الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"الحضارة العربية" في مرمى نيران "داعش" (ملف)

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عناصر «القاعدة» تخطط لتدمير الفنون والآثار العربية
الفن والحضارة والتعليم.. مقومات تميز أمة عن غيرها، وتجعل لتأثيرها نفوذا واسعا فى محيطها الإقليمى والدولي، فتاريخ الأمم يبدأ من التعليم والابتكار ويعمق جذورها فى باطن الأرض، وعلى مر الأزمنة تستطيع مقاومة الرياح العاتية مهما كانت قوتها، ورغم ما تعرضت له الأمة العربية من نكسات جعلتها تتخلف عن غيرها من الأمم التى سبقتنا ثقافيًا وتعليميًا بمئات السنين؛ فإن التراث التاريخى ظل دائمًا حاضرًا تتباهى به الدول العربية فى تاريخها الحديث، ولكن مع صعود نجم التنظيمات الإرهابية فى السنوات الأخيرة وانتشار الفكر التكفيري، أصبحت هذه الحضارة مهددة، فى ظل ما تعيشه هذه الدول من فوضى وأحداث عنف وإرهاب. 
فالجماعات الإرهابية لم تعد تستهدف الأشخاص المخالفين لها فى الرأى والمنهج فقط، وإنما تسعى إلى تدمير الحضارة الإنسانية والتاريخ وكل ما يتعلق بالهوية العربية، ليحل محلها واقع جديد من منظورها الضيق والمتشدد للدين، فعند الجماعات المتشددة لا مكان للحضارة أو الثقافة أو الفن أو التاريخ أو التعليم، لا مكان إلا للغة السلاح والعنف والتحريض وترهيب الأبرياء، وتخريب كل مظهر جمالي. 
وكان المثال الأبرز على ذلك، ما فعله تنظيم داعش الإرهابى بعدما استولى على مساحات شاسعة فى سوريا والعراق، إذ شن حربًا ضروسًا على متاحف ومعابد يعود عمرها إلى آلاف السنين، مهللين أثناء تدميرها «الله أكبر».
فى هذا «التقرير»، «البوابة» تستعرض رؤية التنظيمات المتطرفة لكل من الفن والحضارة والتعليم، وما فعلته عندما سنحت لها الفرصة للسيطرة بالسلاح على الحكم، وأبرز التهديدات والاغتيالات التى تعرض لها الفنانون والمثقفون من الفكر الظلامى للجماعات المتطرفة.

أبرز تهديدات الإرهابيين لـ«الفن والفنانين»

اتخذت التنظيمات الإرهابية مثل الجماعات الإسلامية وتنظيمى «داعش» و«القاعدة» الإرهابيين، مواقف معادية من الفنانين والفن، وتعمدوا دائمًا مضايقتهم، بل وتهديدهم، لدرجة أنهم قتلوا البعض منهم.

واستبدل تنظيم «داعش» الإرهابي الشموس الضاحكة والمناظر الطبيعية الهادئة التى كان يرسمها الأطفال، بأخرى عابسة، تجسد حالة الحرب على التنظيم، فأطفال الدواعش اعتمدوا على رسم مروحيات قوات التحالف الدولى التى تحلق فى سماء نينوى بالعراق، ومصفحات تابعة لتنظيم «داعش» مكتسحة بالسواد، وغيرها لعنصر فوق سيارة يطلق النار عشوائيا، وخطوط بيانية خاصة بمادة الرياضيات تتخللهما أسلحة رشاشة بدينة أقرب بشكلها إلى الطائرات الحربية بلا أذرع، والثانية لدعاء يرجو فيه الطفل العلم من الرب.

2008 هدد تنظيم «القاعدة» المغنية السورية أصالة نصري، بسبب إقامة حفلة فى عيد الحب فى عدن

2012 طالب الشيخ حسين العبيدي، رئيس الهيئة العلمية لجامع الزيتونة بتونس، فى إحدى خطب الجمعة، بقتل جميع الفنانين التشكيليين الذين اتهموا بالإساءة فى لوحاتهم إلى المقدسات الدينية.

2014 أعلن «داعش»، فتوى تُهدر دم الفنان الشعبى شعبان عبد الرحيم، على خلفية أغنيته التى هاجم فيها أمير تنظيم داعش ووصفه بـ«أمير المجرمين».

2015 هدد تنظيم «داعش» الإرهابى عبر الرسائل التليفونية المغنية السورية ميادة الحناوي

2016 أصدر تنظيم «داعش» فتوى بهدر دم النجم السعودى ناصر القصبى على خلفية بطولته فى مسلسل «سيلفي» الذى كان ينتقدهم فيه

2017 استهدف «داعش» الإرهابى حفلا غنائيًا للمطربة الأمريكية أريانا غراندي، المقام على ملعب مانشستر، وقتل ٢٢ شخصًا من بينهم ١٢ طفلًا


التعليم فى التنظيم.. إعداد أجيال من الإرهابيين

شهد التعليم تحت حكم تنظيم داعش الإرهابي، أوقاتا عصيبة على الدارسين والأساتذة على السواء، فقد توقفت الدراسة فى بعضها وتعطلت كليات عدة وأنشأ التنظيم كليات لا مستقبل للدارسين بها.

وكانت «الموصل» و«الأنبار» و«الفرات».. أبرز الجامعات العراقية والسورية التى يديرها تنظيم الدولة، وقد أصدر التنظيم من بداية دخوله إلى مدينة الموصل تعليمات بإلغاء مجموعة كليات، وهى «كليات الحقوق»، العلوم السياسية، الفنون الجميلة، الآثار، التربية الرياضية، قسم الفلسفة، قسم إدارة المؤسسات السياحية والفندقية.

وقام التنظيم بضم الكليات منها «كلية الطب العامة، كلية طب الأسنان، كلية الصيدلة» لتكون خارج «ديوان التعليم»، وترتبط مباشرة بـ«ديوان الصحة»، وأصدر التنظيم قرارا بفصل الطلاب عن الطالبات، وتحديد عدد معين من الكليات للبنات، وهى التربية والدراسة المتعلقة بالطب، وأوقف التنظيم الجامعات الأهلية وفتح مواقع بديلة خارج سيطرة التنظيم.

وافتتح «داعش» كلية للطب بمدة دراسة ٣ سنوات وفى محافظة الرقة عاصمة التنظيم السابقة فى سوريا، وتشمل الجانبين النظرى والعملى على ست مراحل، ووضع ديوان الصحة التابع للتنظيم شروط التقدم لكلية الطب التابعة له، أولها ألا يقل عمر المتقدم عن ١٨ عامًا، وألا يزيد على ٣٠ سنة، وأيضًا أن يكون حاصلًا على شهادة الثانوية العامة (الفرع العلمي) بمعدل ٨٠٪ فأكثر، ومنح التنظيم تسهيلات للذين منعتهم «ظروف الحرب» من الحصول على الشهادة الثانوية بالتقدم لامتحان تنافسى، بشرط أن يكون معدله فى الشهادة الإعدادية ٨٠٪ فما فوق.

ولفرض سياسة وأفكار داعش، قام عناصر التنظيم بسرقة وحرق مختبرات الجامعة التى كان فيها أهم المختبرات العلمية النافعة للمدينة وللعلم، وقتل عدد من الدارسين المعارضين للتنظيم، ففى ليبيا استولى على جامعة سرت فى ليبيا، التى كان يدرس بها ١٦ ألف طالب وطالبة من المسجلين فيها، كما أغلق كليات أخرى، منها كليات القانون واللغات والآداب والفنون، وغادر أغلب الطلاب سرت، وانتقلوا إلى كليات فى بلدات وقرى صغيرة، بينما انقطع الآخرون عن الدراسة، وعلقت الدروس فى جامعة سرت منذ أواخر ٢٠١٥ لما توقف الأساتذة والطلاب عن دخول الجامعة.

وفرض التنظيم عدة تعليمات داخل الجامعة، أهمها أن المحاضرات كل أسبوع داخل مجمع «الحكمة»، حيث يلقى عناصر مما يسمى بـ«ديوان التعليم» الذى أنشأه فى سرت، المحاضرات كل ثلاثاء أسبوعيا.

أما بخصوص التعليم غير الجامعي، قدر عدد الطلاب المسجلين فى المدارس الآن نحو ٦٠٠ ألف طالب وطالبة، من مختلف الفئات العمرية فى كل من العراق وسوريا، فى حين بلغ عدد المدرسين نحو ٥٠ ألف مدرس ومدرسة.

بعد استيلاء التنظيم الإرهابى على عدد كبير من مدارس ليبيا الابتدائية والإعدادية جعلها تابعة لإرادته بأمر مباشر لـديوان التعليم، وفرض مواد له فيها بالاتفاق مع إداراتها بعد تهديدهم، واعتمد أن ١٥ سنة كفيلة بأن تدخل جامعات التنظيم، حيث أصدر التنظيم تعليماته بتقليص سنوات الدراسة لتكون ٩ سنوات بدلا من ١٢ سنة.

وفى إطار سيطرة التنظيم على المنظمة التعليمية أصدر منشورًا بمدينة «دير الزور» السورية مع بداية العام الدراسى الماضي، أكد فيه أن التعليم متاح للذكور فقط، وألزم أولياء الأمور بإرسال أبنائهم الذين فى سن التعليم إلى هذه المدارس، وكان نص التعهد: «أتعهد بإذن الله بإرسال ابنى إلى المدرسة ومتابعة دوامه، وفى حال عدم تنفيذ هذا الأمر أتحمل المسئولية الكاملة».

وخصص التنظيم قسمًا للأساتذة تحت عنوان «دليل المعلم»، وهو عبارة عن مجموعة توجيهات خاصة بالمعلمين والمدرسين عن كيفية تقديم المادة العلمية، وكذلك عما يطلبه منهم التنظيم من تثقيف حول السلوكيات أو الإرشادات التى يرغبون فى تطبيقها، ويوقع المدرسون المنضمون إلى النظام التعليمى التابع لـ«داعش» على وثيقة الاستتابة ضمن الأوراق المطلوبة للتوظيف، ونصها: «أنا الموقع أدناه أتوب إلى الله مما وقعت فيه من …. وأعلن براءتى من تعليم المناهج الباطلة والقومية والوطنية والبعثية، ومن العمل بالقوانين الوضعية والتحاكم إلى الطواغيت، وأنى أخضع طواعية لحكم الله عز وجل وأرضى به، وأتعهد ألا أعصى فى معروف، وألا أقاتل المسلمين أو أعين على قتالهم، بالقول أو العمل، وأن أعظم حرمات الله، وألا أتعدى على حدوده، فإن غيرت أو بدلت فيجرى على حكم الله عز وجل»، كما وجه عدة محظورات للمدرسين، منها عدم حلق اللحية بالشفرة، وإطالة بالبنطال.

وأنشأ التنظيم مدرسة تدعى «الجهاد» فى المناطق التى يسيطر عليها، وفيها يتم إجبار أطفال لا تتعدى أعمارهم ١٠ سنوات على رؤية مشاهد قطع الرؤوس وتعذيب الأسرى، إلى جانب خضوعهم لتدريبات قاسية على استخدام الأسلحة، كما يتم تلقينهم طريقة إطلاق النار باستخدام البنادق الآلية المختلفة، كما تتم تهيئتهم لخوض أهوال الحروب والمعارك.


«الدواعش».. حرامية آثار

دمروا متاحف العراق وسوريا بعد عجزهم عن سرقة تماثيلها

لم تقتصر محاربة الإبداع عند المتطرفين من الإخوان والسلفيين على محاربة الأدب والرواية والفنون، وإنما امتد مع ظهور التنظيمات الأكثر تشددًا، والتى خرجت من عباءة جماعة الإخوان الإرهابية (الجماعة الأم)، مثل تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية المزعومة فى العراق والشام «داعش» لتصل الحرب على الإبداع إلى كل جوانب الحضارة الإنسانية، والتى من أهمها الآثار القديمة، مثلما هو الحال فى أفغانستان حينما قامت حركة طالبان بهدم تمثال بوذا، ومثلما دمر تنظيم «داعش» الإرهابى آثار متحف مدينة الموصل القديم، وآثار مدينة «تدمر» السورية، باعتبارها أصنامًا يجب إزالتها، والتقرب إلى الله بذلك.

وكعادة التنظيمات المتطرفة فى تبرير جرائمها باستدعاء النصوص المقدسة التى نزلت فى سياق قديم، أو بترت من سياقها، أو تم تأويلها على غير مرادها، أصدر التنظيم فتوى شرعية بعنوان: (وجوب إزالة الأصنام) أكد فيها أن هدم الأوثان والأصنام واجب شرعى، سواءً كانت تعبد من دون الله أو لم يوجد من يعبدها، إلا أن عددًا من أنصار التنظيم أكدوا أن هذا الأمر يأتى فى إطار جر دول الغرب إلى حرب ومواجهة برية مع تنظيم الدولة.

ونشر التنظيم الإرهابى فى نص الفتوى أن الأدلة الشرعية قد دلت على وجوب هدم الأوثان والأصنام، متى تمكن المسلمون من ذلك، سواء وجد من يعبدها أو لم يوجد، مستدلين بما رواه مسلم عن عمرو بن عبسة، أنه قال للنبى صلى الله عليه وسلم: وبأى شيء أرسلك؟ قال: «أرسلنى بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء».

كما تضمنت الفتوى عددًا من الأحاديث، منها أن النبى صلى الله عليه وسلم، قال لعلى، رضى الله عنه: «لا تدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته»، وأن جبريل امتنع عن دخول بيت النبى بسبب وجود تمثال بداخله، وأنه أمر النبى بتحطيم رأسه، مؤكدًا أن «أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون»، وأنهم يقال لهم يوم القيامة أحيوا ما خلقتم.

وعلى الرغم من أن الصحابة، رضى الله عنهم، لم يصلوا إلى الآثار الموجودة فى مصر عند فتحهم لها، ولم يذكر عن عمرو بن العاص أو غيره من الصحابة أنهم هدموا أثرًا واحدًا من آثار مصر الفرعونية، مع كثرتها وانتشارها فى طول البلاد وعرضها، إلا أن التنظيم الإرهابى احتج على ترك الصحابة، رضى الله عنهم، للأصنام فى البلاد المفتوحة كمصر بأنهم لم يروا هذه الأصنام؛ لأنها كانت فى أماكن نائية لم يصل إليها الصحابة الفاتحون، أو أنها كانت مغمورة بالرمال، أو داخل منازل الفراعنة وغيرهم.

واحتجوا كذلك بعدم تعرض الصحابة لها بأنها لم تكن قد تم اكتشافها بعد، أو أن أبواب الأهرامات كانت مطمورة مغمورة بالتراب والرمال حينها، أو اكتشف حديثًا بعد عهد الصحابة، وهذا كله من الاحتمالات، وكما هو معروف فى الفقه الإسلامى الذى يجهل «الدواعش» أصوله وفروعه أن ما تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال، فليس لهم أن يستدلوا بأمور محتملة، وألا يقدموا على أمر إلا بعد أن يتبعوا قواعد الشرع فيه.

وزعم التنظيم أن ترك الصحابة للأصنام فى مصر كالأهرامات وأبو الهول -إن ثبت أنهم رأوها- كان سببه عدم قدرتهم على إزالتها والعجز عن ذلك، لعدم توفر الإمكانيات والآلات والأدوات الحديثة، مستشهدين بأن هدم تمثال بوذا على يد تنظيم القاعدة استغرق عشرين يومًا، مع وجود الآلات والأدوات والإمكانات التى لم تتوفر للصحابة.

وحتى ينفى التنظيم عن الصحابة ترك هذه الآثار فى مكانها، وعدم السعى إلى إزالتها وهدمها، نقل عن ابن خلدون فى مقدمته أن الخليفة المأمون أراد أن يهدم الأهرام فى مصر فجمع الفعلة (العمال الأقوياء) ولم يقدر.

وقال أحد عناصر التنظيم خلال الإصدار المرئى الذى أصدره بعد تدمير آثار الموصل: «هذه أصنام وأوثان لأقوام فى القرون السابقة كانت تُعبد من دون الله»، وإنّ «ما يسمى بالآشوريين والأكّاديين وغيرهم كانوا يتخذون آلهة للمطر وآلهة للزرع وأخرى للحرب يشركون بها بالله، ويتقربون إليها بشتى أنواع القرابين»، أو فى التبخيس من قيمة تلك الآثار التى «هان علينا تحطيمها وإن كانت بمليارات الدولارات».

ومن المعروف أن داعش تتاجر فى الآثار وتجيز بيعها وشراءها، باعتبار أن الأرض وما يخرج من باطنها ملك لصاحبها، على الرغم من حديث النبى صلى الله عليه وسلم فى البخارى ومسلم، من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، عَامَ الْفَتْحِ، وَهُوَ بِمَكَّةَ: «إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالأَصْنَامِ»، ما يعد مخالفةً صريحة وواضحة لهدى النبي، وارتكاب ما حرم الله.

ومن المفارقات أن داعش قام بهدم تماثيل متحف مدينة الموصل؛ لأنه لم يستطع حملها وبيعها، والدليل على ذلك أنه أخفى الآثار التى يمكن حملها ونقلها من مكان إلى آخر، حتى يتمكنوا من بيعها بعد ذلك، لتكون من أحد أهم مصادر التمويل التى لا تقل أهمية عن المصادر النفطية.

الجهل بالشرع يجعل هذا التنظيم الإرهابى لا يفقه ضوابط الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والتى من أهمها أن يكون الأمر بالمعروف بمعروف والنهى عن المنكر بغير منكر، فلا يجوز تغيير منكر بطريقة تؤدى إلى منكرات أكبر، كما غفل المتطرفون أن أحاديث النبى -صلى الله عليه وسلم- فى ما يتعلق بحرمة الأصنام هو سد الذرائع مخافة أن تعبد من دون الله، ومن قواعد أصول الفقه الإسلامى التى يجلها التنظيم وقادته، أن ما حرم سدًا للذريعة أبيح عند الحاجة، ولا أحد يجهل أو ينكر الحاجة الشديدة لوجود التراث الإنسانى والحضارى إذا أمن الناس من عباته.