الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"الدوحة" صانعة الإرهاب في الشرق الأوسط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ بداية الأحداث المأساوية التى ضربت سوريا، تعرف الجهات الغربية تماما أن قطر مولت ولا تزال تمول الإرهاب فى الشرق الأوسط الذى أصبح برميل بارود. لم ينكر القطريون قط دعمهم لجبهة النصرة، الفرع الموالى (المفضل) للقاعدة فى سوريا، على الأقل قبل أن تتطور داعش. الجدير بالذكر أن الدبلوماسية الفرنسية فى عهد لوران فابيوس، أحد أصدقاء قطر المقربين، كانت قد تساهلت مع بعض «المتمردين» من جبهة النصرة الذين نجوا بأعجوبة من قصف التحالف الدولي.
كيف يمكن تجاهل ذلك؟ ولقد اتهمت وزارة الخزانة الأمريكية بشكل رسمى فى العديد من التقارير السنوية وإستنادا بما لديها من مصادر عديدة ومتاحة للجميع، الأموال القطرية لتمويل القاعدة. 
لكن قطر ليست فى الحقيقة دولة، لكنها على الأكثر مجموعة من القبائل، من أكبر العائلات القطرية، الذين شاركوا فى هذا التمويل، تحت غطاء أموال مساعدات إنسانية زائفة. ولكن من الواضح، أنه فى جميع الأحوال، أن رجال الأعمال المتدينين الذين مولوا الجماعات الجهادية، كانوا مرتبطين بشكل من الأشكال بالأسرة القطرية الحاكمة.
من سوريا إلى مالي
على أى حال، لا شيء يحدث من دون موافقة الأمير، حتى وإن كان ينكره ويحمل مسئولية تمويل الإرهابيين على رجال أعمال قطريين مجهولى الهوية وغير معروفين له. ويلعب أمير قطر دورا رئيسيا فى توزيع عائدات الغاز على العشائر القبلية الرئيسية. ولا يكاد يكون هناك تدفق للأموال فى هذه الإمارة الصغيرة، إذ تهرب الإدارة الفرنسية من الخدمات القطرية التى يدعمها أفضل الخبراء فى العالم، ولا سيما أنجلو ساكسون.
و فى عام ٢٠١٣، عندما غزا الفرنسيون مالي، سعى القطريون، من خلال الندوات فى الدوحة ومن خلال علاقاتهم المتميزة مع إحدى الجماعات الجهادية فى غرب إفريقيا « موجاو»، إلى فرض سياستهم على الساحل، والتى كانت تعارض، من كل النواحي، التدخل العسكرى الفرنسي، والمعروف باسم عملية سيرفال.
الجمل الذى يسخر من الأحدب 
ما يدعو للسخرية فى اتهام الدوحة من قبل الرياض، هو أن النسخة الوهابية السعودية أقل سلاسة من نسخة دولة قطر. على عكس قطر، حيث الحكام هم ملوك التواصل، فالمملكة العربية السعودية لديها صورة كارثية، إلا أنها حتى الآن، لم تكن تبالى كثيرا على سمعتها. إلا أنها فى العامين الماضيين، تواصلت مع العديد من الوكالات بما فيها « إيماج ست» أكبر شركات الاتصال وصديقة رئيس الوزراء الأسبق السيدة فيون آن مو، لتغيير ذلك.
ولكن أدرك القطريون أن لعب دور دولى فى جميع أنحاء العالم كان شيئا مبالغا فيه. وقرر الأمير الجديد تميم بن حمد الثانى الذى خلف والده قبل أربعة أعوام، تقليص عمل قطر على الصعيد الدبلوماسي. لكنه استمر فى استثمار رأس المال الناتج من الغاز بكل الوسائل، بما فى ذلك الوسائل الأكثر استهجانا.
قطر دولة مارقة 
وليس من قبيل الصدفة أن نجد فى وثائق بنما، كلا من أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، وحمد بن جاسم بن جابر آل ثاني، رئيس الوزراء السابق، ووزير الخارجية ومدير هيئة قطر للاستثمار. ليس من المفاجئ أن يكون لديهما شركات بالخارج. وقد شهدنا عند شراء مجموعات «printemps» أو فندق «Monceau» أن القطريين استعانوا بسلسلة من الشركات.
و من الصدفة، أن البنوك المتورطة فى هذه الفضيحة، Crédit Suisse وHSBC هم أحد البنوك الدولية الرئيسية لدولة قطر. من الواضح، أن قطر، هذا الصديق الذى يريد لنا الشر، يحب الاستثمار فى الخفاء، لذلك فمن المنطقى العثور عليه فى وثائق بنما.. يعتقد الكثيرون، أن مستقبل قطر، يعتمد على زيادة الغاز الصخري، وخاصة فى الولايات المتحدة. وقيل إن الولايات المتحدة ستكون فى عام ٢٠١٧ مستقلة ذاتيا وأن الغاز الصخرى سيحل محل النفط. إلا أن انخفاض الأسعار يترك لنا مجالا إضافيا، يصعب قياسه.. ومن ثم فهناك إيران، وهى دولة تشترك مع قطر فى معظم الحقول النفطية. وقد استغلت قطر، خلال الحصار المفروض على طهران، سهولة نهب هذه الاحتياطيات المشتركة... إن عودة إيران باعتبارها العدو الظاهر الأول للأمريكيين المؤيدين لترامب يجبر أصدقاءنا القطريين على اتخاذ مواقف متناقضة. فمن المستحيل بالنسبة للقطريين أن يثيروا المشاكل مع الجانب الأمريكى الذى يضمن سلامتهم. لكنهم لا يستطيعون أن يستفيدوا من الشيعة الإيرانيين الذين يتمتعون بخيرتهم المالية الوفيرة.. ومن هنا فإن الاضطراب الحالى الذى سببته الفتوى التى شنت ضد القطريين من عدوهم الإماراتى والإخوة السعوديين، الذين هم على استعداد للقتال، تحت مظلة دونالد ترامب، أصبح الإيرانيون الأشرار هم العدو المعلن عنه رقم واحد.
تأثير الوهابية القطرية فى فرنسا
لقد مولت قطر عددا قليلا من المساجد مقارنة بالمملكة العربية السعودية. بالطبع لقد قدمت تمويلا إلى مساجد مدن ميلهوز أو ليل، فضلا عن مراكز التعليم، إلا أن لديهم استراتيجية لشراء اللاعبين بدلا من شراء الأندية... وقد تقربوا من قادة اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا، بدعم من طارق رمضان ومحمد بشارى وهو أيضا أحد الموالين لهم، والزعيم السابق للاتحاد الوطنى لمسلمى فرنسا.