الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

نقاد: أفلام الرعب المصرية "ركيكة" وثقافة الشعب السبب

الناقد السينمائى
الناقد السينمائى عصام زكريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الشناوى»: نفتقر لتلك الصناعة.. و«شومان»: تحتاج كتابة خاصة ولا نمتلك التقنيات

يعشق الشباب المصرى مشاهدة أفلام الرعب الأجنبية، ويجهل بعضهم وجود محاولات مصرية فى هذا الاتجاه، ولكنها لم تلقْ النجاح الذى تحققه نظيرتها الأجنبية، ويعود تاريخ هذه النوعية من الأفلام المصرية إلى الثمانينيات، مثل «الإنس والجن، التعويذة، البيت الملعون، كابوس، عاد لينتقم»، بخلاف التجارب التى سبقتها بدءًا من الأربعينيات.
واختلفت الأسباب الخاصة بعدم نجاح أفلام الرعب المصرية، وأغلب الآراء أجمعت على أنها كانت ركيكة، ولا تماسك فيها، وأرجع البعض ذلك للموروث الشعبى والثقافى، وضعف السند الأدبي، والقيود الرقابية والدينية، ومحاولات الاستنساخ غير المتكافئة.
فى هذا السياق يقول الناقد الفنى طارق الشناوي، إن التقنيات هى الأساس فى أفلام الرعب، وهذه الأعمال قائمة عليها بشكل كبير، وهو ما تفتقره السينما المصرية، مشيرًا إلى وجود تجارب كثيرة قديمًا فى هذا المجال، ولكن نحن بعيدون جدًا عنها.
وأضاف «الشناوي»: «أن المخرجين المصريين لا يمتلكون تقديم مفردات فيلم رعب بشكل جيد، حتى مع توافر بعض هذه التقنيات، فى الوقت الحالي»، وأوضح أن الكوميديا هى اللون الناجح فى مصر لكونها تعتمد على قدرات الممثل، مشيرًا إلى أن بعضها يفشل أيضًا بسبب عدم قدرة المخرج على مواكبة هذه القدرات الخاصة بالممثل «الإفيه بيروح».
فى الوقت نفسه يرى الناقد السينمائى عصام زكريا، أن التراث المصرى يتجه بشكل أكبر للفانتازيا وليس الرعب، على عكس اليابان مثلًا، موضحًا أن التراجع المصرى فى مجال أفلام الرعب له علاقة بالثقافة والمشاهد نفسه، حيث إن المصريين يتعاملون مع الغيبيات على أنها حقائق «بنصدق فى وجود الجن زيادة عن اللزوم».
وأشار «زكريا» إلى فيلم «مشروع الساحرة» الذى تم عرضه عام ١٩٩٩، وكانت الدعاية الخاصة به أنه قصة حقيقية، وقصته تدور حول مجموعة من الطلاب الذين يتجولون فى الغابة للتصوير، وتقع لهم بعض الحوادث، متابعًا أنه عند عرض الفيلم الجمهور صدق والبعض أغمى عليهم.
وعن الأفلام الأجنبية قال الناقد السينمائى عصام زكريا إن المشاهد لا يتأثر بها بنفس الشكل لكونها تنفذ بعيدًا عن واقعنا، وفيها أمور ليست موجودة فى الواقع المصري.
وأضاف «زكريا»: «أننا نحتاج لدراسات علمية لتقييم التجارب بشكل صحيح، وعدم الاعتماد على الآراء الشخصية والنقدية فقط، خاصة أننا نفتقد القدرة على تنفيذ كل الأنواع المتخصصة من الأفلام، مثل الجاسوسية والرعب وغيرهما»، متابعًا: «حتى الفانتازيا مثل ألف ليلة وليلة، هى أخيب حاجات عملناها، على عكس الغرب، الذى تمكن من تنفيذها جيدًا».
واستطرد: «الرعب من أكثر أنواع الأفلام صرامة، ويعتمد على فكرة الفيلم المتماسك، ولا توجد به فرصة للسخرية، وهو ما ليس متواجدًا فى السينما المصرية، التى يحتوى الفيلم الواحد فيها على الضحك والعياط والقضية الاجتماعية والرقصة والأغنية.. زى طبق الكشري»، كاشفًا عن عدم وجود مخرج يمتلك الأدوات التى تمكنه من عمل فيلم الرعب.
وتخالفهم الرأى الناقدة حنان شومان حيث ترى أن مصر كان لديها فى الماضى أفلام كمال الشيخ، و«ريا وسكينة»، ومحاولات المخرج محمد شبل كانت على استحياء فى السينما الملونة، وكذلك فيلم «الإنس والجن»، الذى اعتبرته ناجحًا جدًا فى عصره.
وأوضحت «شومان»، أن أفلام الرعب تحتاج كتابة خاصة، وتقنيات غير متوافرة بالقدر الكافى لدينا فى مصر، إلى جانب كونها لا تحظى بالاهتمام الكافى لدى كتابنا والمنتجين، معلقة «دى أفلام مشكوك فى مكسبها، وبالتالى اللى بيتم إنتاجه بيكون لمخرج وممثلين ومنتجين صغار، وتكون الميزانية ضعيفة، ولذا لا يشهد الفيلم نجاحًا على عكس الكوميدى والرومانسي».
وأشارت الناقدة حنان شومان، إلى أن السينما المصرية بالأساس أصبحت فقيرة، ويتم إنتاج ٣٠ فيلمًا فقط، فى العام، وبالتالى يتجه المنتجون للمضمون منها، لدى جمهور المشاهدين.