قال إميل لبيب المتخصص في المشورة الأسرية بالكنيسة الإنجيلية، إن هناك بعض العبارات المتداولة بين المصريين مثل: «مستخسرين فينا الفرحة.. سيبونا نفرح ولو بالكذب»، مؤكدُا أن هذه العبارة قد ينظر لها البعض على أنها رغبة في البهجة والسعادة، لكنها تحمل كمًّا من الكبت والإحباط يجعلها تجري وراء الوهم والكذب لتفرح به.
وأضاف أن الشعور بالفرح والبهجة والراحة احتياج نفسي ضروري لحياة الإنسان، لدرجة قد تجعل المخ ينسى بعض الأحداث لمجرد شعوره بالحزن والتعاسة فيكبتها في منطقة اللاوعي، ويحاول أن يغطي عليها بكل السبل حتى لا يتذكرها.
وأشار: «قد ينجح المخ في مهمته في نسيان الأحداث، لكن لا يستطيع إنكار ونسيان الشعور، فتنتاب الشخص لحظات اكتئاب وضيق غير واضحة الأسباب لتفكيره الواعي، في لحظات يفترض أنه سعيد ويمرح، مثل ضيقه المفاجئ في رحلة أو سهرة أو احتفال ما، وكأن عقله يرفض أن يلهيه عن أحزان الماضي.
وأكد: «نتيجة للشعور بالألم والحزن يبحث الأشخاص المغامرون عن وسائل تلهيهم عن وجعهم وآلامهم، فيكون البديل الفرح الوهمي الكاذب عن طريق التعاطي، والتعاطي أنواع، كل حسب ما يحقق له الانتشاء.
وأضف أنه حتى يدوم الفرح، لا بد أن يكون من الداخل، أساسه صورة ذاتية صحية، وإدراك واعٍ لمشاعرنا، فنستطيع أن نديرها من خلال طريقة تفكير تجعلنا ننظر للإساءات التي مررنا بها كأمر لا يد لنا فيه، فنحن غير مذنبين، ونحتاج أن نحتضن أنفسنا مداوين ذواتنا بالحب والقبول الذاتي.