السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

أستاذ القانون الدولي الفلسطيني والقيادي بـ"فتح" يتحدث لـ"البوابة" .. جهاد الحرازين: من حق الفلسطينيين مقاضاة بريطانيا على وعدها الأسود للصهيونية.. مصر فعلت ما عجز عنه الآخرون

جهاد الحرازين
جهاد الحرازين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور جهاد الحرازين أستاذ القانون الدولي والقيادي بحركة «فتح» الفلسطينية، إن احتفال بريطانيا بالذكرى المئوية لوعد بلفور جريمة جديدة تضاف للجريمة الرئيسية التي نصت على إعطاء من لا يملك من لا يستحق، ومنحت الاحتلال الإسرائيلي حق الاستيطان وسرقة الأراضي الفلسطينية.. وأضاف الحرازين في حواره لـ«البوابة»، أن حل الدولتين هو الحل الأمثل الذي يمكن تمريره والقبول به لأن دولة الاحتلال ترفض حل الدولة الواحدة ثنائية القومية، وأنه لا خيار سوى حل الدولتين.
■ لماذا أسست بريطانيا وعد بلفور؟
- منحت بريطانيا وعدها المشئوم بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين عبر وزير خارجيتها آنذاك أرثر بلفور، الذي عبر عن رغبة حكومة جلالة الملكة بالعمل على مساعدة اليهود وتسهيل مهمتهم بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، استغلالا لحالة الانتداب والوصاية التي كانت قائمة على الأرض الفلسطينية من قبل بريطانيا، ولذلك وجدت بريطانيا أنه إرضاء لليهود.
■ ماذا حصدت بريطانيا بعد ١٠٠ عام على وعد بلفور؟ 
- تدعى رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماى أن الفضل يعود لبريطانيا فى إنشاء دولة إسرائيل، تلك الدولة الديمقراطية والمتطورة، لكنها لا تدرك أن الدولة التى تتحدث عنها هى دولة الأبرتايد والتفرقة العنصرية، ولكن يمكن القول إن بريطانيا استفادت من ذلك بأنها تخلصت من هذا العبء الذى ألقته عن كاهلها، ومنحت الصهاينة هذا الوعد وعملت على تمكينهم من الأرض الفلسطينية. 
■ هل من الممكن أن تقاضي السلطة الفلسطينية بريطانيا في المحكمة الدولية بسبب هذا الوعد؟ 
- من حق الشعب الفلسطيني وقيادته أن يطالب بمقاضاة بريطانيا على هذه الجريمة النكراء المستمرة حتى يومنا هذا؛ لأن بريطانيا خالفت نص صك الانتداب الذي بموجبه تم انتدابها على الأرض الفلسطينية؛ لأنها لم تسلم الأرض الفلسطينية لقيادة الشعب الفلسطيني آنذاك، بل سلمتها للعصابات الصهيونية التي مكنتها من الأرض والتسليح والهجرات الصهيونية التي تم تسهيلها من قبل الحكومة البريطانية.
■ هل اعتذار بريطانيا يكفي لمحو أثر هذه الجريمة؟
- قضية الاعتذار هي قضية وحق معنوى بالدرجة الأولى، ليمثل اعترافا بوجود جرم ارتكب بحق شعب أعزل كان من الواجب على دولة الانتداب حمايته وتمكينه من أرضه، ولذلك عندما تتم مطالبة بريطانيا بالاعتذار عن تلك الجريمة لإعادة جزء من الحق الفلسطيني والمتمثل بالحق المعنوي، مع التأكيد أن قضية الاعتذار غير كافية بل يجب أن ترتبط بأمور أخرى.
■ كيف تكفر بريطانيا عن خطيئتها في حق الشعب الفلسطيني؟ 
- باستطاعة بريطانيا أن تكفر عن تلك الخطيئة التاريخية من خلال الاعتذار للشعب الفلسطيني، والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران، وتعويض الشعب الفلسطيني عن تلك السنوات وإعادة الممتلكات والحقوق الفلسطينية التي تمت السيطرة عليها أبان فترة الانتداب، بالإضافة إلى ذلك تقديم كل المساعدة والدعم بمختلف أشكاله لبناء مؤسسات السلطة الوطنية وتقديم الدعم السياسي والمادي للقضية والشعب الفلسطيني.
■ هل حل الدولتين هو الحل الأمثل للقضية؟ 
- حل الدولتين هو الحل الأمثل الذي يمكن تمريره والقبول به؛ لأن دولة الاحتلال ترفض حل الدولة الواحدة ثنائية القومية، إذن لا خيار سوى حل الدولتين الذي أصبح يلقى قبولا لأطراف المجتمع الدولي كافة، باستثناء إسرائيل التي تعمل على قتل هذه الفكرة من خلال الممارسات والإجراءات الاستيطانية التي تقوم بها على أمل فرض واقع جديد على الأرض يمنحها السيطرة الكاملة سواء الأمنية أو السياسية او الاقتصادية، ولذلك تسعى القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن، بالضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حاسم تجاه الممارسات الإسرائيلية وعلى رأسها قضية الاستيطان غير الشرعي الذي يشكل جريمة يعاقب عليها القانون الدولي. 
■ هل ترى أن إسرائيل ستوافق على حل الدولتين؟ 
- إسرائيل تسعى جاهدة إلى قتل تلك الفكرة من خلال ممارساتها على الأرض ومخططاتها الاستيطانية واعتداءاتها المتواصلة وتنكرها لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، خاصة قرارات الشرعية الدولية وآخرها قرار ٢٣٣٤ الخاص بالاستيطان، ما يعني أن إسرائيل غير راغبة بحل ينهي الصراع القائم، وإنما تبحث عن حل يتوافق مع إيديولوجيتها العنصرية والاستيطانية التي تنتقص ولا تعترف بالحقوق الفلسطينية.
■ ما التحرك الدبلوماسي الذي يمكن أن تتخذه السلطة الفلسطينية لتوفير الحماية للأرض الفلسطينية من مشروعات الاستيطان؟ 
- القيادة الفلسطينية تتحرك على كل المستويات؛ فالرئيس أبو مازن يواصل اتصالاته ولقاءاته مع قادة العالم، ويضعهم في صورة التطورات والأحداث المتلاحقة، وخاصة قضية الاستيطان، ولذلك طالب الرئيس أبو مازن في أكثر من مرة بالأمم المتحدة ومن الأمين العام للأمم المتحدة، الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووضعت عدة دراسات لهذا الأمر التي سيتم تقديمها لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى دور وزير الخارجية وشئون المغتربين ولقاءاته بنظرائه من كافة أنحاء العالم، ووضعهم في صورة الأحداث وتطورات القضية الفلسطينية والاتصالات على الصعيد العربي والإقليمي والإسلامي، التي جميعها تأتي بثمارها الداعمة للموقف الفلسطيني، ولذلك استطاعت الدبلوماسية الفلسطينية أن تحقق العديد من الإنجازات على الصعيد الدولى، ووضعت الاحتلال فى مأزق بعدما تم فضح روايته المزيفة وتضليله للعالم.
■ تسعى إسرائيل مجددًا لخطة عزل القدس، كيف ستتصدى الحكومة الفلسطينية لهذا المخطط؟
- الخطة الإسرائيلية المتعلقة بعزل مدينة القدس عن محيطها العربي والإسلامي هي خطة تعمل عليها الحكومة الإسرائيلية منذ فترة طويلة، بهدف إفراغ المدينة من سكانها الفلسطينيين بمجموعة من الإجراءات العقابية، كسحب بطاقات الهوية والإبعاد والاعتقال ومنع الترميم للمنازل وفرض الضرائب الباهظة والاستيلاء على المنازل وإغلاق المؤسسات الثقافية والفكرية ومحاولة تهويد التعليم، وغيرها من الإجراءات الأخرى، وبدأت الحكومة بمخطط جديد يهدف إلى ضم عدة مستوطنات إسرائيلية إلى مدينة القدس لإخضاعها إلى بلدية الاحتلال في المدينة لزيادة العدد السكاني اليهودي بالمدينة، وبالمقابل عزل عدة أحياء فلسطينية وإخراجها خارج حدود بلدية القدس، وكأنها ليست جزءا من المدينة لضمان التفوق السكاني اليهودي في المدينة، إلا أن الأمر بعد أن تم الكشف عنه ورغبة حكومة نتنياهو بالمضي بهذا المخطط، قامت القيادة الفلسطينية بعمل عدة اتصالات مع العديد من قادة العالم والولايات المتحدة الأمريكية للتدخل ووقف هذا المخطط الذي يهدد عملية السلام وحل الدولتين.