أرجع عدد من الدبلوماسيين استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى الوضع المتأزم في إيران نتيجة التوغل الإيراني واستغلال إيران لحزب الله في خدمة سياستها في المنطقة، ومحاولة إيران بسط نفوذها وسيطرتها من أجل تدمير العالم العربي.
وتوقع السفير محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، تراجع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عن استقالته، موضحا أن ما يحدث في لبنان خاضع لتوازنات بين الطوائف الثلاث السنة والشيعة والمسيحيين المارونيين وأن اللبنانيين حريصين على استمرار الوضع المقر في الدستور لأن أي مساس به سيؤدي إلى عدم الاستقرار وقد يؤدي إلى كارثة.
وأضاف المنيسي "للبوابة نيوز" أن هناك دولتين في المنطقة هما إيران وتركيا يحاولون تدمير العالم العربي من أجل بسط نفوذهما في المنطقة هما إيران التي لديها أوهام في إعادة سيطرة الدولة الفارسية على الشرق الأوسط، فضلا عن تطلعات أردوغان لإعادة الخلافة العثمانية لمنطقة الشرق الأوسط.
وتابع أن إيران تحاول نشر المذهب الشيعي في المنطقة منذ ثورة الخميني في أواخر السبعينات من القرن الماضي، حيث ظهرت حركات التشيع بوضوح وحاولت خلق كيان شيعي في اليمن على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية لخلق حالة من عدم الاستقرار في هذه المنطقة خاصة أنها بالقرب من المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
واشار المنيسي إلى أن إيران تركز علي حزب الله في جنوب لبنان من خلال سوريا، وإمداد حزب الله بالسلاح والتمويل، مؤكدا أن حزب الله قد أصبح قوة إقليمية في لبنان لا يمكن تجاهلها في سياسة لبنان الداخلية أو الخارجية.
وأرجع السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلي الموقف المتآزم بشدة في لبنان، متوقعا تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية تضم كافة الأطياف السياسية.
وأضاف حسن "للبوابة نيوز" أن الحريري سعودي الهوى، لافتا إلى أنه تقدم باستقالته لفشله في مواجهة الضغوط السعودية بسبب حزب الله الذي يعد سببا رئيسيا لاستقالته.
وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قد أعلن استقالته من الرياض في خطوة مفاجئة، متهما إيران بمحاولة تدمير العالم العربي
وجاء ذلك في كلمة متلفزة ألقاها الحريري من الرياض، بثتها قناة "العربية"، هاجم فيها إيران وحزب الله بعنف، مشبها الأجواء الحالية في بالأجواء التي سبقت اغتيال والده رفيق الحريري.
وقال الحريري: إن "حزب الله بات دولة داخل دولة بدعم من إيران، وزرع بين أبناء البلد الواحد الفتن وتطاول على سلطة الدولة، مضيفا أن أيدي إيران في المنطقة ستقطع".
وأضاف الحريري أن إيران "ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، ويشهد على ذلك تدخلاتها في الشئون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسوريا والعراق واليمن، ويدفعها في ذلك حقد دفين على الأمة العربية...وللأسف، وجدت في من أبنائنا من يضع يده في يدها بل ويعلن صراحة ولاءه لها..أقصد في ذلك حزب الله".
وتابع الحريري: "حزب الله، يوجه سلاحه إلى صدور اللبنانيين وإخواننا السوريين واليمنيين"، وأن الوضع في لبنان بات يشبه الوضع قبيل اغتيال والده رفيق الحريري، معربا عن الخشية من تعرضه للاغتيال، مضيفا: "لمست ما يحاك سرا لاستهداف حياتي".
ووجه خطابه للبنانيين قائلا: "لقد عاهدتكم أن أسعى لوحدة اللبنانيين وإنهاء الانقسام السياسي وترسيخ مبدأ النأي بالنفس، وقد لقيت في سبيل ذلك أذى كثيرا وترفعت عن الرد تغليبا لمصلحة لبنان والشعب اللبناني وللأسف لم يزد ذلك إيران وأتباعها إلى توغلا في شئوننا الداخلية والتجاوز على سلطة الدولة وفرض الأمر الواقع".
