ويليام جيمس ديورانت الفيلسوف والمؤرخ والكاتب الأمريكي، ارتبط اسمه بكتابه الأشهر ضمن كتب الحضارات والذي أصبح اسمه عِلمًا بين الموسوعات، هو كتاب "قصة الحضارة" والذي شاركته زوجته أريل ديورانت في تأليفه.
ولد "وِل ديورَانْت" في نورث آدمز من أعمال "ماساشوستس" الأمريكية سنة 1885، وتلقى تعليمًا كنسيًا؛ سواء في المراحل الأولية، أو في كلية القديس بطرس "اليسوعية" في مدينة جيرسي، وفي جامعة كولمبيا بنيويورك، راسل الجرائد في بدايات شبابه ولكنه لم يكمل نظرًا لعدم احتماله، فاكتفى بتدريس اللاتينية والفرنسية والإنجليزية وغيرها من المواد في كلية "ستين هول"، في سوث أورانج من أعمال نيوجيرسي، فكانت تلك الفترة بمثابة التجربة في التربية الحرة؛ وفي سنة 1912 طاف بأرجاء أوروبا على نفقة صديقه الذي تعهد أن يوسع من آفاقه.
وفي العام التالي ركز اهتمامه في الدراسة ليحصل على الدرجة الجامعية من جامعة كولمبيا، وتخصص في علم الحياة متتلمذًا على ايدي "مررجَنْ" و"كالْكِنْز"؛ وفي الفلسفة متتلمذًا على "وودبردج" وديوي"؛ ونال درجة الدكتوراه من تلك الجامعة سنة 1917، وأخذ يعلم الفلسفة في جامعة كولمبيا عامًا واحدًا، ثم بدأ يلقي في الكنيسة المسيحية الكائنة في شارع أربعة عشر وفي الطريق الثاني بنيويورك.
وبدأ يلقي هناك تلك المحاضرات في الفلسفة والأدب التي أعدته لإخراج كتابيه "قصة الفلسفة" و"قصة الحضارة"؛ فقد كان معظم المستمعين إليه في تلك المحاضرات من العمال والعاملات الذين كانوا يتطلبون وضوحًا تامًا وعلاقة تربط ما يُقال بالحوادث الجارية، كانوا يتطلبون ذلك في كل المواد التاريخية التي تعتبر جديرة بالدرس.
وفي سنة 1921 نظم "مدرسة ليِبَرْ تمبل" التي أصبحت تجربة من أنجح التجارب التي أجريت في تربية الكبار في العصر الحديث، ثم تركها سنة 1927 ليكرس نفسه لكتاب "قصة الحضارة" وطاف بأوربا مرة أخرى سنة 1927، وطوف بالعالم سنة 1930 ليدرس مصر والشرق الأدنى والهند والصين واليابان، وعاد فطوف بالعالم من جديد سنة 1932 ليزور اليابان ومنشوريا وسيبريا وروسيا، وهو يرجو لنفسه في الخمسة الأعوام المقبلة "التي تلت إخراج هذا الجزء من قصة الحضارة" أن ينفق عامًا في اليونان وإيطاليا ليأخذ أهبته للجزء الثاني من "قصة الحضارة". توفي "ول ديورانت عام 1981 عن عمر يناهز 96 عاما.
