الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

علي حميدة في حواره لـ"البوابة ستار": الضرائب أبعدتني عن الفن بعد فقد كل شيء.. وعمرو دياب زعيم.. ومحمد منير صاحب فكر.. وانتظروا عودة جيل الثمانينيات في مهرجان القرن

على حميدة في حواره
على حميدة في حواره لـالبوابة ستار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التقيت مبارك فى القصر الجمهورى.. وصدام حسين طلب منى زيارته.. والقذافى كان معجبًا بفنى
حميد الشاعرى لا يقل شيئا عن بليغ حمدى.. ولم يرسب أحد فى مدرسته
ربنا انتقم من ضابط لفق لى تهمة فى منتصف التسعينيات

اعتبره كثيرون نجم الأغنية الواحدة، بعد أن صالت أغنيته الشهيرة وجالت ربوع مصر والدول العربية، قبل أن يختفى لسنوات طويلة ثم عاد للظهور مرة أخرى.
هو المطرب على حميدة، صاحب أغنية «لولاكى» الشهيرة، والذى بدأت قصته بعد عودته من عمله بالتدريس فى معهد الموسيقى بالكويت، حيث كان اللقاء الأول له مع الموزع الموسيقى حميد الشاعرى، وهنا كانت البداية، حيث تم تسجيل أول أغانى على حميدة «لولاكى»، وتوالت تسجيلات باقى الألبوم الأول له الذى ضم ثمانى أغانى حتى تم طرحه فى الأسواق. وفى اليوم الأول لطرح ألبوم «لولاكى» نفذت شرائط الكاسيت من شركة التوزيع فى أول ساعات من طرح الألبوم، كواليس وحكايات يروى تفاصيلها «حميدة» فى حواره لـ«البوابة»، والذى كشف خلاله عن أسرار مشواره الفنى وسبب ابتعاده عن الساحة الغنائية.. وإلى نص الحوار:

■ كيف بدأت قصة الأغنية الأكثر مبيعًا فى تاريخ الوطن العربى؟
- أذكر أننى كنت أستاذا فى معهد الموسيقى بالكويت، وسجلت فى هذا التوقيت أغان إذاعية وحينما حضرت للقاهرة كنت مشغولا بمن سيعمل معى حتى التقيت حميد الشاعرى، وتقابلنا فى ثانى يوم، وتم تسجيل أولى أغنياتى «بيكى يا» من كلماتى وألحانى وجميع من كانوا فى الاستديو انبهروا بالصوت، ثم تم تسجيل أربع أغانى أخرى من كلماتى وألحانى وتعاملت مع سامى الحفناوى واكتمل الألبوم، ثم قمنا بتسجيل أغنية أخرى وهى «لولاكى» كلمات عزت الجندى الشاعر الغنائى العظيم، وكانت عبارة عن ملحمة وطنية فى حب مصر، وقام بتلحين الأغنية سامى الحفناوى وتوزيع حميد الشاعرى، وعندما قمنا بتسجيلها كان حميد لا يريدها ضمن الألبوم لأنها تختلف عن لون وسكة حميد، ولكن تم الاستقرار على ضمها للألبوم، ونزل الشريط يوم ١٤ يوليو سنة ١٩٨٨، ونزل الشريط السوق الساعة التاسعة صباحا ونزلت الشارع بعدها بساعتين وجدت مصر كلها مشغلة الشريط، وكانت شركة الإنتاج قد طبعت ١٠٠ ألف نسخة للجمهور، وبعد نفاذ هذه الطبعة من السوق تم طبع مليون شريط من الشركة وتوالت المبيعات الكبيرة، ولم أتخيل هذا النجاح الكبير الذى رأيته فى أعين الناس وفرحتهم بأغنية لولاكى.
■ هل تشعر بالأسى عندما يلقبك الناس بمطرب «لولاكى»؟
- مستحيل أحزن من أى شخص حينما يقول لى «إنت مطرب لولاكى»، لأن كل مطرب مشهور بأكثر أغانيه الشهيرة، مثل «السح إدح أمبوه» لأحمد عدوية، وشعبان عبدالرحيم اشتهر بأغنية أنا بكره إسرائيل، وأم كلثوم أشهر أغانيها مع عبدالوهاب أغنية أنت عمرى، وليس من العيب إطلاقا أن ينادى لى البعض بمطرب لولاكى، وأذكر أنه فى نفس توقيت طرح ألبوم «لولاكى» تم طرح ١٤ شريط كاسيت ولكن لم ينافسنى أحد، ولكن المطرب الوحيد الذى استمع له الجمهور فى توقيت لولاكى كان إيمان البحر درويش، فى أغنية أنا طير فى السما، وبعد طرح لولاكى شركة الإنتاج الخاصة بعمرو دياب قالت له: «فى واحد مكسر الدنيا تعالى أعمل حاجة»، وفعلا طرح ألبوم «ميال» بعدها بفترة، ولكن لم يوثر ذلك على نجاح لولاكى، ونجح الاثنان بشكل كبير، لأن سكة عمرو تختلف عن سكة لولاكى ويكفى أن ألبوم لولاكى باع ٨٠ مليون شريط فى الوطن العربى ككل.
■ لمن كنت تقول لولاكى فى بداية مشوارك؟
- لا يوجد شخص يعيش دون حب، والأغنية عاشت معى فى حب خاص، ولكن فى هذا التوقيت لم يكن لدى وقت لأى شيء، فقد كنت أقوم بإحياء خمس حفلات يوميا على مدار سنوات طويلة، ثم تزوجت فى عام ١٩٩٤ من زوجتى الحالية ورفيقة عمرى، وهى من قبيلة فى مرسى مطروح وابتعدت تماما، وكان الكل يعلم بزواجى من قريبة لى ولذلك لم تحدث لى إشاعة نسائية على مدار تاريخى الغنائى كله.
■ من كان ينافسك فى نفس التوقيت؟
- لم يكن لى منافس فى هذا التوقيت وكان لى أعداء كثر، ومشكلة الضرائب التى قدرت بـ١٥ مليونا فى هذه الفترة سنة ١٩٩٥، هى السبب الرئيسى فى ابتعادى عن الساحة الغنائية بعد أن قمت ببيع منزلى فى مصر حتى أقوم بسداد الضرائب.
■ انتقدك فى تلك الفترة الملحن حلمى بكر فماذا كان رد فعلك؟
- بالفعل انتقدنى الملحن الكبير حلمى بكر، ولكن هذا الانتقاد شرف كبير لى، فأنا أحب هذا الرجل الذى لحن لجميع المطربين، أبرزهم نجاة ووردة ومحمد رشدى وغيرهم، وأبدع فى المسرح مع مسرحية «سيدتى الجميلة» وغيرها، كما قدم أوبريت الحلم العربى، وكان حلمى ناجحًا فى وجود عبدالوهاب والسنباطى، وهما عمالقة التلحين حتى الآن، وعندما ينتقد حلمى لأحد المطربين، فبكل تأكيد سيستفيد المطرب من هذا.

■ التدريس فى الموسيقى هل كان قبل نجاح أغنية «لولاكى» أم بعده؟
- التدريس كان قبلا بفترة كبيرة، حيث تخرجت فى معهد الموسيقى العربية وبعدها مباشرة اتجهت إلى التدريس بالمعهد لفترة، ثم سافرت إلى الكويت للتدريس هناك فى المعهد الموسيقى بالكويت، وعندما قررت الرجوع من الكويت كانت أولى خطواتى الغنائية، لكننى سجلت فى الإذاعة خمس أغانى فى بداية مشوارى الغنائى ولكننى لم أترك التدريس طوال حياتى.
■ ما رأيك فى الوضع الغنائى الحالى؟
- أذكر أنه فى الماضى كان هناك مقرئون للقرآن كثيرين، وكان صوتهم فى التلاوة مغنيا، وحاليًا لا توجد أصوات كثيرة جيدة فى تلاوة القرآن، ومن وجهة نظرى أرى نظرية الغناء تتلخص فى «لو أن هناك أصواتا قرآنية جيدة فسوف نجد أصواتا غنائية جيدة»، وفى الماضى كان هناك عبدالباسط عبدالصمد والطبلاوى، وكان هناك أيضًا أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم، والمشكلة فى وجود الأصوات الجيدة، وللأسف ما يتم تقديمه الآن هو ما يفضله الجمهور وأصوات كثيرة موجودة حاليا ممتازة مثل آمال ماهر فهى فنانة رائعة.
■ لو طرحنا عليك هذه الأسماء فكيف تعلق عليها بكلمات بسيطة.. عمرو دياب ومحمد منير ومحمد فؤاد وأنغام وشيرين وتامر حسنى ومحمد حماقى؟
- عمرو دياب «زعيم»، محمد منير «صاحب فكر»، محمد فؤاد «دخل قلب الشعب»، أنغام «زى الياسمينة»، شرين «جاية من جوه البلد»، تامر حسنى «شاطر»، حماقى «صوت وأخلاق».
■ كيف ترى حال الأغنية الشعبية فى الوقت الحالى؟
- تبقى دائمًا الأغنية الشعبية هى الوحيدة التى تحافظ على المقامات الشرقية فى مصر وموجودة طبعًا عن طريق مجموعة من المطربين المميزين منهم: عبدالباسط حمودة وحكيم وطارق الشيخ وأحمد شيبة.
■ كيف ترى سبب تدهور سوق الغناء؟
- فى الماضى كان هناك استعداد للأغنية بشكل كبير ولذلك كانت تخرج الأغنية بشكل جيد وتلقى نجاحًا كبيرًا، ولكن فى الوقت الحالى الذوق العام كله اختلف تمامًا، كما أن الجيل الحالى ليس مثقفًا، وأرى أن تدهور سوق الغناء سببه الرئيسى تدهور العلم والثقافة وأيضا الحالة الاقتصادية والهمجية والفوضوية التى خلفتها سلبيات الثورات.
■ لماذا لم تستكمل مشوارك مع تجربة التمثيل؟
- سبق وقدمت فيلمين هما «لولاكي» و«مولد نجم»، كما قدمت مسرحية «حكاية حارتنا» وكنت أعشق الكوميديا كثيرًا، وبعد نكستى الكبرى عام ١٩٩٥، حيث طلبت الضرائب منى مبلغ ١٥ مليونا قمت ببيع بيتى بالقاهرة وكان عبارة عن شقتين على النيل، بالإضافة إلى بيع ثلاث سيارات كنت أملكها، وقمت بسداد الضرائب وعشت فترة عصيبة مليئة بالشائعات.
■ جيلك استكمل المشوار الغنائى بنجاح، لكنك اكتفيت بالتدريس.. فلماذا؟، وهل لو عاد بك الزمن ستستكمل نجاحك ومشوارك الغنائى؟
- للأسف ما حدث لى فى ٩٥، والمشاكل الكثيرة التى حدثت مع الضرائب كانت السبب الرئيسى فى ابتعادى عن الغناء، وحاولت استغلال تلك الفترة لتحضير الدكتوراه فى المعهد أثناء ابتعادى، ولو عاد بى الزمان من المؤكد كان سيدور نفس السيناريو.
■ مَن مِن جيلك استمرت صداقتك به حتى الآن؟
- الجميع أصدقائى وأحبابى ولكن حميد الشاعرى له حب خاص.
■ ما الظروف الصعبة التى واجهتك على مدار حياتك؟
- أكثر الظروف الصعبة بدأت بدفع ١٥ مليون جنيه للضرائب وبيعى كل ما أملك للدفع ولم أكن أمتلك فى هذه الفترة إلا منزلى فى مرسى مطروح، وهذا حدث بين يوم وليلة، ولكننى دائمًا أقول إن «لولاكي» أبقتنى للناس، أيضا من المواقف الصعبة التى حدثت لى المشكلة التى كانت فى الإسكندرية بينى وبين الضابط فى وجود زوجتى، وملخص الموضوع أننى تشاجرت مع ضابط فى الإسكندرية واتهمنى باتهامات لم تحدث إطلاقا وهذا الضابط كان يتعامل معى على أننى ليبى وليس مصريا، والأمر كله انتهى فى ساعات، وشعرت بعدها بأن الله أخذ لى حقى منه بعد موت ابنه فى حادثة، وبالرغم من ذلك لم أشمت فيه لحظة واحدة، لم تتم محاكمتى لأن القضاء المصرى ذكى وكشف ملعوب ضابط المرور الذى تشاجرت معه.

■ كيف تصف علاقتك بالملحن ناصر المزداوى وحميد الشاعرى؟
- «ناصر» شخصية عظيمة جدا، أخلاق فوق الوصف وكان صديقى جدا، فهو شخصية نقية نظيفة وكان له اتجاه غربى بعض الشىء فى أعماله، كما كانت له رؤيته الخاصة، وكان مؤلف أيضا، كما كانت أعماله مؤثرة لجمال لحنها، ولا ننسى أن حميد الشاعرى كانت شركته اسمها المزداوية، قبل أن تكون، وأرى أن حميد الشاعرى صاحب مدرسة متفردة ولن يتكرر، وأنا دائمًا أقول إن مدرسة حميد لم يرسب بها أحد، وأعتقد أن حميد ما زال أمامه الكثير، وكان ناصر قد تعامل مع فارس وحنان ومعى وبعض الفنانين، ولكن تفرد حميد الشاعرى فى مدرسة وكنت دائما أقول على حميد إنه بليغ حمدى القادم، فقد أدخل آلات موسيقية جديدة للموسيقى العربية، وتخرج فى مدرسته عمرو وفارس وهشام عباس ومصطفى قمر وعدد كبير من هذا الجيل ما عدا محمد فواد ومحمد محيى.
■ ما الجديد بالنسبة لعودتك للساحة الغنائية؟
- الحدث الكبير هو حفلة القرن مع وكالة الأهرام للإعلان، هذه الحفلة التى سيشترك بها عدد كبير من نجوم ونجمات التسعينيات، وسوف تتم إقامة حفلات أخرى بنفس النجوم فى الكويت والإمارات، حيث تم الاتفاق على إقامة حفلات فنية لنجوم القرن بهذه البلاد بعد إقامتها فى مصر يوم الأول من ديسمبر هذا العام، وأقوم حاليا بعمل موسيقى لعمل سينمائى كبير من إنتاج شركة أوسكار، كما أقوم حاليا بتسجيل أغنيتين لمصر بعنوان «أحلف بالله» و«ادخلوا مصر»، بالإضافة إلى دويتو مع مصطفى كامل، ويتم التحضير لأوبريت غنائى لنشكر فيه دولة الإمارات لما قدمته لمصر ولشعب مصر، كما تشهد عودتى للساحة الغنائية الكثير من المفاجآت والتى ستكون مفاجآة للجمهور الحبيب.
■ ماذا عن حكاياتك مع الملوك والرؤساء؟
- التقيت مع الرئيس حسنى مبارك، فى حفل كان بالقصر الجمهورى بحضور عدد كبير من الفنانين، وكان الرئيس مبارك حريصا على تكريم رموز الفن وتشجيعهم، وفى موقف آخر طريف من الملك فهد ملك السعودية كان عيد ميلاده، وطلب من مغنية تونسية اسمها فاطيما غناء «لولاكي»، فقالت له: «لا أعرفها»، فرد هو: «دا أنا عارفها»، ثم بدأت الفرقة عزف الموسيقى وغنى الملك فهد «لولاكي» لحبه للأغنية فى وجود أسرته أثناء الاحتفال بعيد ميلاده فى قصره الملكى بالمغرب.
وأيضًا الملك حسين ملك الأردن السابق كان يحب لولاكى، وحاليًا أقوم بعمل أغنية لابنة الملك عبدالله، وأيضا رجال صدام حسين اتصلوا بى وقالوا لى إن الرئيس بيسمعك وإحنا على الهواء وغنيت لولاكى يا عراق وأبلغونى بترحيب صدام حسين لى.
■ ما رأيك فى الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى؟
- الرئيس الراحل القذافى كان صديقا وكنت التقى معه كثيرًا، فقد كان يحبنى، خاصة أنه كان يعشق الفن عموما ويساعد الفنانين ويدعمهم، وأرى أن الشعب الليبى هو صاحب القرار فيما حدث فى ليبيا.
■ ما رأيك بما يحدث الآن من أحداث سياسية داخل مصر والدول العربية؟
- الحمد لله مصر الآن الأقوى فى جميع الدول العربية، وعندما نزرع البذرة لا بد أن ننتظر محصولها وأنا شاركت فى ثورة ٣٠ يونيه، وهى من وجهة نظرى ثورة حقيقية مكتملة الأركان، وأعتقد أن مصر قادمة، وستكون دولة قوية جدا، والدليل على ذلك أن العالم لم يتركنا فى حالنا، والشعب المصرى لا بد أن يحكمه رجل قوى، ويجب أن يكون الرئيس المصرى صاحب شخصية قوية مثل الرئيس القوى السيسى، والحمد لله الآن أصبحت علاقتنا بكل الدول صداقة، وهذه العلاقات مع تلك الدول يغلفها الاحترام المتبادل فى ظل وجود رجل قوى وبطل حقيقى هو الرئيس السيسى الذى سأنتخبه بالتأكيد لفترة رئاسية ثانية.