الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الحليفان في مواجهة البطريرك.. الأنبا أغاثون والأنبا مايكل يعترضان على رسامة أسقف جديد بالولايات المتحدة الأمريكية

الأنبا أغاثون والبابا
الأنبا أغاثون والبابا تواضروس والأنبا مايكل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

معمودية الكاثوليك باطلة.... وتناول المرأة الحائض بدعة.. مواقف مثيرة للجدل لأسقف مغاغة والعدوة

«تواضروس» يؤسس إيبارشية خامسة بـ« بنسلفايا وديلاوير وميريلاند».. والحليفان يعتبران السيامة «كسرًا للتقليد الكنسى»

منذ 2013 ظهرت مشكلة تجليس الأنبا مايكل، الأسقف العام، والذى سيمه الراحل البابا شنودة الثالث، كأسقف عام للأشراف ورعاية عدد من الكنائس فى فيرجينيا والساحل الشمالى الشرقى بالولايات المتحدة الأمريكية، المشكلة التى وصلت إلى احتدام المناقشة بين البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، من جهة، والأنبا مايكل وحليفه الوحيد الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة ورئيس رابطة خريجى الكليات الإكليريكية، من جهة أخرى.
فى عام ٢٠١٣ قدم الأنبا مايكل، الأسقف العام، طلبًا للاعتراف به أسقفًا على منطقة فيرجينيا، مستشهدًا بمقطع فيديو خلال سيامته أسقفًا خلال حبرية الراحل البابا شنودة الثالث، والذى فيه يعلنه الأخير أسقفًا مجلسًا- طبقًا للطقس الأرثوذكسى- حيث نطق البابا شنودة له يوم رسامته «دعوناك يا مايكل أسقفا على كنائس فيرجينيا»، فيما تمسك البابا تواضروس بعدم وجود ما يثبت أن الأنبا مايكل لديه تقليد كأسقف إيبارشية، طبقًا لسجلات المجمع المقدس، وأن البابا الراحل شنودة الثالث لم يمنحه أى تقليد عند رسامته عام ٢٠٠٩.
وفى عام ٢١٠٤ قدم الأنبا مايكل طلبًا إلى الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس وأعضاء المجمع، طلبًا للاستفسار عن سبب تأخير تجليسه أسقفًا على كنائس فيرجينيا ونورث كارولينا، مسترجعًا وعودا من الأنبا باخوميوس خلال رئاسته للكنيسة كـ «قائم مقام» أثناء الانتخابات البابوية، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق وقتها على تأجيل فتح هذا الأمر إلى ما بعد اختيار البابا الجديد.
وشهدت جلسة المجمع المقدس، والتى عقدت فى يونيو ٢٠١٤، خلافا لفظيا انتهى بتأكيد البابا على عدم سيامة الأنبا مايكل أسقفًا على المناطق التى يريدها، واستند البابا فى موقفه على رفض شعب هذه الكنائس الأنبا مايكل قائلًا « الشعب لا يرغب فيك والكنيسة لم تتعود على إجبار شعبها».
المجمع المقدس 
الاعتراضات التى قدمها الأنبا مايكل وحليفه القوى الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة، كانت محل دراسة من المجمع المقدس، حيث شكل البابا تواضروس فى عام ٢٠١٥ لجنة مجمعية تتكون من الأنبا موسى والأنبا رافائيل للنظر فى طلب الأنبا مايكل، وانتهت إلى رفض تجليسه على الإيبارشية التى يطلبها.
استندت اللجنة المجمعية فى رفضها طلب الأنبا مايكل إلى استفتاء أجرته الكنيسة فى «فيرجينيا، وغرب فيرجينيا، وديلاوير، وميريلاند، وجنوب وشمال كارولينا»، وجاءت نتيجته رفض ٨٥٪ تجليس الأنبا مايكل فى الولايات الست، حيث رفض ١٠ كهنة من إجمالى ١٦ كاهنًا، ورفضت ١٧ كنيسة من إجمالى ٢١ كنيسة تجليسه.
فيما وصف الأنبا مايكل اللجنة فى بيان له صدر فى فبراير من العام ٢٠١٥ بأنها كانت تهدف لإجباره على تقديم الاعتذار إلى البابا على تقدمه بهذا الطلب، هذا بالإضافة لتهديده بإصدار قرار بابوى بالعودة إلى الدير بدون محاكمة قانونية من المجمع المقدس، بحسب تعبيره، وذلك عقب مقابلة جرت معه فى يناير من نفس العام.
وفى عام ٢٠١٦ عادت المشكلة للظهور مرة أخرى عقب الإعلان عن تأسيس إيبارشية جديدة بنورث وساوث كارولينا وكنتاكى، والتى تعتبر الإيبارشية الرابعة بالولايات المتحدة الأمريكية، وسيامة الراهب القمص موسى آفا موسى، من دير الأنبا موسى القوى فى تكساس أسقفًا لها وحمل اسم «الأنبا بيتر».
حيث قدم الأنبا أغاثون اعتراضًا موجها إلى البابا تواضروس، مدعومًا بتوقيعات أعضاء رابطة خريجى الكلية الإكليركية يرفضون السيامة الجديدة للأنبا بيتر، معتبرين أن تلك المناطق تدخل ضمن نطاق إيبارشيته، حيث يشرف على شئون كنائس فيرجينيا والولايات القريبة منها، والتى كانت ولايتا كارولينا من بينها.
عودة للظهور 
رغم أن البابا تواضروس كان قد أغلق الأزمة بعد قرار اللجنة المجمعية، إلا أن المشكلة عادت للظهور مرة أخرى، حيث تقدم الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة، والأنبا مايكل الأسقف العام، بشكوى إلى المجمع المقدس بعد الإعلان عن سيامة الأنبا كاراس الأسقف العام بنيو جيرسى أسقفا لإيبارشية بنسلفايا وديلاوير وميرلاند بأمريكا، خلال الرسامات الجديدة التى من المقرر إجراؤها فى ١١ من نوفمبر الجارى.
جاء فى نص الشكوى الذى بعث بها إلى أساقفة المجمع المقدس، أن السيامة الجديدة تتعارض مع قوانين الآباء، والتى تمنع سيامة أسقفين على نفس الكرسى، مهددين بمقاطعة لجان المجمع المقدس والجلسة العامة فى حالة عدم النظر إلى الشكوى ومنع رسامة أسقف على نطاق إيبارشية الأنبا مايكل، بحسب ماجاء فى البيان.
بيان أغاثون ومايكل
«أغاثون ومايكل» وحمل عنوان «نداء عاجل إلى المجمع المقدس.. احترسوا من كسر قوانين الكنيسة»، أكدا فيه عودة الصراع حول «الإيبارشية»، مؤكدين أن هذه الولايات تتبع رعويا الأنبا مايكل، وذلك حسب المنطوق ووضع اليد لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث يوم سيامة نيافة الأنبا مايكل، وهذا الأمر يتعارض ويعد كسر لقانون مجمع نيقية المسكونى فى القرن الثامن على ألا يقام أسقفان فى مدينة واحده.
وعدد البيان القوانين التى تمنع سيامة أسقفين على نفس الكرسى منها «الرسل ٤٦ و٤٧ و٤٨ و«اللاذقية ٧ و٨»، و«قرطاجة ١٦» و«أنقرة ١٣» و«قيصرية الجديدة ١٤» و«إنطاكيا ٨ و١٠»، و«باسليوس ١ و٤٧».
وأضاف البيان: «وسبق وأن رفعت هذه المشكلة للمجمع المقدس بصفته أعلى سلطة كهنوتية وقضائية وتشريعية لكنيستنا القبطية، وسبق أن ناشدنا نيافتكم عدة مرات دون تدخل لممارسة عملكم المكلفين به من الكنيسة فى أيام سيامتكم وحسب لائحة المجمع المقدس».
مؤكدين: «ونحن نرحب بتجليس نيافة الأنبا كاراس على أى ولايات أخرى لا تتبع رعويًا إيبارشية الأنبا مايكل، بل نطلب من المجمع المقدس إيقافا فوريا لتجليس الأنبا كاراس على ولايات تتبع إيبارشية الأنبا مايكل». 
واختتم الأسقفان البيان بقولهما: «إننا نصارحكم ونناشدكم هذه المرة الأخيرة، طالبين تدخلكم والقيام بمسئوليتكم نحو حل هذه المشكلة، ورفع الظلم عن أخينا الأنبا مايكل، ووضع الأمور فى نصابها الصحيح، وإن لم تتدخلوا نيافتكم لحل هذه المشكلة سوف نقاطع اللجان الفرعية والاجتماع العام للمجمع المقدس، احتجاجا على عدم تدخلكم لحل هذه المشكلة».
دعم الأنبا مايكل
وأكد الأنبا أغاثون على دعمه الأنبا مايكل قائلًا: «وأعلن موافقتى وتضامنى مع أخى نيافة الأنبا مايكل فيما يتخذه من إجراءات شرعية لحل مشكلته طالبين من الرب الإرشاد الإلهى لإنصاف المظلومين والحفاظ على سلامة ووحدة كنيستنا». فيما نشر الموقع الرسمى للمتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، نطاق خدمة الأنبا مايكل الأسقف العام بأمريكا، وذلك طبقًا للقرار البابوى الذى حمل رقم ١١ / ٣٩، والذى أصدره الراحل البابا شنودة الثالث والمنشور بمجلة الكرازة الناطق الرسمى للكنيسة القبطية الأرثوكسية وذلك بتاريخ ١٩ يونيو ٢٠٠٩.
وتقتصر فيه خدمة الأنبا مايكل الأسقف العام، والذى تمت سيامته أسقفًا فى عيد العنصرة فى عام ٢٠٠٩ على الكنائس السابق له تأسيسها قبل سيامته أسقفًا، وعددها ست كنائس وتشمل كنيسة مارمينا بأنتوانا، بنسلفانيا، وكنيسة مار جرجس بكايين جونز ماريلاند، وكنيسة الأنبا موسى الأسود بأشبرن، فيرجينيا، كنيسة الملاك والأنبا أنطونيوس برينشموند، فيرجينيا، كنيسة العذراء وأبوسيفين بأستافورد، فيرجينيا، كنيسة مار جرجس بهامبتون، فيرجينيا.
العلاقة بين الحليفين 
الأسقفان اللذان جمعتهما الكلية الإكليركية الصباحية، اجتمعا أيضًا على إثارة قضية «تجليس الأنبا مايكل» بين الحين والآخر، فالأنبا أغاثون، والذى كان يحمل اسم عزرا الأنبا بيشوى ترهبن فى دير الأنبا بيشوى، وسيم أسقفًا على إيبارشية مغاغة والعدوة بيد الراحل البابا شنودة الثالث فى سبتمبر ٢٠٠١، فيما سيم «القمص شنودة البراموسى» الذى كان راهبًا بدير السيدة العذراء المعروف بـ«البراموس» أسقفًا عامًا على كنائس فيرجينيا والساحل الشمالى الشرقي، أمريكا فى يونيو ٢٠٠٩ باسم الأنبا مايكل.
وقد استعان الأنبا مايكل فى معركته بخريجى رابطة الكلية الإكليركية، والتى يرأسها الأنبا أغاثون لعمل دراسة له عن حقه فى تنصيب على الولايات التى يريدها، وذلك بدعم وتوجيه من الأخير، وهو الأمر الذى أدى إلى اشتعال الأزمة، ودفع البابا ليقول له «لماذا أقحمت رابطة إكليرليكى صباحى فى أزمات تخص الأساقفة؟ وما شأنهم بتلك القضية؟».
فيما اعتاد الأنبا أغاثون إثارة الجدل بين الحين والآخر، فعقب توقيع البيان المشترك بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية، خلال زيارة البابا فرنسيس إلى مصر إبريل الماضى، والتى فيها اتفق الطرفان على «السعى نحو عدم إعادة سر المعمودية» بين كنيستى روما والإسكندرية سارع فى إصدار بيان بعنوان «معموديات قانونية وصحيحة، ومعموديات غير قانونية وبطالة»، تحدث فيه عن شروط إعادة المعمودية، وما هى الكنائس التى تشترك فى الإيمان مع الكنيسة القبطية، والكنائس التى لا تشترك فى ذات الإيمان وبالتالى لا تقبل معموديتها، ومن ضمنها الكنيسة الكاثوليكية.
وهو الأمر الذى أثار حفيظة البابا، ودعت الأنبا أغاثون عقب اجتماع المجمع المقدس يونيو الماضى إلى إصدار بيان يؤكد فيه على محبته وتقديره، للبابا تواضروس الثاني، بحسب ما جاء فى البيان، مؤكدًا على عدم نشوب شجار بين الطرفين فى ختام الجلسة العامة لاجتماع المجمع المقدس.
وذلك بعد أن نشرت صفحة «أرثوذوكس حقيقيون» على موقع التواصل الاجتماعى «الفيسبوك»، أن البابا تواضروس فى كلمته هدد الأساقفة ومن ينتقدونه بأنه لن يتسامح مع المتطاولين عليه، موجهًا كلامه للأنبا أغاثون قائلًا له: مش هسمحلك تتكلم أو تنتقد فى الميديا والسوشيال ميديا وهذا إنذار ولن أتساهل وسيكون فيه حساب وسأستعمل السحق والحق، ولن يمر الموضوع مرور الكرام ولنا جلسة بعد تذكار أربعين الشهداء.
كما سارع الأنبا أغاثون فى إصدار دراسة بحثية للرد على كتاب الأنبا بفنوتيوس «المرأة فى المسيحية»، والذى أباح تناول المرأة من الأسرار المقدسة أثناء الحيض، حملت الدراسة عنوان «الرد على بدعة تناول المرأة الحائض أو الوالدة من الأسرار المقدسة».
كما أرسل الأنبا أغاثون، خطابا رسميا إلى الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، عقب تقديم الأنبا أبرام، أسقف الفيوم، اعتذراه عن أداء مهامه كأسقف للفيوم يؤكد فيه عدم وجود سند قانونى يسمح بذلك.
واشتبك الأنبا أغاثون مع أحد أقباط المهجر الذى هاجم «تقبيل أيادى الكهنة والأساقفة»، حيث نشر «أسقف مغاغة والعدوة» دراسة مطولة مؤكدًا فيها أن الانحناء على أيدى حاملى الكهنوت وتقبيلها، هو جانب من الاحترام والتقدير لسر الكهنوت وسلطانه، لا إلى الأشخاص أو الناس.