الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حماس والاعتراف بإسرائيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«لا ضرورة للاقتتال على جلد الدب قبل اصطياده»، ولعل ما يجب أن يقال فى هذا المجال، إن «حماس»- على غير عادتها- التزمت الصمت إزاء ما قاله الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن)، وفقًا لـ«هآرتس» الإسرائيلية، أمام وفد من الوزراء والمشرعين الإسرائيليين السابقين: «إن أى حكومة جديدة يجب أن تكون ملتزمة باتفاقات منظمة التحرير... وإننى لن أقبل تعيين أى وزير فى حكومة الوحدة الفلسطينية المرتقبة لا يعترف علنًا بإسرائيل».
وبالطبع؛ فإن «حماس»، التى تراجعت عن العديد مما تسميه «ثوابتها» السابقة، تعرف أن القبول بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، يعنى الاعتراف بدولة إسرائيلية على كل ما تبقى من فلسطين، أى على الأراضى التى احتُلت عام ١٩٤٨... ومن يقل غير هذا فهو مثل مَن يحاول تغطية عين الشمس بغربال.
إن هذه مسألة باتت محسومة، مع التقدير والاحترام لكل مَن يرى غير هذا الرأى من الفلسطينيين والعرب أفرادًا وأحزابًا وتنظيمات، ولذلك فإنه لا ضرورة إطلاقًا لإثارة أى زوبعة حول هذه المسألة، خصوصًا فى هذا الوقت بالذات، حيث تشير المعلومات المؤكدة إلى أنَّ هناك جدية لدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ولدى إدارته للتوصل إلى حلٍّ يوصف بأنه سيكون مقبولًا من الفلسطينيين والإسرائيليين... والله أعلم، و«لا تقول فول حتى تحط بالعدول».
نحن نعرف أن أبومازن لا يقول «صقورية» عن كل قادة «حماس»، وأيضًا عن «جبهة الرفض»، هذا إذا كانت هناك جبهة رفض لا تزال موجودة بعدما أيد الدكتور جورج حبش- رحمه الله- قرارات المجلس الوطنى الفلسطينى الذى انعقد فى الجزائر عام ١٩٨٨، وبعدما لم تصبح هناك «جماهيرية» تزايد حتى على عز الدين القسام، وعلى الشهيد البطل عبدالقادر الحسيني... ولكن الرئيس الفلسطينى اضطر لقول الذى قاله، ليسحب البساط من تحت أقدام المتشددين الأمريكيين والإسرائيليين، الذين يتمسكون، ضمن شروطهم التعجيزية، بضرورة اعتراف أى حكومة فلسطينية جديدة بإسرائيل.
كان يجب على أبومازن أن يرمى الكرة فى ملعب الأمريكيين والإسرائيليين، وكان عليه أن يقول هذا الذى قاله بصوت مرتفع أمام وفد إسرائيلى جاء إلى رام الله، وإلى مبنى المقاطعة، ليسمع منه ما سمعه، وذلك لأن بنيامين نتنياهو، الذى أدار ظهره لعملية السلام استدارة كاملة، قد أقنع بعض المحيطين بالرئيس الأمريكى بأن الفلسطينيين يراوغون، وأن المصالحة بين «فتح» و«حماس» تعنى المزيد من التشدد الفلسطيني، وعدم الاعتراف بإسرائيل التى يريدون مفاوضاتها وعقد اتفاق سلام معها.
نقلا عن «الجريدة» الكويتية