الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

صرخة مواطن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من سويداء القلب، من حزن عميق، كسى الفؤاد بسواد قاتم، وقسمه بسكين حاد حزنا على أبطال جادوا بأغلى ما يملكون، من أجلنا، من أجل بلادنا وبلادهم، لأجل أن ينام مائة مليون مصرى وأولادهم قريرى العين مطمئنين على أنفسهم ومستقبل أبنائهم، بدافع الفخر بهم الذى لا يقل عن حزننا عليهم لهم أقصى ما تؤديه التحية والإعزاز، لكل من بنى بأجسادهم حائط صد لحماية وطن من طلقات الغدر والخسة.
تحية عرفان بجميل وجمائل، لكل من تناسى حياته الشخصية ووضعها فى آخر حياته، ووضع روحه فداء لمسئوليته تجاه الوطن وحماية الشعب والأرض وبث بيننا وبين أبنائنا روح العطاء والتضحية، تحية تقدير لكل مرابض على خط المواجهة، يسطر لحظات فى عرفنا تساوى مئات السنين، من حياته بأحرف من نور مؤمن بالأرض والعرض، متحملا مسئولية جليلة عظيمة تجاه بلده وشعبه هائلة يهول لها الشباب، ويشيب لها الولدان.
الخميس قبل الماضى اشتعلت الصحف والمواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعى بأخبار حول إحدى أبرز عمليات جهاز الأمن الوطنى فى عمق منطقة جبلية صحراوية بمشاركة بعض أفرع الشرطة المختلفة، تواترت معلومات مدعومة بالشائعات حول القضاء على بعض القوى القوات المشاركة بالمأمورية، إنهم نخبة من خيرة ضباط مصر ورجالاتها، إنهم المرابطون على خط المواجهة لتطهير البلاد من براثن الإرهاب، هم بلا شك الأجدر على المتابعة والرصد والتعامل مع كل ما يهدد مصرنا من تهديدات أمنية، إلا أن مشيئة الله اصطفتهم ليمنحهم ربهم الشهادة {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} الأحزاب (٢٣).
إنه الإرهاب يا سادة، إنه إرهاب شعب لتركعيه، بمحاولة القضاء على أجهزته السيادية من قوات مسلحة وشرطة وقضاء، من خلال أجهزته السيادية قوات مسلحة وشرطة وقضاء وهيهات لهم.
إرهاب جماعات، اتخذت من مفاهيم الإسلام بصورة مغلوطة مصابيح ظلامية لتحركاتهم، فتناسى المُكفرين حديث النبى الذى أخرجه القرطبي: «من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما»، وامتد تكفيرهم الاستحلال، وتناسوا حديث النبى -صلى الله عليه وسلم- فى حجة الوداع: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا»، وتجاهلوا عمدًا قول الله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} النساء (٩٣)، ووالله الذى لا إله غيره إن من بين من قضوا نحبهم شهداء من ضباطنا البواسل حفظة لكتاب الله كاملًا، صوامين فرضا وتطوعا قوامين الليل وأكثره.
الإرهاب الذى بدأ بفكرة تبلورت لدى مفكرها وأخرجها للتسويق إلى حيز النور من خلال التكنولوجيا الحديثة؛ فانتشرت وترعرعت فى أجزاء العالم دون تمييز، ووضعت شعارات ومسميات رنانة كأسهم لاختراق عقول الشباب والتلاعب بمشاعرهم، بمسميات دفعت الشباب إلى الهجرة من أوطانهم تاركين كل ما لديهم لشن حروب فى بلدان أخرى لإسقاط دول وإقامة أشباه عشش على أنقاضها.
حلم تمت زراعته بطريقة أو أخرى، ألا وهو إقامة الخلافة الإسلامية بالسلاح والإكراه، فالإرهابى هو سلوك غير قويم شكل بفعل عوامل خارجية أثرت سلبا فى تفكيره، والإرهابى ليس المسئول إنسانيا بمفرده عن أعماله؛ لأن تحولاته الفكرية لم تتم فى يوم وليلة، إنما شُكل إنسانيا وفكريا بمنزله ومدرسته والمنطقة محل إقامته والمسجد، فنحن جميعا مسئولين عن إنتاج الإرهابيين، نعم المجتمع مسؤول عن صنع الإرهابى والبيت والمدرسة فكلاهم روى براعم شجرة الإرهابى بالتقصير فى واجباته.