كشفت صحيفة "لا فانجاريدا" الإسبانية عن تفاصيل اجتماع سري عقد في قصر الإليزيه بفرنسا، جمع بين أمير قطر تميم بن حمد ورجل الأعمال القطري ناصر الخليفي، مالك نادي باريس سان جيرمان، والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، في 23 نوفمبر 2010، قبل تسعة أيام من الاقتراع السري لاختيار البلد المضيف لكأس العالم 2018 و2022، موضحة أنه يمكن العثور على الصلة المحتملة بين الشراء المزعوم للأصوات والعلاقة بينهم في هذا الاجتماع.
ووفقا لتقرير مايكل جارسيا، المحامي الأمريكي الذي يحقق في فضائح الفيفا التي نشرت أخيرا في يونيو من هذا العام، فإنه في ذلك الاجتماع وضع ساركوزي والقطريون خطة لتعزيز كرة القدم الفرنسية وإغلاق الفجوة الاقتصادية مع الآخرين في البطولات الأوروبية.
وأوضح أن قطر عرضت استثمار الملايين في الدوري الفرنسي من خلال شبكة "بي إن سبورت" وأنها ستشتري حقوق البث التلفزيون حتى عام 2016 بسعر 150 مليون يورو.
كما عرض تميم بن حمد، شراء نادي باريس سان جيرمان، وكان ناد متواضع، وفي حالة مالية غير مستقرة، مقابل 50 مليون يورو.
وكشفت الصحيفة كذلك تفاصيل بعض القضايا التي تقود التحقيقات فيها الشرطة السويسرية والفرنسية والبريطانية، فضلا عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، وأن بعض الأسئلة التي وجهت للمسؤولين أثناء الاستجواب، شملت السؤال التالي وهو "ماذا طلبت قطر في المقابل؟ وهل لها علاقة بالاجتماع الذي عقد في القصر الرئاسي بقرار بلاتيني المذهل، بعد تسعة أيام، لتغيير التصويت الأوروبي لصالح قطر 2022 ضد منافسة مثل الولايات المتحدة؟".
ويقر بلاتيني بأن ساركوزي ضغط عليه للتصويت لصالح قطر رغم أنه نفى أن يكون له علاقة بالقضايا التجارية.
وأشار الصحفيون البريطانيون هايدي بليك وجوناثان كالفيرت في كتابهما "اللعبة القذرة" إلى أن التصويت الأوروبي كان الانتصار الكبير للحملة المضطربة التي قام بها الممثل القطري في الفيفا محمد بن همام، الرئيس السابق الإتحاد الأسيوي لكرة القدم، لجمع الأصوات اللازمة "وتم الحصول على توقيع بلاتيني وكانت قطر بالفعل قوة لا يمكن وقفها في المنافسة الأكثر فسادا في تاريخ كأس العالم".
وأوقف ميشيل بلاتيني أولا لمدة 8 أعوام، بسبب دفعة مشبوهة بقيمة 1.8 مليون يورو حصل عليها عام 2011 من قبل الرئيس السابق لفيفا السويسري جوزيف بلاتر، وقلصت بعدها محكمة التحكيم الرياضي عقوبة بلاتيني إلى 6 أعوام ثم 4 أعوام تنتهي في 2019.
وحالت العقوبة دون ترشيح بلاتيني لانتخابات رئاسة "فيفا" في فبراير 2016، والتي فاز فيها السويسري جياني إنفانتينو، ومن جهته، أوقف جوزيف بلاتر الرئيس السابق للفيفا في القضية عينها 6 أعوام.
وأنفقت قطر ما لا يقل عن 12.6 مليار يورو في مجال كرة القدم في السنوات العشر الماضية، مع استثمارات في نوادي مثل باريس سان جيرمان، برشلونة، بايرن ميونيخ وغيرها الكثير. واشترت "بين" حقوق البث التلفزيوني بأكثر من 10 مليارات يورو.
وعادت الصحيفة لتؤكد أن كرة القدم لم تعد مجرد مشروع تجاري عالمي، لكنها مسألة جيوسياسية في أعلى مستوى، واصفة ما فعلته قطر في كرة القدم العالمية بأنه "بارد وقذر".
