الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مهزلة اتحاد الكرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عشنا ما يقرب من ثلاثين عاما نحلم بالوصول إلى نهائيات كأس العالم، خلال هذا الزمن الطويل حال بيننا وبين تحقيق هذا الحلم، سوء التخطيط تارة وعدم الجدية تارة أخرى، ومع كل فشل كانت تهدر ملايين الجنيهات، ما بين رواتب لمدربين أجانب ومصريين، ونفقات إقامة وتنقلات وبدلات نقدية وإقامة معسكرات وخلافه!
خلال تلك الفترة تعددت وتكررت أسباب الإخفاق، إلى أن استجاب المولى سبحانه وتعالى أخيرًا لدعوات الغالب الأعم من أبناء الشعب المصري، وكلل جهود اللاعبين بالنجاح، وتأهلنا إلى نهائيات كأس العالم فى كرة القدم المقبلة.
ولكن على ما يبدو أن الحلم على وشك أن يضيع، نعم الحلم يوشك على الضياع، والسبب صراع غريب ومثير بين وزارة الشباب ورئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة.. وإليكم التفاصيل:
وزير الشباب والرياضة أعلن فى تصريحات إعلامية وببراءة أن التعديلات الجديدة لقانون الرياضة التى أقرها البرلمان مؤخرا، توجب إجراء انتخابات لاختيار مجلس إدارة جديد لاتحاد الكرة، وتحدد سقف زمني لإصدار قرار الدعوة للانتخابات يوم السادس عشر من أكتوبر الحالي!
الأخوة أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة، وفى مقدمتهم رئيس اتحاد الكرة، الذين حسبوا كذبا وادعاءً لأنفسهم إنجاز التأهل لتصفيات كأس العالم، رفضوا جميعا، ولأهداف مختلفة، تصريحات الوزير، وفتحوا النار على الوزير، بل ويقودون الآن أكبر حملة لابتزاز وتهديد وزير الرياضة، لإجباره على الانصياع لرغباتهم ومصالحهم الخاصة!
وإمعانا فى شل حركة الوزير وتكبيل حركته، أعلن رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة أن ما قاله الوزير يعد من وجهة نظر الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا»، تدخلا من الدولة فى الشأن الكروي، وزاد الأخوة أعضاء مجلس إدارة الجبلاية، بأن قالوا إن إصرار الوزير على إجراء انتخابات لاتحاد الكرة، سوف يتبعه صدور قرار من «الفيفا»، بوقف النشاط الكروى فى مصر، وهو ما يعنى بحسب ما يقولون ـ إلغاء مشاركة مصر فى تصفيات كأس العالم المقبلة! الحقيقة أن الأخوة رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، والذين بدوا وكأنهم حريصون على المصلحة العامة، لم يكونوا إلا مدافعين عن مصالح وأهداف شخصية وخاصة!
فبعض أعضاء مجلس إدارة كرة القدم الحالى، يدركون أنهم لن يستطيعوا الترشح خلال الانتخابات الجديدة؛ لأنهم شغلوا مناصبهم أكثر من دورة، وبالتالى سيفقدون أحد شروط التقدم للانتخابات، وأولئك حريصون على التمسح فى مشاركة مصر فى نهائيات كأس العالم، للحصول على ما يعتقدون أنه نصيب مستحق لهم من «كيكة» هذه المشاركة!
الأمر الأكثر إثارة أن تشكيل مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الحالى أساسا، باطل بطلانا تاما وبأحكام قضائية نهائية، بسبب فقدان اثنين من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد لشرط الثقة والاعتبار، هما السيدة سحر الهوارى وشقيقها حازم، وصدر حكم قبيل إجراء الانتخابات بمنعهما من الترشح، وتم التجاوز عن هذا الحكم لسبب مجهول، ودخل الأخوان الهوارى الانتخابات وفازا!.. وصدر حكم جديد ببطلان تشكيل المجلس لوجود عضوين فاقدين لشرط الثقة والاعتبار، أكثر من هذا؛ فقد صدر حكم قضائى فى شهر إبريل الماضى بسجن السيدة سحر الهوارى وشقيقها حازم لمدة خمس سنوات فى قضية جنائية، وألقى القبض عليهما وتم ترحيلهما إلى السجن لتنفيذ العقوبة ولا زالا داخل السجن حتى الآن، ورغم هذا فإن السيد رئيس مجلس إدارة اتحاد كرة القدم وأعضاء الاتحاد والإدارة القانونية، لم يبادروا طوال الأشهر الماضية بالامتثال لدولة القانون، وظل بقاؤهم باطل قانونا، ثم جاء تحقيق حلم التأهل لكأس العالم بالحل السحرى لهم، وبدلا من أن يبادروا بإعلاء قيمة دولة القانون، يقومون الآن بابتزاز الدولة ويتخذون من ملايين المصريين المتشوقين لرؤية علم بلادهم بين الدول المشاركة فى نهائيات كأس العالم، يتخذون منهم دروعا بشرية للاختباء خلفهم وإجبار الدولة على الانصياع لرغباتهم الخاصة! 
إنها حقا مهزلة..!!