلحته تصل إلى العميل الذى ارتضى لنفسه العار فى الداخل العربى سواء فى مصر أو ليبيا، فنرى القنيدى وأمثاله فى أركان مختلفة وبأدوات مختلفة، كل منهم يحاول جاهدًا التخريب قدر استطاعته، لذلك فرضت هذه الحالة أن تكون العيون مفتوحة على مدار الساعة، وأن يستعد الذهن المُقاوم لاتخاذ القرار الحاسم فى اللحظة المناسبة.
إذا كان هذا قدر الدول فى تلك اللحظة السائلة، فلا نتعجب من ذلك لأن الدول من خلال عقلها التراكمى تستطيع التخطيط والرد بما يحافظ على مصالح شعوبها، ولكن العجيب فعلًا يأتى من الذين يقولون عن أنفسهم نخبة ليبرالية أو يسارية متهمة بالتمويل الأجنبى، حيث عميت أبصارهم ولا يريدون على الإطلاق الاعتراف بأن هناك حربًا دائرة منذ سنوات، وأن التراجع ولو خطوة واحدة سوف يهدد عدة أجيال قادمة، لذلك يمكننا ببساطة وضع هذه النخب كبنيان مرصوص، يجاور بنيان القنيدى الليبى وتصريحه الغبي.