الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ألبير قصيري.. طموح في الصحراء

ألبير قصيري
ألبير قصيري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"لست في حاجة لأن أعيش في مصر ولا لأن أكتب بالعربية، فإن مصر في داخلي وهي ذاكرتي"، هكذا كان يؤكد على حبه لمصر وعدم رغبته الحصول على الجنسية الفرنسية هناك أثناء عيشه بباريس، إنه الكاتب والروائي والسيناريست المصري "ألبير قُصيري" الذي تحل ذكرى ميلاده في مثل هذا اليوم 3 نوفمبر من عام 1913م.
وُلد قصيري بحي الفجالة العريق لعائلة مصرية ميسورة من أصل شامٍ حيث ينتمي والده إلى بلدة القصير قرب حمص بسوريا وكان من أصحاب الأملاك، ثم إنتقلت العائلة إلى القاهرة حيث تلقى ألبير تعليمه بمدارس دينية مسيحية بمصر ثم انتقل للدراسة بإحدى المدارس الفرنسية التي كانت بمثابة بداية الطريق نحو القراءة لفيكتور هوجو وموليير إلى جانب مجموعة من الكُتاب الفرنسيين الآخرين من المدرسة الكلاسيكية.
اعتمدت عائلة ألبير في مصروفاتهم على عائدات الأراضي والأملاك، لذلك كان الكسل بمثابة أسلوب حياة في عائلته وفلسفته الشخصية، ولكنه بعد انخراطة مع الكُتب الفرنسية بدأ في كتابة الكُتب والسيناريوهات التي مثلت أساس دخله ودعم ضرورة العمل قائلا: "حين نملك في الشرق ما يكفي لنعيش منه لا نعود نعمل، بخلاف أوروبا التي حين تملك ملايين تستمر في العمل للحصول على المزيد". 
لم تكن مدرسته الفرنسية فقط محطة التأثير في حياته ولكن عمله في البحرية في الفترة بين 1939م إلى 1943م أتاحت له الفرصة الساحرة نحو زيارة مجموعة من البلدان مثل أمريكا، إنجلترا، وفرنسا التي زارها لأول مرة في 1930م أي وهو في السابعة عشر من عمره.
قرر ألبير في 1945م السفر إلى فرنسا والاستقرار بها وبالأخص الاستقرار بغرفة 58 بفندق لا لويزيان بأحد شوارعها، وكان مُصمم على العيش بالفندق وعدم رغبته في الامتلاك مُدعما ذلك قائلا: "الملكية هي التي تجعل منك عبدا".
أحب ألبير أن يعيش بمفرده باقي حياته وذلك بعد زواجه - من ممثلة مسرحية فرنسية - الذي لم يستمر كثيرا، حيثُ قال أنه يجد السعادة عندما يكن بمفرده.
للكاتب ألبير قُصيري مجموعة من الأعمال الروائية والشعرية مثل ديوانه الشعري لسعات في 1931م، المجموعة القصصية "بشر نسيهم الرب" في 1941م، رواية "طموح في الصحراء" في 1984م، رواية "العنف والسُخرية" في 1962م، ورواية "ألوان النذالة" في 1999م إلى جانب مجموعة من الروايات الأخرى.
فارق ألبير الحياة وهو بغرفته بفندق فرنسا الذي عاش فيها طوال حياته وذلك في 22 يونيو من عام 2008م عن عمر يناهز 95 عامًا.