الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عيد الحب.. شعراء من كل العصور.. في هيكل العشق

صورة  تع
صورة تع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اليوم عيد الحب المصري، وهي فكرة اقترحها مصطفى أمين، الكاتب الصحفي على غرار يوم الحب العالمي في فبراير من كل عام، وقد ألف كتبا رائعة ومنها "سنة أولى حب" و"صاحب الجلالة الحب".
وكان يقول: "الموت نهاية الحب، والحب بداية الحياة! قلوبنا هي قبورنا، إذا تحركت بعثنا، وإذا توقفت دفنا فيها!".
وفي جولة بين أجمل قصائد الحب، يصحبنا الشاعر الراحل فاروق شوشة بكتابه الشيق من العصر الجاهلي للأموي والعباسي وصولا لأجمل قصائد العصر الحديث.. ومنها صدحت سيدا الغناء العربي أم كلثوم وفيروز.
اختار شوشة أن تكون البداية مع قصيدة "فتاة الخدر" للمنخل اليشكري وهو شاعر من بني تهامة، كان من أشعر العرب وأجمل فتيانهم، وكان صاحب حضور في سوق عكاظ، وقد مات في السفينة التي كانت تبحر في رحلة إلى الحبشة على يد الفاكه بن المغيرة الذي طعنه وألقى به في البحر وهو لا يزال 23 عاما. 
يقول المنخل: 
ما شف جسمي غير حبك فاهدئي عنـي وسيـري
واحبـهـا وتحـبـنـي ويحب ناقتهـا بعيـري
كما أشتهرت قصيدة "نعم" لعمر بن أبي ربيعة، والذي عرف بفتى قريش المدلل، وقد ولد ومات بالحجاز من 644 إلى 712 ميلاديا، وكان يتردد على المدينة والشام والعراق، وهو ذو شباب وجمال وأصل عريق، ما يسر أمامه سبيل العيش اللاهي العابث، فتنقل من التغزل بحسناء للولع بأخرى، ولكن تراث الشعر عنده ظل فريدا في صوره العاشقة. 
وقد تغنت السيدة فيروز بمقاطع من قصيدة "زعيم الغزليين" التي يقولها لحسناء تقبع مع أهلها، فيأتيها مراقبا حذرا، يقول:
تهيم إلى نُــعْـم، فلا الشمل جامع ٌ 
ولا الحبل موصول ٌ،ولا القلب مقصر ٌ 
كما اشتهرت قصيدة "المؤنسة" لقيس بن الملوح المعروف بـ"مجنون ليلى" وهو شاعر عاش بالقرن الأول الهجري ببادية العرب، وهام بحب ليلى العامرية التي نشأ معها ورفض أهلها أن يزوجوها له، يقول بقصيدته:
وَتُجرِمُ لَيلى ثُمَّ تَزعُمُ أَنَّني سَلوتُ وَلا يَخفى عَلى الناسِ ما بِيا
فَلَم أَرَ مِثلَينا خَليلَي صَبابَةٍ أَشَدَّ عَلى رَغمِ الأَعادي تَصافِيا
خَليلانِ لا نَرجو اللِقاءَ وَلا نَرى خَليلَينِ إِلّا يَرجُوانِ تَلاقِيا
وعرف العرب قصيدة "بثينة" لجميل بن المعمر، وقد رحل 701 م، وكان فصيحا بالرواية، وكان يحب بثينة بنت حيان العذرية ولكن أباها زوجها غيره، وتناقل الناس أخبارهما: 
وإني لأرضى من بثينة بالذي ** لو أبصره الواشي لقرت بلابلة
بلا، وبأني لا أستطيع، وبالمنى ** وبالأمل المرجو قد خاب أمله
كما اشتهرت قصيدة "فوز" للعباس بن الأحنف، وقد خرج مع الرشيد ذات مرة إلى خراسان، وكان الرشيد قد وعده بأنه لن يغيب عن أهله في بغداد، لكن الغياب طال، فاشتد شوقه، وأنشد حبيبته يسألها ألم تعلمي أني معذب؟ ويقول: 
وهان عليها ما ألاقي فربما
يكون التلاقي والقلوب تقلّب
ولكنني والخالق الباريء الذي
يزار له البيت العتيق المحجب
لاستمسكنَّ بالودِّ ما ذرَّ شارق
وما ناح قمريّ وما لاح كوكب
كما عرفت قصيدة "أراك عصي الدمع" لأبي فراس الحمداني، وهو شاعر نشأ على الفروسية والأدب وقلده سيف الدولة الإمارة واصطحبه بالمعارك بوجه الدولة البيزنطية، يقول بقصيدته التي تغنت بها أم كلثوم ألحان رياض السنباطي: 
إذا الليل أضواني بسطت يد الهـوى
و أذللت دمعا مـن خلائقـه الكبـر
تكاد تضيء النـار بيـن جوانحـي
إذاهـي أذكتهـا الصبابـة والفكـر
معللتي بالوصل والموت دونه، 
إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر!
وعرفت قصيدة "يا ظبية البان" للشريف الرضي، وكان نقيب الأشراف وتسند له إمارة الحج والمظالم، وأحد علماء عصره بالدين واللغة والأدب في العصر العباسي يقول: 
لمّا غَدا السّرْبُ يَعطُو بَينَ أرْحُلِنَا
مَا كانَ فيهِ غَرِيمُ القَلبِ إلاّكِ 
هامت بك العين لم تتبع سواك هوى
مَنْ أعَلّمَ االعَينَ أنّ القَلبَ يَهوَاكِ
حتّى دَنَا البين، ما أحيَيتِ من كمَدٍ
قتلى هواك ولا فاديت أسراك
وننتقل للشعر الأندلسي، وقصيدة "أضحى التنائي" الشهيرة لابن زيدون، وقد ولد بقرطبة وصار وزيرا لابن جمهور، وعرف بحبه لولادة ومزاحمة ابن عبدوس له في حبها، وسجنه لهذا السبب 
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا" 
"بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا 
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُودًا بأَنْفُسِنَا؛" 
"وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولًا بأيْدِينَا 
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا،" 
"فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
كما تغنت السيدة فيروز بقصيدة "يا ليل الصب" للشاعر الحصري القيرواني، وقد عاش ضريرا بطنجة في العصر الأندلسي، واتصل بالملوك وذاعت شهرته، يقول: 
يَا لَيْلُ الصَّبُّ مَتَى غَدُهُ * أَقِيَامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ
رَقَـدَ السُّمَّـارُ فَأَرَّقَـهُ * أَسَفٌ للبَيْنِ يُرَدِّدُهُ
فَبَكاهُ النَّجْمُ ورَقَّ لـهُ * ممّا يَرْعَاهُ ويَرْصُدُهُ
كَلِفٌ بِغَزَالٍ ذي هَيَفٍ * خَوْفَ الوَاشِينَ يُشَرِّدُهُ
نَصَبَتْ عَيْنَايَ لَهُ شَرَكًَا * في النَّوْمِِ فَعَزَّ تَصَيُّدُهُ
وَكَفَى عَجَبًَا أنِّي قَنِصٌ * للسِّرْبِ سَبَانِي أَغْيَدُهُ
ثم ننتقل للعصر الحديث، ولا أشهر من "الأطلال" للدكتور إبراهيم ناجي أحد أعلام الشعر المصري، وأحد رواد جماعة أبولو، وقد تغنت بها السيدة أم كلثوم بتلحين السنباطي أيضا، يقول: 
يَا حَبِيبًا زُرْتُ يَوْمًا أَيْكَهُ طَائِرَ ٱلشَّوْقِ أُغَنِّي أَلَمِي
لَكَ إِبْطَاءُ ٱلْمُذِلِّ ٱلْمُنْعِمِ.وَتَجَنِّي ٱلْقَادِرِ ٱلْمُحْتَكِمِ
وَحَنِينِي لَكَ يَكْوِي أَضْلُعِي وَٱلثَّوَانِي جَمَرَاتٌ فِي دَمِي
وأخيرا قصيدة "صلوات في هيكل الحب"، وهي للشاعر المعروف بقصائده الوطنية أبي القاسم الشابي، سليل أسرة العلم وصاحب الكلمات الأيقونة "إذا الشعب أراد الحياة".
يقول: 
كلما أبصرتك عيناي تمشين
بخطو موقع كالنشيد
خفق القلب للحياة ورف الزهر
في حقل عمري المجرود
وانتشت روحي الكئيبة بالحب
وغنت كالبلبل الغريد
أنت تحيين في فؤادي ما قد
مات في أمسي السعيد الفقيد
وتشيدين في خزائب روحي
ما تلاشى في عهدي المجدود
من طموح إلى الجمال إلى الفن
إلى ذلك الفضاء البعيد