الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جنودنا.. وموكب الخلود!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سلام عليك أيها الشهيد يوم ولدت ويوم بعثت لحظة استشهادك وزملائك وأنتم عند ربكم ترزقون.
سلام عليك وعلى دمائك التى كتبت بها لوطنك أغلى صفحات المجد والخلود.
سلام عليك لحظة العطاء.. ولحظة الفداء ولحظة النداء لتواجه «الكفار الجدد».. فقدمت لهم حياتك فداء للإسلام القرآنى.. والإنجيل النورانى.. فكنت مطلع النور العظيم لأن الدماء التى تجرى على أرض مصر تروى التنمية والأمن وتحرس الأرض والعرض.
سلام عليك أيها الشهيد فإنك أصبحت حقيقة تاريخية وليس خيالًا لكن تضحياتك يعجز عن تصويرها الخيال.. ليست أسطورة لأن شجاعتك تفوق ما تسطره الأساطير.. قدمتم نموذجا للحقيقة والحقيقة هى أبلغ من أى تصوير.. إنها الشهادة.
إن كل من على الأرض شهود.. فقد صعدت أرواحكم الطاهرة إلى بارئها يوم ساعة الإجابة بعد أن أديتم فرض الله ولبيتم نداءه يوم الجمعة، مثلكم مثل على بن أبى طالب كرم الله وجهه.
إن كل من على الأرض شهود على أعظم مشهد مر على الإنسانية أرواحكم الطاهرة تصعد إلى ربها.. فى حراسة أروع مسيرة تقطع السكون.. وتمزق الصمت الرهيب.. مسيرة (الله أكبر) أنشودة القوة المنبعثة غير المحدودة التى تخطت كل المحدود فى موكب نورانى عظيم فقد كتبت لكم الحياة عند ربكم ترزقون فأنتم الشمس التى تجذب إلى مدارها قيم الحق والبطولة والإيمان والخير والشرف.
لا تصدقوا يا أعظم الرجال أن صفحاتكم يستلمها النسيان وستبقى مجهولة.. لكن سوف تتغنى بالأمجاد.. فليس اليوم هو يوم الحداد.. سوف تنشرح صدورنا ونحن نتحدث عن بطولتكم التى سمت إلى مرتبة القديسين الأبرار فليس هناك أشرف من أن تدافع عن شرف البلاد.. هذا النبأ العظيم نبأ الولاء للوطن والحق.
لن تكون أخباركم فى ذمة الشتات لكنها مطبوعة ومنسوخة فى أمجد الصفحات.. لأنكم سطرتم عهد الأمجاد العظيمة، التى سيذكرها كل مصرى من الحياة إلى الممات، فقد أديتم واجبكم لتؤكدوا أن كل مصرى على استعداد أن يقدم روحه لتحقيق أعظم الرسالات، أنتم رسالة جميلة مرصعة بأعذب الكلمات.
كل واحد منكم آل «ياسر» أول شهداء الإسلام فى عصر النبوة، دفاعًا عن الدولة الإسلامية الأولى التى أسسها الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
كل واحدة آل «نسيبة بنت كعب» فقد استشهد أحد ولديها على يد (مسيلمة الكذاب) كل نموذج منكن تستحق أن يتشرف كل منا بتقديم أسمى معانى العرفان والمحبة فأنتن فى سجل الله خالدات.
إن استشهادكم له أكثر من معنى.. وأعمق من أى مغزى.. فقد حرستم البلاد من محاولة سيطرة القانون الوحشى وشريعة الاستعباد والذل لشرف الإنسان المصرى.. فأنتم إشراقة شمس جديدة فى حياة مصر.. وشعاع ضوء قوية تكشف أنصار الظلام والإظلام.. وإنذار لكل من تسول له نفسه هدم الدولة وكانت صيحتكم المدوية.. إن فى مصر جنودا.
وليس هناك أفصح من قول محمد رسول الله «صلى الله عليه وسلم» حينما استشهد آل «ياسر بن عمار» ونادى (أبشروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة) صدق رسول الله.. فقد كان فى يوم موقعة اليمامة.. قال وسط المعركة.. يا معشر المسلمين.. من الجنة تفرون.. أنا عمار بن ياسر «هلموا إلى فأنا مع الحق»، ومات شهيدًا كما مات أبواه من قبل وسمع أهل مكة هذا فتردد فى آذانهم «أبشروا أهل ياسر.. فإن موعدكم الجنة»!
أنتم شهداء.. شهر محرم ومطلع صفر وعلى بعد أيام من المولد النبوى الشريف.
إن ولاء المقاتل لوطنه.. هو ولاء الناسك لدينه، ولاء فى القلب مطبوع.. لا ولاء مصنوع، ولاء الفطرة، لا ولاء احتراف.. ولاء اليقين، لا ولا المنفعة.
ها هى أرواحكم...
لقد غسلتكم الملائكة.. فطوبى لكم ياغسيل الملائكة الطريق إلى المقام العلوى لأرواحكم الطاهرة المتطهرة.. أنتم لستم شبابنا.. لكنكم فخرنا.
كانت حياة كل منكم تنبض بالحيوية وروح التلبية لنداء الوطن، أنتم لستم أبناءنا لكنكم آباؤنا وأجدادنا، وجاءت حياتكم الأخرى تتضجر عظمة وجلالًا وإعجازًا تموج باليقين والورع والبطولة والمهابة.
يا أبطالنا.. يا فخرنا.. يا مجدنا.. نشيدنا وإعلامنا.. يا ضمائرنا.. يا حماة أرواحنا وشرقنا.. والمدافعون عن أرضنا.. والمقاتلون من أجلنا.. يا قدوتنا وقادتنا.. يا تيجان رءوسنا.. أنتم الشفعاء لنا.. أنتم إلهام قلوبنا.. أنتم أضواء حياتنا.
لقد كشفتم بدمائكم وجه الإرهاب القبيح، لايفرق بين أمة محمد والمسيح.
فإنها الآن معركة أمة.. وشرف دولة.. وأرواح طاهرة فرضت علينا أن نسطر الانطباعات إننا ننعم بأمن تسطره أرواح هؤلاء الشهداء، فقد حانت ساعة البسالة التاريخية، فالإرهاب يحارب الآن معركته الأخيرة.