الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

في ذكرى ميلاد محمد رضا بهلوي.. "شاه دُفن في أرض مصر"

محمد رضا بهلوي
محمد رضا بهلوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد محمد رضا بهلوي في مثل هذا اليوم، 26 أكتوبر 1919 بمدينة طهران الإيرانية، وهو الابن الأكبر لرضا بهلوي، الذي حكم إيران في الفترة بين عامي 1925 -1941.
نودي به وريثًا للعرش عام 1926، وكان آخر شاه "ملك" يحكم إيران قبل قيام الثورة الإسلامية عام 1979، واستمر حكمه من 1941 إلى 1979 وكان يلقب بـ(شاهنشاه) أي ملك الملوك.
وفي مثل هذا اليوم أيضا 26 أكتوبر 1967 تُوج محمد رضا بهلوي نفسه امبراطورًا على إيران.
كانت أولى زوجات الشاه محمد رضا بهلوي هي الأميرة فوزية ابنة ملك مصر فؤاد الأول وشقيقة الملك فاروق الأول، وتزوجها في القاهرة في 16 مارس 1939، حيث تم الزفاف في القاهرة، ثم الاحتفال بالزفاف مرة أخرى في طهران. وبعد عامين من زواجها، تقلد زوجها محمد رضا مقاليد الحكم بعد الغزو الروسي البريطانى لإيران، الذى أجبر أباه على التنازل عن العرش ومغادرة إيران منفيا إلى جنوب أفريقيا، وأنجبا طفلة واحدة وهي الأميرة شاهيناز بهلوي.
تم الطلاق بينهما عام 1945 في القاهرة، ثم في إيران عام 1948، حيث وقعت أزمة بين مصر وإيران بسبب هذا الطلاق، بعد إصرار شقيقها الملك فاروق على الطلاق ورفضه عودتها إلى إيران.
كانت ثاني زوجات محمد رضا بهلوي هي ثريا اسفندياري، التي تزوجها في 12 فبراير 1951، وهي ابنة السفير الإيراني في ألمانيا الغربية، إلا أنه طلقها في 4 مارس 1958 بعد أن تبين عدم قدرتها على الإنجاب، وقبل الطلاق أرسل إليها من يقنعها ليتزوج بأخرى، وأن تبقى على ذمته، ولكنها رفضت.
وتعد "فرح ديبا" هي ثالث زوجات محمد رضا بهلوي والأخيرة، وكانت ابنة ضابط في الحرس الإمبراطوري الإيراني وطالبة الهندسة المعمارية في باريس، حيث التقت الشاه في حفل أقامته السفارة الإيرانية بباريس، وفي 1967، توجها في احتفال كبير بلقب "الشاهبانو"، وبذلك تكون أول زوجة لإمبراطور فارسي تتوج هذا اللقب منذ الإمبراطورية الفارسية.
أنجب من زوجته الثالثة أربعة أبناء: ولي العهد رضا بهلوي الثاني، والأميرة فرحناز بهلوي، والأمير علي رضا بهلوي، الذي مات منتحرا عام 2011، والأميرة ليلى بهلوي، التي ماتت أيضا منتحرة عام 2001.
ولم تكن علاقة الشاه بمصر كانت قد انقطعت بطلاقه من الأميرة فوزية، فقد توطدت خلال حكم الرئيس محمد أنور السادات واشتركا سويًا في نادي "السافاري"، وهو حلف ضم 5 دول هي: فرنسا، السعودية، المغرب، إيران، ومصر. كما أعرب السادات في إحدى خطبه الشهيرة عن تقديره للشاه، محمد رضا، حيث قال "إنه قبل حرب أكتوبر لم يكن في مصر فائض من البترول يكفيها 15 يومًا فقط، وحين طلب من الزعماء العرب لم يرفضوا، ولكن لم يبالوا بخطورة الموقف، إذ طلبوا منه أن يرسل وزير النفط المصري، وبعدها بشهور يرسلون البترول، فرد قائلًا: "هم مش على بالهم ومرتاحين"، لكن شاه إيران لم ينتظر حينما طلبت منه المساعدة، فأرسل سفن البترول التي كانت تتجه إلى أوروبا، لترسو في ميناء الإسكندرية، وتزود مصر بالنفط الإيراني".
كان الشاه، محمد رضا بهلوي، آخر "شاه" للمملكة الإيرانية، قبل أنّ تتحول إلى جمهورية بعد الثورة الإسلامية عام 1979، وحين اشتدت الاضطرابات السياسية في إيران، عقب الحرب العالمية الثانية، أرغم رئيس الوزراء، محمد مصدَّق، الشاه محمد رضا بهلوي على مغادرة إيران، وقرر الرحيل لتجنب إراقة الدماء، فيما كان يعاني مرضًا خطيرًا استوطن في جسده بعد ذلك.
سعى الشاه وزوجته معًا للجوء إلى المغرب، وجزر البهاما، والمكسيك، حتى وُصفَ بـ"الأرض الذي ضاقت عليه الأرض بما رحبت"، فلم تقبل أي دولة وجود الشاه الإيراني، إلى أن اختفيا عن الأعين بمستشفى بنيويورك، حيثُ تلقى الشاه العلاج، وفيما بعد منحهُما الرئيس، أنور السادات، ملاذًا في نهاية المطاف كنوع من رد الجميل لما فعله الشاه في حرب أكتوبر المجيدة.
وشهدت إيران اضطرابات شعبية هائلة، إثر سياسة منع الحجاب وتغيير التعاليم ومظاهرات عارمة في العاصمة طهران ضد الاضطهاد والظلم، ليتسلَّم الخميني الحكم بعد عودته من منفاه في فرنسا عام 1979.
استضاف السادات، الشاه وزوجته، وخصص لهُما "قصر القبة"، لكي يقيما فيه عام 1980، رغم المظاهرات الشعبية الغاضبة التي قامت في مصر ضد قراره بإيواء الشاه.
وعقب وفاة محمد رضا بهلوي في 29 يوليو 1980، تم تشييع جثمان الملك في قصر عابدين، حيثُ عزف السلام الإمبراطوري، وغادر الموكب المصاحب للجثمان من قصر عابدين إلى الرفاعي، ورغم أن النساء لا تسير خلف النعوش في البُلدان الإسلامية، صممت زوجته "فرح ديبا" أن تكون حاضرة، وقال السادات لمسؤولي البروتوكول: "افعلوا ما تُريده فرح".
وفي كل عام بذكرى وفاته، تقوم زوجة الشاه الراحل "فرح ديبا" بزيارة قبره، بصحبة السيدة جيهان السادات بمسجد الرفاعي.