السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نظرة أمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب».. عقب أيام عديدة مضت، اتشحت مصر بربوعها بالسواد والحداد على نخبة من أعز وخيرة شباب البلاد، وعادت البسمة من جديد وبين الدمعة والبسمة ساعات طويلة مضت على أبطال يعملون فى التدريب والتخطيط والتحرى والاستعداد للمصير المجهول المحتوم ومضت على آخرين فى محاولة يائسة لتضميد الجراج ومواساة النفس.. عن «الواحات» الأولى والثانية أتحدث.
النفس تأبى أن تهدأ قبل القصاص والقصاص العادل الذى يشفى صدور المكلومين، ما شدنى إلى التطرق لهذا الموضوع هو القصاص العادل وكم هو مريح للنفوس المكلومة، ما يجعلنى أتساءل فى عودة إلى موضوع المقال السابق «صرخة مواطن» عن الإرهابى وتكوينه وسيكولوجيته وأبعاد استعداده للموت، وحجم الغل والحقد القابع داخل نفسه المريضة.
وأتساءل هل الإرهاب أضحى أكثر عنفا وشراسة؟ هل أصبح أكثر تنظيما؟ ولماذا تطور طموح الإرهابى من حرق محل فيديو وسرقة الماشية تحت بند الاستحلال وتخدير مجند لسرقة سلاحه «سبعينيات القرن الماضى» إلى استهداف رؤساء الجمهوريات والمسئولين والسياحة «تسعينيات القرن الماضى» إلى السيطرة على مدن كاملة.
هل استهداف العزل فى الشوارع فى حوادث الدهس والطعن وإطلاق الرصاص العشوائى على المارة فى أوروبا هز ناقوس خطر دق إنذاره لما هو قادم، إن الشراسة المفرطة للإرهاب أصبحت علامة واضحة فى كل عملياتهم بكل أنحاء العالم.
وهنا يجب أن نعى أن الإفراط فى العنف من قبل الجماعات الإرهابية أمر لا يتعدى أن يكون رسالة إعلامية وفرقعة يدفع فاتورتها العزل من المدنيين.
إن تغيير استراتيجية الجماعات الإرهابية وفق الإشارات السابقة بدأ أثناء وعقب حرب أفغانستان مع نجاح القاعدة بمساعدات خارجية فى طرد الروس من أفغانستان ثم صمودها فى مواجهة الأمريكان ما هو إلا بدايات تكوين الجيوش المنظمة وتحويل الكيانات والجماعات إلى اشباه تنظيمات عسكرية منظمة.
وأزعم أن الإفراط فى العنف نابع من الغزو الفكرى الأمريكى لجميع دول العالم ولجميع الأعمار من خلال صناعة السينما والتى عززت فكرة الرجل الواحد الأقوى، وهو ما ظهر جليا من مدى تأثر الأمريكان بذات الفكرة عندما سلطوا الأضواء على أسامة بن لادن، فقط على الرغم من كبر سنه وعدم قدرته على المواجهة بالشكل المطلوب، وتناسى الأمريكان أنه رمز لحركة جهادية استطاع أن يزرع عقيدته فى نفوس كثير من الباحثين عن الجهاد بفضل الإعلام الأمريكى.
إن الحرب على الإرهاب تتركز على حاملى السلاح ولكن الأخطر هم حاملو الميكروب المعدى للذى يخالطه، لينتقل الفيروس ويعم العالم، ولا زلت أزعم أن الحرب على الإرهاب لا تحتاج شعارات ولا مشاعر إنما تحتاج خطط يصنعها المتخصصون وأصحاب التجارب السابقة وتتلخص فى خلق جيل عالم وفاهم للدين الصحيح وقادر على الرد على الأفكار الضالة.
إن هذا الشعب لقادر على خلق جيل محصن من التطرف وقادر على المواجهة، وبالعودة للقصاص والقصاص العادل فإننى أعزى شعب مصر فى شهدائه اليوم، واليوم فقط عقب الثأر لهم فهذه سنة الحياة، وليعيش الشهداء مرتاحين فهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم وليعلم الجميع أن مصر بهية ولادة ومعطاءة وأن شعبها قادر على المستحيل.