السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"العائدون من ليبيا" إرهاب يبحث عن مواجهة

 داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دق حادث الواحات البحرية الإرهابي، ناقوس الخطر الذي يهدد استقرار الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية، عن طريق «العائدين من ليبيا» من أعضاء وعناصر التنظيمات الإرهابية التي تم تحرير أغلب الأراضي التي كانت تحت سيطرتهم، منذ عام 2014، والتي كان من أهمها مدينة الرقة التي أعلنت القوات الليبية استعادتها بالكامل الأسبوع الماضي، مما سيدفع بعناصر هذه التنظيمات للعودة إلى بلادها مرة أخرى لإعادة تكوين نفسها من جديد.
تتعدد التنظيمات المسلحة المنتشرة في الصحراء الليبية المترامية الأطراف، ولا يكاد القتال يهدأ بين هذه التنظيمات من جهة، وبينها وبين الجيش الليبى الذي يرأسه المشير خليفة حفتر، من جهة أخرى، وتكاد كل منطقة في ليبيا وكل مدينة أن تمتلك على الأقل كتيبة باسمها تضم أبناء تلك المنطقة في صفوفها، وتحارب الكتائب التي تنتمي للمدن الأخرى، وتظهر تلك التنظيمات وتختفي لتعاود الظهور مجددا بأسماء جديدة وتحت لافتات جديدة، وفيما يلي أبرز التنظيمات المسلحة المنتشرة في ليبيا والمصنف عدد منها عربيا ودوليا ضمن الجماعات الإرهابية.

أنصار الشريعة
يرجع أول ظهور إعلامي لتنظيم أنصار الشريعة، إلى صيف ٢٠١٢، بعد انشقاق عدد من أعضاء جماعة «سرايا راف الله شحاتي» التي تعمل في بنغازى في شرق البلاد.
وتواجه جماعة أنصار الشريعة في ليبيا اتهامات بالمسئولية عن قتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز أثناء اقتحام القنصلية الأمريكية ببنغازي في ٢٠١٢، وقد أصدر مجلس الأمن في عام ٢٠١٤ قرارًا بموجبه تم إدراج تنظيم أنصار الشريعة في سرت وبنغازي ودرنة على قائمة التنظيمات الإرهابية، كما صدرت عدة قرارات أممية أخرى مكملة لهذا القرار.
وقد قتل زعيم التنظيم محمد الزهاوي نهاية عام ٢٠١٤، وتمت مبايعة أبوخالد المدني قائدًا جديدًا للتنظيم، وعانت الجماعة خلال الفترة الأخيرة من تراجع الموارد المالية التي كانت تأتيها من الخارج، وقد أعلنت حل نفسها رسميا في ٢٧ مايو ٢٠١٧، بعد خسائر فادحة منيت بها خلال معاركها مع الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.

سرايا الدفاع عن بنغازي
تشكلت في الثاني من يونيو ٢٠١٦ بمدينة الجفرة، جنوبي ليبيا، وتتكون من مقاتلين سابقين بمجلسي «شورى ثوار بنغازي وأجدابيا» و«مجلس شورى مجاهدي درنة»، بالإضافة إلى بقايا حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم جضران، وتضم مقاتلين ينتمون لفصائل مسلحة متهمة بالعمل لصالح جهات خارجية تسعى لنشر الإرهاب في البلاد.
وقد دارت معارك حامية بين السرايا وقوات الجيش التي يرأسها خليفة حفتر، للسيطرة على منطقة الهلال النفطي في شهر مارس الماضي تكبدت فيها السرايا خسائر بشرية فادحة. 
وأعلن مصطفى الشركسي، القيادي في سرايا الدفاع عن بنغازي في ليبيا، في ٢٣ يونيو الماضي استعدادهم حل السرايا وإحالة أمرها إلى الجهات المعنية في الدولة، دون أن يحدد الجهات المقصودة، وقال إنهم «سيتركون أمر مستقبل سرايا الدفاع لتلك الجهات سواء اختارت حل السرايا أو إدماج أفرادها ضمن قوات رسمية أخرى تتبع المؤسسة العسكرية الشرعية».

تنظيم داعش
منذ إعلان تنظيم داعش في سوريا والعراق، انضم له عدد من الليبيين، وخاصة من مجلس شورى ثوار سرت وغيرها، وقد استغل التنظيم الإرهابي الانقسام السياسي والفراغ الأمني الناجم عن الصراع بين معسكر الجيش الذي يرأسه المشير خليفة حفتر، وقوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق، وأعاد لملمة رجاله المبعثرين في الصحراء والانتشار في المنطقة الفاصلة بين سيطرة المعسكرين المتحاربين في محيط مدينة سرت، وقامت عناصر التنظيم بعدة عمليات هجومية على عدد من الجبهات ونشرت حواجز لها لبعض الوقت في المنطقة الوسطى قبل أن يتم دحرها مجددًا خلال الفترة الأخيرة.
وكانت حكومة الوفاق أطلقت عملية عسكرية تحت اسم «البنيان المرصوص» في مايو من العام الماضي، لاستعادة سرت التي كان يتمركز فيها مسلحو التنظيم منذ ٢٠١٥، ونجحت في طردهم من جميع المناطق التي سيطروا عليها في سرت ومحيطها، كما تم طردهم من عدة مدن ليبية أخرى بمنطقتي درنة وبنغازي، وخاض الجيش تحت قيادة حفتر، معارك ضارية ضد عناصر التنظيم، وشن عددا كبيرا من الغارات عليهم طوال الفترة الماضية مما أسهم في منع انتشارهم مجددًا.
«داعش» و«المرابطون» أبرز القادمين.. و«حسم» تزج بنفسها في حوادث «الصحراوي الغربي»
كتب - محمد رجب سلامة
منذ الإطاحة بالمعزول محمد مرسى وجماعته الإرهابية من الحكم، عقب ثورة ٣٠ يونيو، بدأت الخلايا الإرهابية تنشط داخل الصحراء الغربية، يتزعمها عناصر متطرفة من أصل مصري عائدة من ليبيا، وهو ما تبين في إعلان القوات المسلحة عن العديد من عمليات إحباط تهريب أسلحة وسيارات دفع رباعي عبر الحدود مع ليبيا، ففى يوليو ٢٠١٣، أعلن المتحدث العسكرى عن إحباط محاولة تهريب ٢٠٠ بندقية خرطوش وذخائر في مناطق تبغبغ وجبل الحدونة وعين صافي شرق مدينة سيوة، كانت محملة على أربع سيارات دفع رباعي.
ومنذ ذلك الحين توالت العمليات الإرهابية داخل منطقة الصحراء الغربية، فقبل حادث الواحات الأخير، الذي وقع فى الكيلو ١٣٥، وأودى بحياة عدد من رجال الشرطة، بحسب بيان الداخلية، نفذت العناصر الإرهابية عددًا من العمليات كان أبرزها حادث كمين الكيلو ١٠٠ بالفرافرة في يوليو ٢٠١٤، الذى أسفر عن استشهاد ٢١ من ضباط وجنود القوات المسلحة، وهو الهجوم الذي تبناه تنظيم «المرابطون» القريب من تنظيم القاعدة، ويتزعمه الإرهابي هشام عشماوي، وفي ديسمبر ٢٠١٤، أعلن تنظيم «داعش» مسئوليته عن قتل خبير البترول الأمريكي بشركة أباتشي وليم هندرسون بعد اختطافه من قلب الصحراء الغربية خلال عملية سرقة سيارات.
وشهد عام ٢٠١٥، ٣ وقائع أولها واقعة تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية، في أغسطس ٢٠١٥، أثناء مطاردة مسلحين بمنطقة سترة جنوب شرق واحة سيوة، وهي الواقعة التي أسفرت عن شهداء ومصابين عسكريين، بعد عطل فني مفاجئ أثناء عملية المطاردة، وبحسب البيان الصادر عن المتحدث باسم القوات المسلحة وقتها، نجحت القوات فى تدمير أربع عربات للمسلحين وضبط خمس عربات أخرى، وفى نفس الشهر أعلن تنظيم ولاية سيناء عن ذبح «توميسلاف سلوبك» كرواتي الجنسية، اختطفوه يوم ٢٢ يوليو، أثناء توجهه إلى عمله بأحد المواقع البترولية في منطقة الواحات، وفى أكتوبر من العام نفسه، أعلنت قوات الأمن عن مقتل ٢٠ من العناصر الإرهابية والقبض على ٢٢ آخرين خلال اشتباكات دامية بين القوات المسلحة وعناصر متسللة عبر الحدود مع ليبيا، تتبع تنظيم «داعش» ليبيا.
وفى عام ٢٠١٦، تحديدًا خلال شهر يونيو، أعلنت القوات المسلحة عن مقتل ضابطين وأربعة مجندين فى هجوم مفاجئ من عناصر تنتمي لعصابات تهريب مسلحة، وتم القبض على ٣ مهربين في منطقة عين دلة بمركز الفرافرة بالوادي الجديد، وانتهى العام بهدوء داخل منطقة الصحراء الغربية، حتى يناير ٢٠١٧، باستهداف كمين النقب الواقع على طريق الوادي الجديد - أسيوط السياحي، والذي أسفر عن مقتل ثمانية من عناصر الشرطة وإصابة اثنين، حيث وقعت اشتباكات بين القوة الأمنية المتواجدة بالكمين ومسلحين.
وزادت وتيرة تحركات العناصر الإرهابية فى منتصف ٢٠١٧، ففى شهر مايو، وقع الهجوم الوحشى لخلية تتبع تنظيم «داعش» الذى أعلن مسئوليته عنها عندما تم استهداف حافلة تقل مواطنين أقباطا كانوا فى طريقهم إلى دير اﻷنبا صموئيل الواقع غرب مركز العدوة، وأثناء مرور الحافلة بأحد الطرق الفرعية الصحراوية، وأسفر عن مقتل ٢٨ مواطنًا، وفى اليوم الأخير من نفس الشهر، لقى أربعة من أفراد القوات المسلحة مصرعهم إثر اشتباكات مع عناصر مسلحة فى منطقة الواحات الغربية، بحسب بيان المتحدث العسكري، قال فيه إن قوات برية كانت تمشط المنطقة، وانفجر «حزام ناسف» أسفر عن مقتل ثلاثة ضباط وجندى واحد.
من جانبها زجت حركة «حسم» الإخوانية بنفسها فى حوادث الظهير الصحراوى الغربي، ففى يوليو ٢٠١٧، أعلنت الداخلية عن مقتل ٨ أشخاص، وصفتهم بمُسلحى حركة «حسم»، وذلك أثناء عملية تبادل لإطلاق النار خلال مداهمة أمنية لموقع صحراوى قريب من مركز سنورس بالفيوم، بعدما اشتبهت الشرطة فى كون الموقع يضم معسكرًا تدريبيًا للحركة، وخلال شهرى مايو ويونيو من نفس العام، أعلنت القوات المسلحة عن تدمير القوات الجوية المصرية لـ ٢٧ سيارة دفع رباعى محملة بالأسلحة على الحدود المصرية فى ليبيا.

خبراء: خطر على الأمن القومي 
«لاشين»: الضربات الاستباقية وتأمين الحدود الحل للقضاء على الدواعش
كتبت - آية عز وشيماء عطاالله
أجمع عدد من خبراء الأمن، على أن العناصر التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي، والعائدة من ليبيا تدخل مصر عن طريق الحدود المصرية الليبية والسودانية، بمساعدة القبائل العربية المتواجدة فى الصحراء بين مصر وليبيا، حيث تساعدهم على دخول مصر عن طريق الجبال والطرق غير الشرعية. وأكد المحللون أن العائدين من ليبيا يشكلون خطورة بالغة على الأمن القومى المصرى، لأنهم سوف يشكلون خلايا نائمة مهمتها الأولى والأساسية تنفيذ عمليات إرهابية ضد المصريين العُزل وضد الحكومة.
قال اللواء حسام لاشين، الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، إن جميع العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي والعائدة إلى ليبيا، تشكل خطرًا أمنيًا كبيرًا على مصر.
وأكد «لاشين» أن جميع الدواعش العائدين إلى ليبيا سيحاولون أن يتسللوا عبر الجبال والخنادق عن طريق الحدود، ليدخلوا مصر ويقوموا بتنفيذ مجموعة من العمليات الإرهابية والتفجيرات، تضر بالأمن القومي لمصر.
وأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق، إلى أن العناصر الإرهابية التابعة لداعش والعائدة إلى ليبيا لن تكتفي بالتسلل إلى مصر، وتنفيذ عمليات إرهابية فقط، بل ستحاول تكوين خلايا إرهابية للإضرار بالأمن القومي، لأن تواجد عناصر من داعش في ليبيا يعتبر بالفعل «خلايا».
وأضاف، أن الحل الوحيد للقضاء على الدواعش العائدين من ليبيا هو القيام بضربات استباقية وتأمين الحدود المصرية تأمينًا شاملًا وقويًا، لا يسمح لأحد من عناصر داعش بالتسلل إلى مصر.
من ناحيته قال اللواء محمد نجيب، مساعد وزير الداخلية السابق، إن العائدين من ليبيا يمثلون خطورة كبيرة جدا على مصر، ولا بد على الأمن الوطني فحص العائدين من ليبيا، لمعرفة إذا كان تم تجنيدهم من قبل الجماعات الإرهابية أم لا، خاصة أصحاب الهجرة غيرة الشرعية، لأنهم لا يمتلكون إقامة، لذلك من السهل تجنيدهم.
وأضاف «نجيب» أن عملية الواحات تم تنفيذها من قبل العائدين من ليبيا، وهم العناصر الإرهابية.
وأكد مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن العناصر الإرهابية العائدة من ليبيا تدخل مصر عن طريق المدقات والجبال والصحراء، وتدخل أيضًا عبر الحدود الغربية لمصر وهي حدود شديدة الصعوبة.
وأشار إلى أن الحدود الغربية لمصر تُشكل خطورة كبيرة على مصر في هذه الفترة، وذلك عقب خسارة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.
وبدوره قال محمد نورالدين، الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، إن العناصر الإرهابية التي تنتمي لتنظيم داعش الإرهابي والعائدة من ليبيا، تدخل مصر عن طريق المناطق الحدودية.
وأكد «نورالدين» أن الحدود المصرية الليبية تُشكل خطورة كبيرة على مصر، لأن الحدود المصرية مع ليبيا تبلع مساحتها ١١٨٠ كيلو مترا مربعا، وكذلك الحدود مع السودان تبلغ ٩٨٠ كيلو مترا مربعا، وبالتالي المساحات بينها كبيرة للغاية، لذلك تصعب السيطرة عليها خاصة ليبيا، لأن ليبيا بها مشاكل أمنية كثيرة، ولا يوجد بها أي استقرار، ومن السهل أن تدخل عناصر داعش منها.