الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إعلام «الحرب»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التعاطى الإعلامى مع القضايا القومية، لا يرقى أبدا إلى مستوى التحديات التى تواجهها بلادى مصر، والمخاطر التى تهدد استقرارها وأمن شعبها.
ففى الوقت الذى أعلنت فيه قوى الإرهاب داخليا وخارجيا الحرب الرسمية على الدولة المصرية، وسخرت شياطينها وكتائبها المسلحة، وقدمت لها الدعم المادى واللوجستى للنيل منها، انشغل الإعلام عندنا، بالمسلسلات المعادة تارة وبأطباق اليوم تارة أخرى.
وزاد عليها من مساحات ممتدة لهواء الفضائيات، للغو الحديث تحت مسمى برامج «توك شو»، وترك المجال مفتوحا لكتائب هدم الدولة، كى تمارس إعلاما تدميريا على مواقع التواصل الاجتماعى، التى تحول إليها الكثيرون، الذين لم يجدوا فى وسائل الإعلام الرسمية، سواء مملوكة للدولة، أو خاصة ما يسد حاجتهم للمعرفة بالأحداث العامة، وما يصحح ما لديهم من معلومات خاطئة خاصة عن القضايا الحيوية.
فالمتابعة متأخرة، والمعالجة سطحية، ووسائل تبصير الرأى العام منعدمة، واحترام عقلية المشاهد مفقودة، فكان ذلك كله سببا للهروب إلى مواقع التواصل، التى تحولت إلى بيئة خصبة لتكاثر الجراثيم التابعة لجماعات الإرهاب والتضليل، التى تتسم بالجهل والكفر بالوطن، حتى أصابت الكثيرين بالأمراض التى شوهت تفكيرهم، وعطلت مداركهم الوطنية.
ومن أسف أن ذلك كله يحدث فى وقت تتوافر فيه أجهزة رسمية وخدمية مسئولة عن تنظيم الإعلام على اختلاف وسائله، والتى يدخل فى صلب أهدافها واختصاصاتها القانونية مكافحة كل محاولات بث الأخبار والمعلومات المغلوطة عن الدولة، ضبط الأداء الإعلامى، حتى يسير وفقا للقوانين ومواثيق الشرف الإعلامية الصحفية، ولمقتضيات الأوضاع التى تمر بها الدولة، والتى تتعرض لخطة ممنهجة لمحاولة هدم دعائمها، وأسس ارتكازها، وعوامل قوتها.
الأوضاع الحالية التى تمر بها بلادى مصر، فى حاجة إلى إعلام حرب، بما تعنيه الكلمة من معانى ضرورة تعبئة كل الجهات الإعلامية، رسمية وخاصة وخدمية، لمواجهة كل من يروج لأفكار هدم الدولة، أو يساهم فى نشر عوامل الإحباط واليأس بين العباد، أو يشارك تلميحا أو تصريحا، فى المساس بجيشها وقوات أمنها. 
إعلام الحرب -عندى- يعنى ضرورة قيام كل تلك الجهات بمعاونة الأجهزة الرسمية للدولة، القيام بمسئولياتها المهنية، والأخلاقية، ومن قبلهما الوطنية، وأن تضع حدا فاصلا يعيه الجميع، بين حرية الرأى والتعبير، وعوامل دعم قوى الشر، التى تتربص بالبلاد والعباد.
Eladl254@yahoo.com