تباينت آراء المهتمين بالدعوة حول قرار وزير الأوقاف، الدكتور مختار جمعة، بعقد دورات عن القرآن والفقه وبعض الأمور الشرعية لائمة المكافأة.
وحذر الوزير،الأئمة قائلًا: "من سيرفض ويتمرد على التدريب فلا مكان له على المنابر، فمن يرغب في التحول، لإداري فمرحبًا به، لكن لن نسمح له بالعبث بعقول الناس"، متابعًا: "هناك نوعيات من الأئمة لا تعرف قراءة سُوَر القرآن، ولو حتى 5 أجزاء تلاوة، وهناك من يخرج باسم الأوقاف وتلك كارثة".
وفي هذا السياق يقول الشيخ أحمد محمود، إمام مسجد الرحمة بمحافظة سوهاج، إن معظم أئمة المساجد يعملون فلاحين بالأراضي الزراعية والبعض الآخر يعملون إما سواقًا على توك توك أو بائعين في محلات، مضيفًا أنه من المفترض أن لا يبتعد الأمام عن مجاله أو خطابته، لأن معظم أئمة الأوقاف يتركون مهنة الخطابة ولا يحضرون ولا يعملون لها، إلا في ليلة الخميس لتحضير خطبة الجمعة فقط.
وعن السبب في ذلك أجاب محمود أن الوضع المعيشي أصبح صعبًا جدًا بسبب ظروف الحياة وغلاء الأسعار فبعد ارتفاع سعر الدولار كل شيء زاد إلى الضعف وأصبح المرتب الذي يحصل علية الإمام لا يكفي احتياجاته فتجبره الحياة على العمل بمهنة أخرى بجوار وظيفته بالأوقاف، مشيرًا إلى أن الإمام يجب أن يكون متفرغا لمحاربة الأفكار المتطرفة والدعوة والعمل على تعاليم الناس معتقدات دينهم، لافتًا إلى أنه يحدث العكس لأن معظم الائمة لا يعرفون ما هو الفكر من الأساس ولا يعرفون كيفية محاربته ولا طريقة القضاء عليه.
من جانبه، قال الدكتور محمد فيصل دكتور فقه مقارن بجامعة الأزهر إن الدعوة أصبحت ضعيفة جدًا معللا ذلك كيف أجد خطيبًا يعمل بسوبر ماركت أو محل أو غيره وبعد ذلك أجده يخرج على الناس ويدعوهم ويخطب بهم من المصليين يقتنع بآرائه أو يستمع لنصيحته، موضحًا أن الوضع تخطى كل ذلك فأجد أمام مسجد أو مدرس بالأزهر الشريف أو بوزارة التربية والتعليم يقود "توك توك".
واستطرد: "لابد أن وزارة الأوقاف، أن تنظر إلى الأمام بنظرة عطف لأن معظم خطباء الأوقاف يعانون مشاكل عديدة في حياتهم بسبب ضعف مرتباتهم"، مشيرًا إلى أنهم في مأساة يعيشونها مطالبين بتدخل المسئولين لحل تلك الأزمة.
وعن سبب تصريحه بأن معظم الأئمة لا يحفظون 5 أجزاء متتالية من القرآن، قال فيصل، إن وزارة الأوقاف، تعتمد على التعيين الأئمة بالواسطة والمحسوبية، وبسببهم صرح وزير الأوقاف أن معظم الأئمة لا يحفظون 5 أجزاء متتالية.
ويبلغ عدد المساجد في مصر نحو 108 آلاف مسجد، وقرابة الـ7 آلاف زاوية بإجمالي نحو 115 ألف مسجد وزاوية، وتعدّ محافظة الشرقية أكثر محافظات مصر في عدد المساجد حيث بها 13 ألفًا و382 مسجدًا ويليها البحيرة 9278 مسجدًا بعدها الدقهلية التي يوجد بها 6705 مساجد وأقل محافظة في عدد المساجد هي جنوب سيناء وبها 217 مسجدًا.
وتعاني المساجد المصرية من عجز في الأئمة يصل إلى نحو 50%، لذلك تلجأ لخطباء بالمكافأة في حال وجود عجز لديها، إذ يتقاضى درجة الأستاذ الدكتور مبلغ 75 جنيهًا في الخطبة الواحدة، بينما يتقاضى الأستاذ المساعد مبلغ 60 جنيهًا في الخطبة الواحدة.
أما صاحب المؤهل الحاصل على دراسات شرعية فيتقاضى 40 جنيهًا في الخطبة، بينما مقيم الشعائر يتقاضى 20 جنيهًا.. علاوة على قيام بعض طلبة الأزهر بالخطابة بالمكافأة تصل إلى 15 جنيهًا في الخطبة، لكن خريجي مراكز الثقافة الإسلامية التابعة للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية فيحصل على 70 جنيهًا للخطبة، بينما المحالون للتقاعد من الأزهر الشرف يتقاضون يحصلون على 200 جنيه في الخطبة.
