الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

طلقة "رصاصة" أو ضربة "بلطة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في صباح يوم 17 أغسطس من العام 2013 خرج المواطن "مينا رفعت عزيز" البالغ من العمر 30 عاما، من بيته في الرحلة اليومية الصعبة سعيا وراء الرزق.
اطمأن مينا "سائق تاكسي" على المياه في السيارة وبنظرة مدربة اطمأن على حالة "الكاوتش". مرر الفوطة الصفراء على الزجاج الأمامي للسيارة والخلفي أيضا "وتوكل على الله" طالبا الصحة والستر ورزق اليوم، حاسبا بشكل لا إرادي ما تبقى من القسط الشهري للسيارة، داعياً أن يكمله قبل حلول موعد سداده. 
توصيلة والثانية والعقل لا يتوقف كأنه عقارب ساعة لا تتوقف عن الحساب، وبينما العقل مشغول انسد الطريق أمامه، سدته مسيرة الإخوان الإرهابيين على كورنيش الإسكندرية، مسيرة من النظرة الأولى تعلن أنها لبلطجية وجوههم ضالة ونظراتهم متوحشة مثل كل المجرمين.
أوقف الموجودون بالمسيرة مينا لما لمحوا صليبا في سيارته وسحبوه من السيارة وبكل ما في أيديهم من أسلحة طعنوه حتى أزهقوا روحه وأحرقوا السيارة ومنعوا الإسعاف من الدخول لإنقاذه أو لحمل جثته، وترك مينا صورة واحدة سكنت عيون من يعرفه ومن لا يعرفه هي صورته غارقاً في دمه الذي غطى وجهه وعنقه وصدره، أرادوه ذبيحة لا ليزهقوا روحه ولكن ليرسلوا رسالة الرعب والترويع للشعب الذي لفظهم كما تلفظ النفايات والسموم من الأجساد.
وفي مساء يوم 16 ديسمبر من العام نفسه أي بعد أربعة شهور من مقتل مينا على يد عصابة الإخوان الإرهابيين قتلت العصابة نفسها "محمد جمال الدين" البالغ من العمر 32 عاما سائق تاكس، اشتراه أيضاً، بالقسط. نزل محمد وعقله يدور دورة عقل مينا في حسابه لما تبقى من قسط التاكسي الشهري.
وكما حدث على شاطئ بحر الإسكندرية حدثت الوقائع نفسها في شارع من شوارع مدينة المنصورة، انسد الطريق على محمد بمسيرة "الترويع اليومي" من بلطجية الإخوان وأوقفوا السيارة التي كان يضع داخلها محمد مصحفاً كما كان يعلق مينا صليباً في سيارته فكلاهما يتوجه إلى الله طلبا للحماية.
أمام وقاحة البلطجية رفع محمد علامة النصر في وجه دود الأرض الزاحف على جسد الوطن، فخرج الغل من صدورهم وألقوا المولوتوف على السيارة، ولما خرج منها هرباً من النيران جاءت الطعنة الأولي في رقبته بيد مجرمة حقيرة ممن يسمونهن "حرائر الإخوان" أخفت تحت إسدالها "بلطة" وجهتها إلى رقبته، أعقبت الطعنة الأولى تسع طعنات محمومة ولم يكن الغيلان في حاجة لتسديد بقية الطعنات إلا للتعبير عن النيران الساكنة داخل صدورهم فقد قضت عليه ضربة البلطة الأولى.
وسقط محمد في دمائه تاركاً صورته الأخيرة لتسكن في عقول وعيون من يعرفه ومن لا يعرفه للتأكيد على رسالة الترويع اليومية التي يبثها الإرهابيون في الشوارع يومياً.
أيام يعيش فيها الشعب المصري ما خطط له الإرهابيون.. قتل على قارعة الطريق ولا ضامن لسلامة أولادنا في جامعاتهم ولا رسالة تهدئة للقلوب التي تنتفض فزعا بين الضلوع.
ويا من بيدهم حكم الدولة المصرية من يعيد لنا أولادنا من جامعاتهم سالمين، ويا من بيدهم حكم الدولة المصرية المصريون ليسوا بشرا بلا قيمة ولا هم عصافير على الشجر ينتظرون الاصطياد بطلقة رصاص أو ضربة بلطة.