الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"الدين لله".. و"التدريس للجميع"

القس الدكتور إكرام
القس الدكتور إكرام لمعى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قس يُدّرَس الدين المسيحى لطلاب الأزهر فى جامعة الزقازيق
معهد الدراسات الآسيوية ومركز الشرق الأوسط يدرسان الديانة المسيحية

حلم بات على أرض الواقع.. أمل يرى النور.. ترجمة فعلية لهدف طالما نشدناه وسعينا إليه، ألا وهو إظهار جوهر الأديان فى تحقيق التعايش السلمى الآمن والتفاهم المشترك بين بنى البشر، فلأول مرة فى العصر الحديث نشهد حوارًا متبادلًا بين الديانتين المسيحية والإسلام.
محاولات جادة من العديد من المؤسسات الدينية المسيحية والإسلامية لنشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، الأمر الذى تتبناه القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية. التجربة الأولى فى جامعة الزقازيق، من خلال معهد الدراسات والبحوث الآسيوية، حيث يتم تطبيق منهج لتيرم كامل، يقوم من خلاله قس بشرح تعاليم وأحكام ومفاهيم ومبادئ التقارب بين الديانات السماوية لطلبة أغلبهم من خريجى الأزهر، ففى قسم مقارنة الأديان التجربة الفريدة، وهى قيام قس بتدريس مادة الديانة المسيحية، وهى تجربة القس الدكتور إكرام لمعى، ووصفها الطلاب بالرائعة، ونجحت فى تغيير كثير من المفاهيم المغلوطة، وفتحت مجالا واسعا للحوار بين الأديان.
والتجربة الثانية، فى مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لكلية اللاهوت الإنجيلية بالعباسية، وبدأ فى استقبال عدد من القساوسة لتدريس التراث العربى المسيحى بهدف تسليط الضوء على تاريخ العرب المسيحيين فى الشرق الأوسط، والمساهمات التى قاموا بها فى بناء الحضارة العربية الإسلامية. ويهتم المركز بدراسة تاريخ الكنيسة فى العالم العربى، وفهم نصوص الإنجيل المقدس من منظور شرق أوسطى.
المركز بدأ فى عام 2005 وافتتح رسميًا فى مايو 2013 بعد أن استكملت تجهيزاته، ويديره الدكتور القس وجيه يوسف، أستاذ التراث العربى المسيحى بالكلية.
ويساهم المركز بإصدار مؤلفات وأبحاث وعقد ندوات دورية ومؤتمرات عالمية، حيث أصدر عدة كتب منها «تاريخ البهنسة»، و«المسيحية العربية»، «عمار البصرى واللاهوت العربى»، «الإنجيليون أسماء ومفاهيم»، «مقالات فى التراث العربى المسيحى»، «الكنيسة فى رحاب الإسلام»، وسيصدر قريبا كتابا عن تاريخ ترجمات الكتاب المقدس إلى اللغة العربية. وقال الدكتور القس وجيه يوسف مدير المركز، إن المركز يساهم فى بناء علاقات طيبة بين كل المصريين، ويظهر ذلك فى البرامج التى يشارك فيها عدد من المسيحيين من طوائف مختلفة وكثير من الباحثين المسلمين.
وعقد المركز دورة تدريبية لمدة 6 أيام بالتعاون مع مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، بمشاركة 50 باحثًا «مسيحى، مسلم».
وكانت الدورة نواة لتطوير برنامج دبلوم فى التراث العربى المسيحى، وهو البرنامج الذى ينظمه المركز على مدار 6 أشهر بالتعاون مع مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، أملا فى تنظيم درجة الماجستير فى علوم التراث العربى المسيحى.

طلاب قسم مقارنة الأديان: صحح مفهومنا تجاه المسيحية
«زينب»: جعل الأديان كلها تحت راية «الدين لله»
«عمرو»: ضرورة دراسة الديانة المسيحية على أيدى أهلها الأكاديميين

التقت «البوابة» بعدد من طلبة قسم مقارنة الأديان والحديث معهم عن التجربة الفريدة، التى يمتاز بها معهد الدراسات والبحوث الآسيوية جامعة الزقازيق، وهى قيام قس بتدريس مادة الديانة المسيحية، وجاءت الآراء لتكشف نجاح التجربة، التى قادها الدكتور إكرام لمعى، ووصفها الطلاب بالرائعة.
قال عمرو محمد عبدالواحد عبدالعاطي، ماجستير دراسات وبحوث الديانات، معهد الدراسات والبحوث الآسيوية، كان من حسن الطالع فى مناقشتى للماجستير وجود الدكتور إكرام لمعى، أستاذ الأديان المقارنة، وهو من القامات المسيحية المتخصصة فى مجال مقارنة الأديان، ويمتاز بالموضوعية الشديدة والنزاهة العلمية وعدم التحامل على الآخر، والتى أثَّرت فى كباحث، فهى تجربة فريدة ورائعة، وموازنة دقيقة ترتب عليها أن يدرس الباحثون الديانة المسيحية على أيدى أهلها الأكاديميين المتخصصين.
بعيدا عن التعصب
بينما قالت ميادة ثروت محمد الصغير، باحثة ماجستير فى قسم مقارنة الأديان، كباحثة مسلمة: إن الدكتور إكرام لمعى خلا منهجه من التعصب والانحياز والاستعلاء، ما جعلنا نوقن بضرورة إعادة النظر فى أم القضايا التى تفضل بطرحها حول مشروع تجديد الخطاب الدينى، الذى يجمع ولا يفرق، يقدم ولا يؤخر، يزرع بذور الحب ويقتلع أشواك الكراهية.
وأضافت الدكتور لمعى عالم مستنير بعلمه وفكره وإنسانيته، وقد استفدنا منه الكثير فى دراسة مادة الفرق والمذاهب فى قسم مقارنة الأديان بمعهد الدراسات والبحوث الآسيوية، ولقد رأينا فيه السماحة والإنصاف والاتصاف بالحيدة والاعتراف بالآخر والتحلى بالعلم والأخلاق.
نموذج أخلاقى
وأكد حمودة أحمد إسماعيل، ماجستير دراسات وبحوث الديانات بمعهد الدراسات والبحوث الآسيوية بجامعة الزقازيق، أن الدكتور لمعى نموذج يحتذى به فى نبل أخلاقه وأستاذ وعالم جليل، نستشعر منه الإنصاف والحيدة واحترام الآخر وكيفية التعامل مع الآخر، وقد تلقيت منه العلم واستمعت إليه جيدا، ووجدته يعلن فى كل محاضراته عن السماحة والاعتدال والوسطية بين كل الأديان.
هدوء وابتسامة
وأضاف أحمدعبدالكريم حسن، باحث ماجستير بقسم الأديان بمعهد الدراسات والبحوث الآسيوية جامعة الزقازيق، أن وجود شخصية علمية كبيرة تنتمى للمسيحية كالدكتور إكرام لمعى، وسط قسم الأديان بالمعهد، له من المعانى الكثير، وعلى جانب آخر يتميز بالهدوء التام والابتسامة الدائمة والأمانة العلمية والقوة فى الرأى، والزهد فى المال إلى آخره من كل ألوان الخير، فالدكتور إكرام عاش بالقسم سنوات، فلم نسمع شكوى واحدة قدمت فيه من الباحثين، بل كل الدفعات التى تخرجت على يديه تكن له كل حب وود واحترام لما قدمه من علم بأمانة وإخلاص.
اهتمام علمى
بينما قال أحمد عامر متولى عامر باحث دكتوراه فى مقارنة الأديان، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه»، وانطلاقا من هذا فإنى أدين بالفضل للدكتور المفكر إكرام لمعى، لما أولانى من اهتمام علمى، ورعاية أدبية، أثناء زيارتى إليه فى مقر سنودس النيل الإنجيلي، على اعتبار أنه مناقش لى فى رسالة الماجستير بجوار الأستاذ الدكتور محمد نبيل غنايم، والتى كانت بعنوان «الخروج على الحاكم فى المسيحية والإسلام دراسة مقارنة»، والتى كانت مناقشة علمية موضوعية رائعة، تعلمت فيها منه الموضوعية والحيادية المجردة عن أى تعصب، وكان لا يأنف أن يعترف بأنه أخطأ فى كذا وكذا ما دام الدليل صحيحًا واضحًا، وكنت أناقشه فى بعض القضايا المسيحية الشائكة بحيادية تامة، وهذا ما أعجبنى فى فكره العميق، حتى قلت له يوما يا دكتور: عندى اعتراضات ونقد على الكتاب المقدس، فقال: يا أحمد إن كان النقد بدليل محكم- مفيش مشكلة- ما يدل على سعة أفقه وغزارة علمه، فأصبحت متابعا لكتاباته ومقالاته القيمة.
يحتوى الخلافات
وقالت زينب الميرغنى صالح باحثة بالقسم، إنه ليس مبالغة ولكن حقيقة نعيشها وسنعيشها دائما بأن الدين كله لله، وهذا ما وجدته فى دراستى، سواء من ناحية الكتب التى درستها، ومن ناحية الأساتذة الذين تتلمذت على أيدهم، فكلما صعدت وجدت هذه الحقيقة، فكانت تجربتى بأن تتلمذت على يد أستاذ ودكتور وقس كبير فى الكنيسة الإنجيلية، ورئيس قسم مقارنة الأديان بكلية اللاهوت الإنجيلية ألا وهو الدكتور القس إكرام لمعى حنا. فهو قبل أن يكون دكتورا أو قسا فهو إنسان تحتوى كل أخلاقه وشخصيته العلمية والعملية على معانى الإنسانية، فهو يقدم يد العون لمن يعرفه ومن لا يعرفه.
فقد ساعدنى كثيرا فى كتابة رسالة الماجستير الخاصة بى، ساعدنى بالتوجيهات وبالكتب، ومن أهم الكتب التى قرأتها للدكتور إكرام التى تخص رسالتى العلمية كتاب «المرأة مشكلة أم حل؟»، فقد ذكر فى هذا الكتاب تاريخ المرأة ومدى المعوقات التى واجهتها، وأهم المراكز التى حصلت عليها، وأهم الطرق التى تجعل للمرأة كيانا قويا فى المجتمع، وغير هذا الكتاب كتب كثيرة فى تخصصات شتى.
وكان من حسن الطالع أننى كتبت رسالتى العلمية فى الجانب الإسلامى والمسيحى، وكانت بعنوان (أخلاقيات المرأة فى ظل الفتن والثورات) دراسة مقارنة بين المسيحية والإسلام.
الدكتور إكرام من أرقى وأنقى وأنفع التجارب التى عرفتها جامعة الزقازيق فى قسم مقارنة الأديان، فبقدومه إلى القسم قد تحقق هدف القسم، وهو جعل الأديان كلها تحت راية «الدين لله»، فقسم الأديان الذى يعتبر من الأقسام الفريدة أو النادرة من نوعها فى مصر، ولكن المختلف فى قسم مقارنة الأديان التابع لجامعة الزقازيق أنه يدرس الأديان على أيدى أصحاب الأديان حتى لا يتطرق أحد إلى أحد ولا يتعدى أحد على أحد، فقد تحقق فى هذا القسم قول الله تعالى (لكم دينكم ولى دين)، وكان الفضل لتحقيق آية الله والوصول إلى هدف القسم بوجود دكتور إكرام الأستاذة الدكتورة هدى محمود درويش، رئيس قسم مقارنة الأديان بجامعة الزقازيق.
صحح المفاهيم
بينما قالت أسماء هاشم، باحثة ماجستير بقسم مقارنة الأديان، منذ التحاقى بقسم مقارنة الأديان بجامعة الزقازيق بمعهد البحوث والدراسات الآسيوية، برئاسة د.هدى درويش، ورؤيتها لفهم مصطلحات كنت أرددها فى خاطرى لأعلم مداها، ولا أنكر أننى لم أكن على علم ببعضها، حتى كانت بداية الخطوة بدراسة د.إكرام لمعي، ولم أستشعر أبدًا أنه قس فى الكنيسة الإنجيلية، فما كان حواره إلا احترام للديانات، حيث رأيت احترام الآخر فى جميع الديانات، وخاصة امتلاكه ابتسامة تمتلك بشاشة الوجه، فصحح النظر لدى فى تاريخ المسيحية من محاكم التفتيش وغيرها، وصحح مفاهيم كثيرة كتدوين الإنجيل، وحينما فوجئت بأنه قس لم أكن أتصور ذلك، فما التمست منه إلا الموضوعية وعدم التعصب فى حواره تجاه أى دين.
وقالت أميرة أحمد عبدالعزيز، باحثة ماجستير فى مقارنة الأديان بالمعهد الآسيوى جامعة الزقازيق، ما تعلمناه فى قسم الأديان أن حوار الأديان هو ذلك التواصل الذى تلتقى فيه إرادة أهل الأديان السماوية فى العمل على أن يسود التسامح والسلام ومكافحة العنف والتطرف وكراهية الآخر.
ومن تعاليم الدكتور لمعى التى أتذكرها جيدا: إن مشاكل الحروب والتعصب ورفض الآخر هى نتيجة أيديولوجيات مستحدثة تفرغ الدين من محتواه الجوهرى، الذى يهدف إلى إصلاح النفوس وإفراغها من الكراهية والعنصرية والتعصب، ويهدف إلى زرع بذور التسامح والإيثار، وأن المحبة هى الشعار الرئيسى للدين المسيحى والأصل فى جميع الأديان.
بينما قالت هبه قنديل، باحثة ماجستير قسم مقارنة أديان، عندما عرفت بأن د.إكرام لمعى سيدرس لنا المسيحية جال فى خاطرى أنه سيدعو وينحاز لها، ولكنه أثبت لنا العكس، فكانت محاضراته ومنهجه حياديين لم يتطرق إلى أى خلاف، فدائما كان يتحدث عن الحوار وأهميته بين الأديان، فبداية محاضراته كانت عن فلسطين قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، فجذبنا حديثه عنها وابتسامته التى لا تفارقه فى محاضراته وقد سهل لنا الحصول على المعلومات ولم يكلفنا شيئا.

أستاذ «الأديان المقارنة»: مكافحة التطرف تبدأ بالمعرفة الصحيحة للدين
القس إكرام لمعى: تدريسى لـ«أزهريين» بداية لمواجهة الإرهاب
أثيرت حوله الكثير من علامات الاستفهام والرهان على نجاح تجربته فى تدريس مقارنة الأديان بجامعة الزقاريق كونه أول مسيحى يقوم بتدريس مادة دينية فى جامعة مصرية. إنه الدكتور القس إكرام لمعى، رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية بمصر، وأستاذ مقارنة الأديان بكليات اللاهوت الإنجيلية والفرنسيسكان، وأستاذ مقارنة الأديان بجامعة الزقازيق.
يقول: «تجربتى فى التدريس بالجامعة أتمنى أن تطبق وتتكرر فى الجامعات المصرية، لأنها لو طبقت ستحل معظم المشاكل»، وأضاف: أتمنى أن يتخذ الأزهر الشريف هذه الخطوة، وهى أن يقوم بتدريس المواد الخاصة بالأديان المقارنة أصحاب هذ الأديان، أى إن كان قسا أو باحثا أو أكاديميا، لأن كل الجامعات المتقدمة فى العالم تقوم بذلك، فمن يقوم بتدريس الأديان هم أصحابها، حتى الأديان الوضعية. مؤكدا أن النظام الأكاديمى العالمى يرسخ ويدعو إلى ذلك، لأنه يقودهم إلى التطور وإنجاح العملية التعليمية.. وإلى نص الحوار..
■ ما هى التحديات التى واجهتك فى التدريس بجامعة الزقازيق؟
- بالفعل كانت توجد تحديات، ومنها حذرنى بعض أصدقائى الأمناء من المسلمين والمسيحيين، وتحديدا من بعض المتشددين والمتطرفين الرافضين لهذا الأمر، ولكن عندما ذهبت إلى الجامعة فى ٢٠١٢، جلست مع الدكتورة هدى درويش، العميد الأسبق للمعهد، ورئيس قسم مقارنة الأديان، وهى معتدلة التفكير، ومنظمة أكاديمية، وإنسانة مع أتباع الأديان الأخرى، وهذا الذى صدرته لطلابها بالقسم، وهو ما ساعدنى وشجعنى لاستكمال هذه التجربة.
وعلمت بعد أول سنة من التدريس بالجامعة أن «درويش» قامت بالجلوس مع طلابها فى القسم وطلبت منهم محاولة إنجاح هذه التجربة، والتى ستصبح أول تجربة فى مصر والشرق الأوسط كله، وأوصتهم أيضا بعدم التطرق إلى ما يفرق أو يحرج.
وبالفعل رحب معظم الطلبة بهذه الطريقة، وكانت المناقشات دون التعرض للاختلافات، وإذا تم التطرق إلى الخلافات الدينية، فإن المناقشة وإدارة الحوار تدار بشفافية، وحرية كاملة دون إحراج لأحد.
والأمر الآخر كان تحفظ البعض من أن قسا مسيحيا يدرس بالمعهد، واعتقادهم بأنى سأستقطب البعض، وهذا عكس ما أقوم به بالكلية، ولكن لا بد من التعرف على الأديان من أصحابها للتعارف عليهم وليس العكس.
■ هل يوجد بين الطلبة الدارسين بقسم مقارنة الأديان مسيحيون؟
- لا يوجد مسيحيون بالقسم، وكل الدارسين مسلمين من خريجى الأزهر الشريف، ومنهم أئمة وباحثون، ودعاة ومدرسين بالأزهر الشريف.
■ هل توجد تجارب مماثلة داخل كليات اللاهوت المسيحية؟
- نعم خاضت كلية اللاهوت الإنجيلية تجربة مماثلة داخل الكنيسة، وهى التخصص فى مجال التراث العربى المسيحى، وهذا التخصص قديم ويوجد متخصصون عظماء فيه، ومنهم الأب يوحنا قنواتى، الأب سمير خليل، والدكتور مارك سوانسون أمريكى الجنسية، والدكتور كينز بيلى، وهو أول من أسس فكرة تفسير شرقى للكتاب المقدس، وساهموا فى تأسيس مركز مسيحية الشرق الأوسط والتابع لكلية اللاهوت، ولما ترأس الدكتور القس وجيه يوسف أصبح هذا المركز ومكتبة الإسكندرية والمعهد الفرنسيسكانى، وأصبح لهما دور كبير فى هذه التجربة.
وقام المركز بأول دورة متخصصة لفترة ٦ أشهر للمسلمين والمسيحيين ولاقت الفكرة أعجاب الجميع ونجحت بنسبة كبيرة، ومنهم من كان يدرس بالمركز وحصل عدد كبير منهم على الدرجة العلمية، وبالفعل هذه التجربة مستمرة لفترة زمنية كانت فى حدود يومين أسبوعيا خلال ستة أشهر، ومن يقومون بالتدريس بهذا المركز أكاديميين من الطوائف المسيحية المختلفة وأساتذة مسلمون.
■ وبماذا تقيم هذه التجارب سواء تجربة الزقازيق أو مركز الدراسات المسيحية بالشرق الأوسط؟
- أرى أن هذا التيار الذى يتبنى تلك الفكرة يحاول نشر وإعلان أن الأديان هى المتسامحة، ، ويمكن أن يوجد حوار إسلامى مسيحى وإحياء التراث العربى المسيحي، ودور العرب المسيحيين، ومن قاموا بترجمة كتب الفلسفة «طاليس- سقراط»، وعندما يخرج ناتج هذه الأمور للنور سنجد العلاج الحقيقى للتطرف الدينى.
■ توجد مطالبات بتجديد الخطاب الدينى لحل قضية التطرف فما تعليقك؟
- أنا مع تجديد الفكر الدينى وليس الخطاب لأن الخطاب نتاج الفكر، والفكر مرض والخطاب عرض، وإذا كان الفكر متطرفا سنجد الخطاب «العرض» متطرفا مثله.

أستاذ مقارنة الأديان أكد أن الحوار الإسلامى المسيحى العلاج الحقيقى للتطرف
هدى درويش: تدريس قس بالمعهد يظهر التعايش السلمى
قالت الدكتورة هدى درويش، أستاذ ورئيس قسم الأديان المقارنة بمعهد الدراسات والبحوث الآسيوية بجامعة الزقازيق، إن تحديث الخطاب الدينى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى هو الحل الحقيقى لظاهرة التطرف الدينى الحالية، وأضافت أن معهد الدراسات والبحوث الآسيوية يعد الأول على مستوى الشرق الأوسط المتخصص فى الدراسات العليا فيما يتعلق بشعوب ومجتمعات القارة الآسيوية، وأشارت إلى أن اختيار القس الدكتور إكرام لمعى هو محاولة لدراسة الأديان من خلال مصادرها الصحيحة، كما أنه يظهر الوجه الحقيقى للتعايش السلمى فى المجتمع. إلى الحوار.
■ ماذا عن معهد الدراسات والبحوث الآسيوية بجامعة الزقازيق وما أقسامه؟
يعد معهد الدراسات والبحوث الآسيوية أول معهد علمى متخصص فى الدراسات العليا على مستوى الشرق الأوسط فيما يتعلق بشعوب ومجتمعات القارة الآسيوية، ويمنح درجات الدبلوم والماجستير والدكتوراه فى مجال الدراسات والبحوث الآسيوية.
يهتم المعهد بالدراسات والبحوث الآسيوية التى تتناول الأبعاد السياسية، والاقتصادية، والقانونية، والاجتماعية، والتاريخية، والحضارية، واللغوية، والموارد الطبيعية، ويهتم بنشر البحوث وتبادل الزيارات العلمية والدوريات والنشرات فى مختلف دول القارة الآسيوية. يعقد الندوات والمؤتمرات العلمية المعنية بالدراسات الآسيوية وإعداد الكفاءات والخبرات العلمية المتخصصة فى الشئون الآسيوية.
كما يتم استقبال الدارسين المسيحيين الذين يرغبون فى التعرف على البحوث والدراسات فى المجال الإسلامي، والجميع ينشدون ويستهدفون نبذ العنف والتطرف ومقاومة الإرهاب.
يتكون المعهد من ستة أقسام علمية هي: قسم العلوم الاجتماعية (تاريخ + جغرافيا + اجتماع)، قسم النظم السياسية والاقتصادية والقانونية، قسم الموارد الاجتماعية، قسم الحضارات الآسيوية، قسم اللغات الآسيوية.
■ كيف بدأ التعاون مع الدكتور القس إكرام لمعى لتدريس المسيحية فى المعهد؟
- تعاون قسم الأديان بالمعهد مع الأستاذ الدكتور إكرام لمعى كان أملًا يراودنى منذ أن بدأت تحمل مسئولية قسم الأديان وتحقيق أهدافه، ومنها دراسة الأديان من خلال مصادرها الصحيحة، والحرص على توخى الموضوعية والبعد عن التعصب والتشدد، فكانت تجربة الاستعانة به فريدة لم تحدث من قبل على مستوى المؤسسات العلمية والتعليمية، حيث إنه لديه صفات رائدة تتجلى فيها الموضوعية والإنصاف وسماحة التعامل، وقد سعدت بأنه منذ بداية تدريسه بالمعهد حظى بحب الطلاب والدارسين، خصوصًا خريجى كليات الأزهر، وما أولوه من رغبة فى التفاهم والنقاش معه وسعادتهم بوجوده، ومن جانب آخر نستعين بالدكتور إكرام فى المناقشات العلمية للرسائل والإشراف عليها، سواء رسائل الماجستير أو الدكتوراه، والتى تهدف إلى الفهم الصحيح للرسائل السماوية وما فيها من نقاط تقارب وقيم مشتركة.
■ ما الرسائل العلمية التى أشرف عليها القس لمعي؟
- أشرف على رسالة دكتوراه بعنوان (الخطاب الدينى فى المسيحية والإسلام) للباحثة فادية أحمد على النجار، كما ناقش رسالة ماجستير بعنوان (الخروج على الحاكم فى المسيحية والإسلام) للباحث أحمد عامر متولي، وهو المشرف على رسالته للدكتوراه حاليًا بعنوان (النزاع بين الدولتين الدينية والمدنية، دراسة مقارنة بين المسيحية والإسلام)، وناقش أيضًا رسالة (الخطاب الصوفى بين الأديان السماوية) للباحث عمرو محمد عبدالواحد.
كما يشرف حاليًا على رسالة الماجستير المعنونة بـ(الحوار والسلام فى الفكر المسيحى المعاصر - الأب جورج قنواتى نموذجًا) للباحث عمرو حسن عفيفى علوان.
وكذلك رسالة الماجستير (مفهوم المحبة فى الأديان السماوية الثلاثة - دراسة مقارنة) للباحث السيد محمد على درويش، وقد شرفت بمشاركة الإشراف على هذه الرسائل.
* كيف ترين تجربتك فى إفادة العملية التعليمية؟
- فى تطوير التعليم أرى من وجهة نظرى أن إخراج كوادر علمية واعية ومتفهمة لمتطلبات المرحلة التى نعيشها لا بد أن تتحلى بأفق واسع وفهم جيد للواقع المعيش، ومواجهة التحديات التى تواجه بلادنا من ترهيب وترويع الجماعات المتطرفة، وذلك عن طريق دراسة الأديان السماوية والوضعية، والبحث فى القضايا المعاصرة التى تنشأ عن الدين، ودراسة الفرق الدينية المعاصرة، المتشددة والمحافظة والعلمانية، وارتباطها العقدى بالديانة ومقارنتها بعضها ببعض، وأيضًا تأثيرها على المستوى المحلى والدولي، كل هذا يؤدى إلى توسيع المدارك والمفاهيم لدى المتعلمين، خاصة الشباب، ومساعدتهم فى التوصل إلى الحقائق المجردة وتنزيهها عن التعصب أو الميل والهوى، فالديانات المتعددة ما هى إلا مظاهر لأصل جامع لها هو(الله)، وما افترق عليه البشر، فما هو إلا التحريف والتبديل الذى اعتراها، ولهذا السبب ظهر التباين والاختلاف.
فالتطور يحدث بتلقين النشء وتعليمه منذ الصغر حتى اكتمال نضجه العلمى والنفسى والاجتماعى وأيضًا الفكري، معارف الدين وقيمه ومبادئه الأخلاقية دون المساس بالعقائد الثابتة لدى كل فرد، وتشجيعه على توقير واحترام دين الآخر، وهو أول حجر أساس يمكن أن يوضع فى مناهج المدارس والجامعات، يقدم من خلاله النموذج العملى والحى للمعايشة واحترام فكر الآخر، مع تأهيل المعلمين ليصبحوا نموذجًا وقدوةً فى الحيدة والموضوعية وعدم التعصب، فإن ترسيخ قيم التعايش فى المرحلة الأولى من التعليم الأساسى يساعد فى تكوين أنفس سليمة صحية متعافية من الضغائن والانعزالية.
■ ما هى رؤيتك للخطاب الدينى فى مصر ولماذا يطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى دائمًا بتجديده؟
- منذ أن تولى الرئيس السيسى حكم البلاد وهو يدعو لتحديث الخطاب الدينى وتنقية الفكر من كل أنواع الانحراف أو التطرف دينيًا ومذهبيًا وطائفيًا، حيث رأى أن مكمن الخطر وكل الصراعات والإشكاليات إنما تأتى من الفكر المتطرف والمتعصب الذى يصل بصاحبه إلى حد قتل أخيه أو جاره أو صديقه أو حتى من يقابله فى طريق، وهو أمر مذموم ومرفوض فى كل الأديان سماوية كانت أم وضعية.
إن تحديث الخطاب الدينى يبدأ بمعرفة كل إنسان بدينه مسبقًا، مبادئه وقيمه وأخلاقياته، من خلال علماء ورجال دين يتسمون بالفكر المستنير الوسطى السمح، ثم نفتح المجال لفهم الأديان الأخرى وما فيها من قيم ووصايا وعظات تكاد تكون مشتركة، حيث إن مصدرها واحد -الله جل جلاله.
الدكتورة هدى درويش فى سطور
أستاذ ورئيس قسم الأديان المقارنة بمعهد الدراسات والبحوث الآسيوية، وعميد المعهد سابقًا، ومؤسس ومدير مركز الدراسات الإسرائيلية بجامعة الزقازيق، وعضو الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية، وعضو المجلس القومى للمرأة.
قدمت للمكتبة العربية عددًا من المؤلفات فى الأديان تبين المشترك الدينى والتقارب بين الأديان، منها حجاب المرأة بين الأديان والعلمانية والحداثة، والصلاة فى الشرائع القديمة والرسالات السماوية ( اليهودية- المسيحية- الإسلام)- المارانوس (اليهود المتنصرون) بين اليهودية والمسيحية- البعث فى العقيدة اليهودية (دراسة فى فكر موسى بن ميمون) المرأة فى التيارات الدينية فى إسرائيل- الجذور الدينية للصراع السياسى فى إسرائيل- تقارب الشعوب موعد الحضارات.
كما حصلت على جائزة جامعة الزقازيق العلمية لأفضل رسالة دكتوراه فى مجال الآداب والعلوم والدراسات الإنسانية لعام ٢٠٠١- ٢٠٠٢ لأهميتها الوطنية والقومية، وعنوانها «العلاقات التركية اليهودية وأثرها على البلاد العربية»، وكذلك جائزة الجامعة التشجيعية فى مجال الآداب والعلوم والدراسات الإنسانية ٢٠٠٦/٢٠٠٧، وحاصلة على مجموعة من الدروع وشهادات التقدير فى مجال التعاون مع المؤسسات العلمية فى مصر وخارجها.

الشيخ عمرو علوان: «الأديان المقارنة» نموذج لتجديد الفكر الدينى
نحتاج إلى تعميم التجربة في كل الجامعات المصرية
هو الشيخ «عمرو حسن عفيفى علوان»، أحد أبناء القليوبية يعمل إماما وخطيبا بالأوقاف، حاصل على دبلوم الدراسات العليا، ويعمل على تحضير رسالة ماجستير بمعهد الدراسات والبحوث الآسيوية قسم مقارنة الأديان، وموضوع الرسالة «الحوار والسلام فى الفكر المسيحى المعاصر- الأب جورج قنواتى نموذجا»، ويعد من أوائل أئمة الأوقاف الذين يقومون بدراسة الفكر المسيحى خلال الفترة الأخيرة، وأثارت رسالته ردود فعل واسعة، وعن الصعوبات التى واجهته كشف الشيخ «عمرو» عن أبرزها فى حواره لـ«البوابة»:
■ ما هى التجربة التى يقودها المعهد؟
- المعهد يخوض تجربة فريدة من نوعها فى العالم العربي، وهى أن يدرس قس مسيحى لطلاب مسلمين، غالبيتهم من خريجى الأزهر الشريف، وهو الدكتور إكرام لمعى، الأستاذ بكلية اللاهوت، ومدرس مادة المسيحية بالمعهد، وهو يشرف لى على رسالة الماجستير، وحينما سألت أصدقائى عنه وكيفية تعامله معهم شعرت بأنهم يتحدثون عن جيل العلماء القدامى، الذين على أكتافهم ازدهرت الحضارة وأفادوا الدنيا كلها،
والحقيقة أنا أدعو لتعميم هذه التجربة على جميع الجامعات، لأننا لن نعرف المسيحية إلا من رجالها، ولن نعرف الإسلام إلا من علمائه، وكما يقال أهل مكة أدرى بشعابها.
■ هل توجد معوقات أو تحديات تواجه المعهد بشأن هذه الخطوة؟
- أعتقد أن هناك معوقات تواجه المعهد وبمعنى أدق- قسم الأديان- من أجل استكمال مشواره التنويرى وتخريج جيل من الباحثين على علم بالتراث ومعايشة للواقع، من خلال ما يقدمونه من رسائل علمية تهدف لنشر صحيح الدين وتدعو للسلام والحوار بين الأديان فى العالم كله.
وقد سمعت أن هناك من يحاول إلغاء هذا القسم من المعهد، بل ظلت أوراق تسجيل رسائلنا عاما كاملا فى إدارة الجامعة بدون سبب مقنع لتأخيرها، لولا جهود الدكتورة هدى درويش ووقوفها فى وجه هذه التحديات لنجحوا فى إلغاء القسم، ومن التحديات أيضا التى تواجه المعهد، أن القسم ليس به أساتذة معينون من قبل الجامعة، إنما ينتدب له من الخارج، وتلك مشكلة كبيرة، لأنه فى أى وقت يمكن أن يلغى القسم، لأنه ليس به أساتذة، ولهذا نرجو من المسئولين أن يقوموا بتعيين أساتذة من خريجى القسم، لأنهم أحق بهذا من غيرهم، وللعلم لا يوجد بمصر مؤسسة علمية تدرس الأديان إلا جامعة الأزهر، ومعهد الدراسات والبحوث الآسيوية، ويمتاز المعهد على ما أظن بأنه من الممكن لغير المسلمين أن يدرسوا بقسم الأديان، وهذا لا يوجد فى جامعة الأزهر الشريف.
■ وما هو موضوع الرسالة.. وماذا ستقدم الرسالة وموضوعها بعد الانتهاء منها؟
- موضوع رسالة الماجستير بالنسبة لى، تحت عنوان «الحوار والسلام فى الفكر المسيحى المعاصر- الأب جورج قنواتى نموذجا»، وأتناول فيها التعريف بالأب جورج ونشأته وتعليمه ومكانته ومنهجه وأفكاره، ورأيه فى التراث الإسلامى، خاصة الفلسفة والتصوف وعلم الكلام، ورأيه فى علماء الإسلام، وأثر التراث الإسلامى فى الغرب، وماذا قدم علماء الإسلام وفلاسفته للغرب، وكيف يمكن أن نستفيد منهم ومما قدموه، ومن هم الذين تأثر بهم جورج قنواتى من المسلمين ومن غيرهم، وتتحدث الرسالة عن دور الأب قنواتى فى الفكر المعاصر، وماذا قدم لللحضارة الإسلامية من جهود، وأتحدث أيضا عن كيفية الاستفادة من منهج هذا المفكر والعالم، خاصة أنه ظل يدعو طيلة حياته إلى الحوار بين الحضارات وتبادل الثقافات والتعايش السلمى والحوار بين الأديان، وأنه لن يسود السلام فى العالم إلا إذا ساد السلام بين الأديان.
أما عمَّا ستقدمه للمكتبة العربية والإسلامية فهى تكشف عن شخصية مصرية جديرة بالتقدير والاحترام، ومن حق كل دارس وباحث وعربى أن يتعرف عليه ويعلم كيف أسهم فى إثراء المكتبة العربية، بل والعالمية بمؤلفاته ومقالاته والمؤتمرات التى شارك فيها، هذه الدراسة تكشف أيضا عن جانب هام بالنسبة لنا نحن المسلمين، وهى أن الحضارة الإسلامية لم تكن من صنع المسلمين وحدهم، بل هى صنع أمة بالكامل تعاون فى بنائها وازدهارها كل أفرادها على الرغم من اختلاف الأديان بينهم، فمنهم المسلم والمسيحى بل حتى اليهودى، وهذا الأمر حرى بالدراسة والاهتمام من قبل الباحثين، فينبغى أن تتبنى الجامعات المختلفة مشروعا بحثيا يتم من خلاله طرح مثل هذه النماذج المشرفة فى تاريخنا المصرى والعربى، بعيدا عن التعصب، فتلك النماذج التى كان هدفها خدمة العلم فقط، ومن بينهم الأب جورج.
هذه الدراسة أعتقد أنها أول دراسة لإمام مسجد يعمل بمهنة الدعوة بوزارة الأوقاف، وأتمنى أن يقوم الإخوة القساوسة من رجال الكنيسة بمثل هذا الدور من ناحيتهم وإبراز شخصيات مصرية مسلمة ساهمت فى خدمة العلم بعيدا عن الطائفية والتعصب.
لأن الشيخ أو القس هما من يقتدى بهما العامة، وأقصد بالعامة عموم المستمعين ممن يجلسون لسماع الخطبة بالمسجدأو الموعظة بالكنيسة.
وهذه الدراسة أيضا هى خطوة على طريق ما يطلق عليه (تجديد الخطاب الدينى)، وإن كنت لا أعتقد أن الخطاب الدينى يحتاج إلى جديد، إنما من يحتاج إلى التجديد هو فكر الدعاة أنفسهم، ليس من المسلمين وفقط بل حتى من المسيحيين أيضا، فهناك من يتبنى الخطاب التكفيرى ممن يطلقون على أنفسهم دعاة، وحتى ممن يعظون الناس من المسيحيين وهذا أمر نشاهده على الفضائيات ولا يخفى على أحد. كما أن تجديد الفكر الدينى يحتاج منا إلى مشروع حضارى ترعاه الدولة بكل أجهزتها، خاصة المؤسسات العلمية والإعلامية، وأؤكد على الإعلامية لأن دورها كبير وخطير ومؤثر، فلا بد للإعلام أن يقدم للناس الدعاة المستنيرين أصحاب الثقافة المنفتحة على العالم كله، الذين يعلمون الناس ثوابت دينهم، وفى الوقت نفسه يعلمونهم كيفية التعايش السلمى وفق الدين الصحيح ووفق متطلبات العصر الحديث والواقع الذى نعيش فيه.