الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هل صناعة الحلى والمجوهرات بمصر في مهب الريح؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مصر دولة عظيمة بحق ويجب أن تأخذ مكانها الطبيعى بين الأمم فحينما يتواجد فستان مصرى سواريه عمره 5000 عام بمتحف بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية هو خير دليل على هذا التاريخ وتلك العظمة أنه عمل فني عظيم ابتكره المصري القديم من خلال تجميعه المئات من حبات الخرز ليشكل في النهاية أول فستان سواريه ربما في تاريخ البشرية من عصر الملك خوفو بالدولة القديمة 

وهو من مقتنيات متحف بوسطن للفنون الجميلة - الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى آلاف القطع المصنوعة من الذهب والحلى وقطع المجوهرات المختلفة والمنتشرة بمتاحف مصر والعالم.

مصر تعانى حاليا من منافسة دولية قوية من دول أخرى منها في أوربا وآسيا، منها إيطاليا على سبيل المثال والهند، وتقول أهم مصممة حلى ومجوهرات في مصر راندا محمد، التى ناقشت رسالتها الحلى والمجوهرات في مصر من العصر الفرعونى حتى الآن وقالت أن اهم اسباب تدهور تلك الصناعة هو غلاء المادة الخام من فضة ونحاس وذهب ومجوهرات وأحجار كريمة، وأسعار الدولار وعشوائية الاسعار بين التجار بالإضافة أن الحلى لم تعد من الأساسيات للمقبلين على الزواج حديثا وعدم وجود منتج عالى الجودة وعدم وجود حرفى متعلم يتعامل مع الأجهزة الحديثة في هذه الصناعة وصعوبة تصنيع نماذج لقطع الحلى الجديدة.

وحول الارتقاء بتلك الصناعة قالت راندا: إنه يجب وجود معارض حلى وجاليرى للمعروضات ومسابقات لمصممى الحلى للتواصل مع الشركات الكبرى في المجال بالسوق المصرية مثل لازوردى وايجيبت جولد، وحتى إذا وجدت معارض في قليلة ولا تتواصل بالسوق، وهناك أهمية ودور كبير لوزارة الصناعة وأن تقوم بعمل دورات تدريبية للحرفى البسيط والمصمم في صناعة الحلى، بالإضافة إلى عدم وجود تواصل بين الشركات وكليات الفنون المختلفة.

وهذا الوضع أدى إلى أن تأخذ مصر بكل تاريخيها تصنيف دولى أقل من الهند ففى الهند أجر المصمم 2000 دولار وفى مصر 2000 جنيه لأن عندهم معاهد عليا لتصميم الحلى والمجوهرات وخبراتهم في مجال التصنيع أصبحت أكثر احترافية، المصمم عندنا إما حرفى بسيط أو يتعامل مع الكمبيوتر فقط وخبرته بالدراسة أقل من نظيره الهندى، والمصمم المصرى يعمل بالمجهود الذاتى فقط بدون مساعدة جهات متخصصة.. ويجب توجيه الفن والتصميم بشكل تجارى للسوق، وتأصيل التاريخ والخبرات المصرية المتوارثة، لأن مصر دولها لها باع طويل في ذلك الأمر، ومصر لا تقل عن الهند ولبنان وإيطاليا أو أى دولة في العالم بمجال التصميم، ولابد للجهات الرسمية حماية تلك الصناعة، والتجار بها، وحماية المستهلك من الغش التجارى، ولابد من وجود نقابة لأبناء هذه المهنة لحمايتهم في حالات إصابات العمل والعجز وتوفير العلاج والحالات الاجتماعية الصعبة وحفظ حقوق المصممين والصناع والعاملين بالمهنة وتطويرها .

وأكد أستاذ وهاد سمير أستاذ قسم المعادن بالمعهد العالى للفنون التطبيقية، أن هناك زيادة في عدد المصانع في هذا المجال وانتشار عدد كبير من المصممين حاليا، ولكن يجب تواصل الشركات بالسوق مع طلبة الفنون المختلفة لإتاحة فرصة التدريب العملى.

أهم مشاكل القطاع عدم وجود الآلات والمعدات الحديثة التي يصنع من خلالها منتجات الحلى، مشيرًا إلى عدم قدرتها على تسويق منتجاتها داخليا وخارجيًا، الأمر الذي أدى إلى غلق العديد من الأسواق.

فقطاع صناعة الحلى يعاني من مشكلات مع عدد من الجهات الحكومية المعنية، بتلك الصناعة فى ظل عدم وجود تسهيلات حكومية للتشجيع على استيراد الماكينات من الخارج، بالإضافة إلى تجاهل إقامة المعارض، وهو ما يؤدى إلى أزمة للترويج للمنتجات المصرية من الحلى محليا وعالميا، الأمر الذي أدى إلى صعوبة فتح أسواقا جديدة أمامها.

وعدم دعم الدولة للمعارض الداخلية للترويج للمنتجات المصرية من الحلى ومنحها فرصة للترويج والتسوق داخليا وخارجيا، وسوف نظل نطرح نفس الأسئلة المهمة مصر بكل تاريخها ما هى مكانتها حاليا فى صناعة الحلى بين دول العالم، وكيفية تحقيق ازدهار فى صناعة الحلى والنهوض بها فى مصر.

هل من الممكن التحرك لخلق التوصل بين مصممى الحلى والكليات الفنية مع الشركات ولماذا معظم المتواجدين فى هذا المهنة غير المصريين، وهل اختلاف سعر الذهب له تأثير على التصميم والمنتج وجودته، ونسأل أيضا هل اختلف الذوق المصرى من الأمس لليوم وما نوع الاختلاف الذى يميل للمستورد، والأساليب التى يجب توافرها لعدم ترك الصانع للمهنة وعدم غلق الورش 

أهمية المسابقات للمصممى الحلى ولشركات تصنيع الحلى فى مصر 

هل وجود نقابة لتلك الصناعة الكبيرة ذو أهمية حاليا وما مدى أهميتها؟

صناعة الحلى عالميا فى ازدهار، لكن فى مصر يوجد علامة استفهام كبيرة حول كيفية تحقيق ازدهار لصناعة الحلى فى مصر وترجع أسباب عدم الازدهار في عدم الرواج للحلى المصرية لما دخل عليها من اتجاهات من الحلى الصينية والتركية والهندية. وغيرها من ذوق مغاير للذوق المصرى، وأين هم مصممى الحلى فى مصر فى كليات الفنون وخاصة الفنون التطبيقية هى من تخرج مصممى الحلى أصبح ليس لهن ظهور فى السوق المحلية ولا العالمية، وأصبحت الكليات تعمل فى منظومة غير المتفق عليها بخاصة بعد دخول أعمال الجودة والعولمة التى اقحمت الأستاذ والفنان فى أعمال إدارية مضيعة للمجهود وتعتبر إهدارا للوقت دون جدوى أما الذوق بالطبع اختلف عن الزمن السابق بسبب الضغوط الاقتصادية الكبيرة للمجتمع فى البحث عن متطلبات الحياة واختلاف أسعار الذهب ليس هو السبب الوحيد لأن أسعار الذهب عالمية ولكن للأساليب الحديثة ودخول ماكينات الليزر عالية السعر هى التى أثرت على الصناع والابتعاد عنها من الصناع.. ولابد من تثقيف الصناع والتجار لأن هناك فجوة كبيرة بينهم ولا يوجد قانون لحماية المنتج أو الموديل للمصمم المصرى.