الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إلى حكام الدوحة.. بضاعتكم سترد إليكم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى أوقات الخطر لا مجال للحياد، فالحياد خيانة، ونشر المعلومات المغلوطة، خيانة، وسفسطة مدعى المعرفة على مواقع التواصل الاجتماعى، خيانة، فالوطن يا جهابذة الإفتاء، إن كنتم لا تعلمون، فى حالة حرب حقيقية، والتحديات الأمنية التى تواجهها الدولة، تفرض على الجميع الالتفاف حولها، والاختيار بين اثنين لا ثالث لهما، إما دحر الإرهاب أو الموت، فالموت شرف.
أتحدث عن الهجوم الإرهابى الغادر على قوات الشرطة بمنطقة الواحات البحرية، التابعة إداريًا لمحافظة الجيزة، وما صاحبه من تداول بيانات ومعلومات، وآراء مستهلكة، محبطة، وإن كان بعضها يعبر عن الحزن، والبعض الآخر يحمل قدرًا من الشماتة، تارة تلميحا وتارة تصريحا، حيث تحول البعض بقدرة قادر إلى خبراء فى الاستراتيجية الأمنية، يفسرون ويحللون، يتحدثون عن القصور والتقصير، وكأنهم كانوا يرصدون بأعينهم ما يدور من معارك دامية، بدون إدراك لتبعات ما يروجون له، وبدون انتظار لصدور بيان رسمى من الجهات المنوط بها الإعلان عن التفاصيل.
يا خبراء التنظير على مواقع التواصل الاجتماعى، أستحلفكم بالله أن تجيبونى بصراحة، هل ضمائركم مرتاحة؟.. هل واصلتم النوم على وساداتكم ونفوسكم هادئة؟.. هل شعرتم بالحزن الذى يعتصر قلوب المصريين على فخر شبابنا؟ أم اكتفيتم بفتح مزاد إطلاق الشائعات عن ارتفاع أعداد الشهداء، ثم انصرفتم لممارسة طقوس اللهو وكأن شيئا لم يحدث؟
عليكم أن تعرفوا، إذا أردتم المعرفة، أن البطولات التى يقدمها أبناء الوطن مشهد متكرر، لن يتوقف، فهو يكتسب صفة الديمومة فى دولة مستهدفة على طوال تاريخها، أما الشهادة لأجل الوطن، فهى فريضة أزلية يؤديها الشرفاء جيلا وراء جيل، لمواجهة التربص بأمن واستقرار هذا البلد، تارة ضد مطامع دولية معلومة للكل، وتارة أخرى لمواجهة إرهاب صنع فى كواليس أجهزة الاستخبارات الغربية بتمويل من حكام الدوحة.
الواقع يؤكد أننا لسنا فى مواجهة مع تنظيمات إرهابية عادية، بل نحن أمام مواجهة حقيقية لمؤامرة دولية، أطرافها حكام داعمون وممولون للإرهاب، وأجهزة استخبارات لديها أجندات تعمل على تحقيقها منذ سنوات بعيدة.
أعلم كما يعلم الكثيرون، أن أمورا كثيرة تحتاج إلى تفسير لفك الغموض وإزالة الغبار من حولها، حتى لا تترك لتفسيرات أصحاب الهوى، لكننى فى الوقت نفسه أعلم أن الحقيقة لا يعرفها سوى من يتحركون على الأرض، يعرفها من يواجهون الحرب الحقيقية، هؤلاء هم من لديهم المعلومات، وهم وحدهم من يقومون بإجراء التحقيقات ويعرفون الكثير والكثير، يعرفون من مول ومن أعطى السلاح ومن أعطى خريطة التحركات داخل الصحارى الشاسعة، ذات التضاريس الوعرة، ويعرفون من سهل عمليات الوصول للتحصن فى الأوكار والكهوف الجبلية، أما أصحاب الفتاوى والتفسيرات العشوائية، فعليهم الانزواء بعيدا عنا.
إن الذين سالت دماؤهم فوق رمال الصحراء الغربية، دفعوا أرواحهم ثمنا غاليا لحماية الوطن وترابه من دنس إرهابيين مجرمين، مأجورين بالمال من حاكم سفيه، ومدعومين بالسلاح من قوى دولية، تتربص بمصر وشعبها.
الجريمة يا سادة، تحمل دلالات لا تخطئها العيون الراصدة لكل ما يجرى على الساحة الإقليمية، وما بها من تعقيدات سياسية وأمنية، فالتنظيمات الإرهابية، مهما كانت قدراتها المالية، لا تستطيع العيش أوالتنقل من دولة إلى أخرى بسهولة، فهذا يحتاج لتمويلات مالية ضخمة تفوق فى حجمها قدرة تلك التنظيمات، كما أن التسليح، ليس بالأمر الهين، فهو يحتاج لصفقات دولية، تعقدها حكومات وأجهزة استخبارات، فالسلاح ليس سلعة عادية تباع فى الأسواق أو السوبرماركت، يمكن شراؤها بسهولة.
العجب هنا من القوى الدولية الكبرى، سواء كانت أمريكا أوغيرها، فهى تلعن الإرهاب أمام الميكروفونات علنًا، وتمده بكل الدعم سرًا.. لذا فإن هناك تساؤلات أرى أن طرحها مهما فى هذا السياق.. كيف امتلكت الجماعات الإرهابية الأسلحة الثقيلة التى توازى تسليح الجيوش النظامية؟ ومن الذى منحها السلاح المتطور مثل الآر بى جى، وسيارات الدفع الرباعى والمدافع متعددة الطلقات، وتقنية الاتصالات. مخطئ من يتصور أن جريمة الواحات البحرية، منفصلة عن بقية الجرائم التى تحدث فى سيناء أو أنها بعيدة عن المحاولات المتكررة للتسلل عبر الحدود الليبية، فهى لا تبتعد عن المخططات والمصالح الدولية المعقدة. داعمو الإرهاب لا يعرفون أن محاولاتهم بائسة، ولا يعلمون حقائق التاريخ، بأن مصر عصية على الانكسار، ولا يعلمون أن بضاعتهم سترد إليهم، أى أن الإرهاب سينقلب عليهم مهما طال الزمن، فهؤلاء فاتهم أن الجيش والشرطة، لن تحبط عزيمتيهما مثل هذه العمليات القذرة، مهما تكررت، ولو أن لديهم أجهزة معلومات تعى ما أقول، لعرفوا أن إصرار المصريين على حماية وطنهم، لم يكن كلاما إنشائيًا نردده فى المناسبات، ثم ننصرف إلى حال سبيلنا، لكنه حقيقة، يتم ترجمتها يوما بعد يوم على أرض الواقع، وعلى داعمى الإرهاب النظر إلى حجم الأعداد الهائلة من الشباب الذين تقدموا قبل شهور قليلة، للالتحاق بالكليات العسكرية وأكاديمية الشرطة، فى هذا المقام،لا أبالغ إذا قلت إنهم مئات الآلاف من خريجى المرحلة الثانوية، تقدموا للالتحاق، بهدف الانضمام إلى صفوف رجال نذروا أرواحهم فداء لوطنهم، تقدموا وهم يعلمون حجم التحديات التى تواجه وطنهم. فالجيش المصرى والشرطة المصرية يضمان بين صفوفيهما كل أبناء الوطن، وجميعهم يعلم أن الاستشهاد فريضة وطنية، يتسابق عليها الجميع، لا فرق بين فرد وآخر، غنى أو فقير، إنسان بسيط أو منتمٍ لطبقة الأثرياء، متعلم أو أمى، مشهور أو مغمور، يعيش فى القبور أو يسكن القصور.. تحية إلى شهدائنا أعظم وأنبل وأطهر من فينا.