السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قائد القوات البحرية يتحدث: مصر تشهد تطويرًا غير مسبوق في كل المجالات.. ونصر أكتوبر أعاد المجد.. بدأنا في تصنيع "الفرقاطات" بالتعاون مع فرنسا

الفريق أحمد خالد
الفريق أحمد خالد مع الاستاذ نصر عبده مدير تحرير البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقامت القوات البحرية، اليوم الجمعة، احتفالها بعيدها الذهبي، حيث قال الفريق أحمد خالد، قائد الفريق: " نحتفل في هذا اليوم العظيم من أيام قواتنا البحرية وبكل الفخر والاعتزاز بالذكرى الخمسين لأروع نصر بحرى شهدته المنطقة، ذلك النصر الذى حققه رجال قواتنا البحرية يوم الحادي والعشرين من أكتوبر عام 1967، وقد كان ذلك اليوم أكبر برهان على قوة وعزيمة رجال قواتنا البحرية، يوم أن قامت لنشات الصواريخ بملحمة بحرية استطاعت فيها أن تلقن العدو درسًا قاسيًا بإغراق أكبر وحدة بحرية له أمام سواحل المدينة الباسلة بورسعيد".



وتابع خالد، خلال لقائه المحررين العسكريين، اليوم الجمعة: " في يوم 21 أكتوبر عام 1967 صدرت الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة إلى قيادة القوات البحرية بتنفيذ هجمة على أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت وهى المدمرة "إيلات" التي اخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحري وعلى الفور صدرت الأوامر بمغادرة لنشين صواريخ للتعامل مع المدمرة "إيلات"، ونجحت في إغراقها باستخدام الصواريخ البحرية سطح / سطح ولأول مرة في تاريخ بحريات العالم تنجح وحدة بحرية صغيرة الحجم من تدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم مثل المدمرات/ الفرقاطات، ما أدى إلى تغيير في الفكر الاستراتيجي العالمي وبناءً على هذا الحدث التاريخي فقد تم اختيار يوم 21 أكتوبر ليكون عيدًا للقوات البحرية المصرية لسببين رئيسين: الأول، لأنها نفذت بعد حرب 1967 بحوالي 3 أشهر وكانت من أعنف الأزمات التي عصفت بمصر بل والعالم العربي خلال تاريخنا الحديث وكانت هذه الفترة مليئة بالأحزان واليأس وكان لابد من القيام بعمل بطولي يرفع الروح المعنوية للقوات المسلحة ويعيد الثقة للشعب في قواته المسلحة، والثاني أن إغراق المدمرة إيلات يعتبر من أهم التطورات في مجال الحرب البحرية الحديثة التي حدثت خلال النصف الأخير من القرن العشرين فقد كانت هذه العملية هي الأولى من نوعها في التاريخ لاستخدام الصواريخ سطح/سطح في الحرب البحرية ونتج عن نجاح استخدام هذه الصواريخ تغييرًا شاملًا لمفاهيم التكتيك البحري في العالم بأثره".


وتابع: "لقد امتزجت في ذلك اليوم إرادة ابطال القوات البحرية بصبر وعزيمة الشعب المصري العظيم الذى رفض الهزيمة ليجعل من هذا اليوم يوم المجد والعزة والكرامة يوم الشرف والفخر ويوم رد الاعتبار إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من البذل والعطاء، وإنه لمن دواعي الشرف أن يتزامن هذا الاحتفال مع أعياد مصر والقوات المسلحة بنصر أكتوبر المجيد الذى أعاد لمصر مجدها ورفعتها وأرضها بقوة وعزيمة الرجال وتوفيق الله عز وجل، وكل ما يهمنا هو ما نملكه من إمكانيات وقدرات قتالية تمكن القوات البحرية من تحقيق جميع المهام المكلفة بها وقد استطاعت القوات البحرية المصرية أن تصل إلى ترتيب عالمي من خلال استراتيجية واضحة ومحددة لتطوير القوات البحرية من خلال ثلاثة محاور أساسية الأول: الاهتمام بالتأهيل العلمي للفرد المقاتل من خلال تطوير المنظومة التعليمية بالقوات البحرية،و الثاني: المحافظة على الكفاءة الفنية والقتالية للوحدات البحرية الموجودة بالخدمة واستمرارا تطويرها بأجهزة ومعدات ومنظومات تسليح حديثة، والثالث: تدبير وحدات بحرية حديثة مثل حاملتي المروحيات جمال عبدالناصر وأنور السادات "طراز ميسترال" والفرقاطة الحديثة تحيا مصر طراز "فريم" ولنش الصواريخ" أحمد فاضل " طراز "مولينيا" ولنشات الصواريخ طراز سليمان عزت وأخيرًا الغواصتين "41 و42" طراز 209/1400 والفرقاطة الفاتح طراز جوويند والقرويطة شباب مصر طراز بوهانج، بالإضافة إلى دخول القوات البحرية مرحلة التصنيع المحلى المشترك بالإمكانيات الذاتية وبالتعاون مع بعض الدول الصديقة بما يمثل نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية".



وأكد الفريق أحمد خالد أن مصرنا الغالية تشهد تطويرًا غير مسبوق في كل المجالات وفى وقت متزامن وبخطى واسعة وفى ظل حربها الضروس ضد الإرهاب.
وأكد أن هذا التطوير امتد لقواتنا البحرية بدعم غير مسبوق ومتابعة غير عادية من القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة أثمرت عن العديد من الإنجازات، كان أبرزها تنفيذ خطة شاملة لتطوير المكون البشرى لقواتنا البحرية على أسس علمية حديثة وبالتعاون مع خبرات علمية محلية ودولية، وأنه تم على مدى العامين الماضيين إرسال العديد من رجال وأطقم القوات البحرية للتدريب بالخارج لرفع قدراتهم في مجال العامل البشرى، أما في مجال البنية التحتية فقد تم تطوير البينة التحتية للقوات البحرية ليفي بمطالب جميع الوحدات البحرية الحديثة حتى مستوى حاملة مروحيات وكذا تطوير رافع السفن ليكون قادرًا على دعم جميع وحدات أساطيل القوات البحرية، علاوة على إنشاء أسطول جنوبي قوى بمنشآت وبنية تحتية وقوة مقاتلة فعالة تضم ألوية بحرية جديدة وقوات خاصة بحرية تفي بمطالب الأشكال المتعددة للحرب البحرية الحديثة وقادرة على الصدى للتهديدات النمطية وغير النمطية، وأيضًا إنشاء قواعد بحرية جديدة وفق أحدث ما وصل إليه العالم ففي مجال تصميم وإنشاء القواعد العسكرية والتي تفي بمتطلبات الفرد المقاتل والوحدة البحرية الحديثة، وإنشاء أبراج مزودة بمنظومات متكاملة تحقق تأمين الحركة الملاحية ومتابعة حركة السفن في نطاق القواعد البحرية.


وتابع قائد القوات البحرية: "كما تم تنفيذ خطة متكاملة لتطوير الدعم الإداري والفني للقوات البحرية، كما انضم عدد كبير من الوحدات البحرية من مختلف الطرازات والحمولات بداية من القوارب الهجومية طراز "ريب "، وحتى حاملات المروحيات طراز ميسترال تم تدبير بعضها من الخارج وتم تصنيع بعضها من خلال برامج تصنيع مشترك كما تم تصنيع بعضها بالإمكانيات الذاتية للقوات البحرية وهى: حاملة المروحيات فرنسية الصنع طراز " ميسترال" والتي سميت "أنور السادات" نسبة إلى بطل الحرب والسلام وصاحب قرار العبور الرئيس الراحل محمد أنور السادات والتي لها قدرات عالية في إدارة العمليات القتالية البحرية والبرية والجوية بالإضافة لإمكانياتها في تقديم الدعم الطبي والقيام بتقديم المساعدات الإنسانية والإخلاء، وأيضًا الغواصتين ألمانيتين الصنع رقم "41" و"42" طراز "209 /1400" واللتان تعتبران من أحدث الغواصات التقليدية في العالم، والفرقاطة "الفاتح" طراز "جوويند" والتي أتت تتويجًا لمشروع تصنيع مشترك مع الجانب الفرنسي يهدف إلى بناء قاعدة صناعية بحرية قوية ونقل خبرات وتكنولوجيا حديثة مكنت مصر من بناء أول فرقاطة على أرضها منذ توقف دام أكثر من مائة وخمسين عامًا حيث يتضمن المشروع بناء عدد من الفرقاطات من نفس الطراز تم الوصول لمراحل متقدمة في بنائها بشركة ترسانة الإسكندرية، علاوة على تدشين لنشين مرور ساحلى "28 متر"، نتاج برنامج تصنيع مشترك مع الجانب الأمريكي تضمن عدة لنشات يتم تصنيعها بالشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن".
وأكد الفريق خالد أن القوات البحرية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة تنفذ العديد من المهام لتأمين الجبهة الداخلية وحماية ركائز الأمن القومي على المستويين الداخلي والخارجي، لافتًا إلى أن تلك المهام التي تنفذها القوات البحرية من تأمين كافة الموانئ المصرية بصفة دائمة وعلى مدار 24 ساعة، والمحافظة على انتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أي اختراقات لسواحلنا ومنع عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية، وكذا تأمين خطوط مواصلاتنا بالإضافة إلى تأمين حركة الملاحة للسفن التجارية بالمجرى الملاحية لقناة السويس ففي الاتجاهين الشمالي والجنوب، وتأمين المنشآت الحيوية على الساحل وبالبحر من منصات وحقول البترول والغاز الطبيعي، وكذا القيام بأعمال المعاونة والإنقاذ فتى حالات الكوارث والأزمات، كما تقوم القوات البحرية حاليًا بدور كبير في عملية حق الشهيد، علاوة على تأمين الأهداف الاقتصادية والحيوية للدولة بالبحر كأحد المهام الرئيسية للقوات البحرية المصرية، خاصة في ظل تنامى اكتشافات البترول والغاز داخل المياه الاقتصادية المصرية ولمسافات تصل الى 100 ميل بحرى من الساحل المصري بما يتطلب وجود وحدات لها القدرة على الإبحار لمسافات بعيدة وتحمل حالات البحر المختلفة لتأمين هذه الاكتشافات. 


وأكمل: "تسعى القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الارتقاء بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية في منظومة الاستعداد القتالي للقوات المسلحة ومن هذا المنطلق يتم تأهيل الضباط والصف والجنود بالقوات البحرية (فنيًا - تخصصيًا - لغويًا - تدريبيًا) وتسعى القوات البحرية بالاستمرار في تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط وضابط الصف في جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقر للقوات البحرية وليكونوا قادرين على استيعاب التطور العالمي ففي مجال التسليح وخاصة بعد انضمام عدد كبير من أحدث الوحدات العالمية وذلك بالتوسع في استخدام احدث أنظمة المحاكيات على مستوي العالم لثقل مهاراتهم وتأهيلهم للتعامل مع مختلف الأجهزة والمنظومات الحديثة نظريًا وعمليًا بالإضافة للخبرات المكتسبة من خلال الاشتراك ففي التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة، لافتًا إلى أن انضمام القطع البحرية الجديدة يشكل نقله نوعية ساهمت في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية بما يمكنها من مجابهة كافة التهديدات الطى تؤثر على الأمن القوم المصري وتكون بمثابة رسالة ردع لمن تسول له نفسه التفكير في المساس بمصالحنا الاقتصادية أو تهديد أمننا القومي على كافة مسارح العمليات".

كما أكد أن القيادة العامة للقوات المسلحة حرصت على أن تشمل استراتيجية تطوير التسليح لكافة أفرع القوات المسلحة على تنوع مصادر السلاح من كافة الدول بما يتيح لمصر الحصول على وحدات ذات إمكانيات وقدرات قتالية عالية لها القدرة على تنفيذ كافة المهام العملياتية للحفاظ على أمن واستقرار وحماية الأمن القومي المصري، كما أن عملية الإحلال والتجديد للوحدات البحرية، تخضع لعدة معايير منها التهديدات الحالية والمستقبلية، التوازن العسكري مع دول الجوار، التطور العلمي والتكنولوجيا في مجال التسليح، والقدرات الاقتصادية للدولة لتوفير التمويل المادي اللازم لعملية التطوير، ويتم الإحلال والتجديد على فترات زمنية وطبقًا للاستراتيجية العامة للقوات المسلحة ففي تطوير وتحديث الأفرع الرئيسية، لافتًا إلى أنه فتى ظل التطوير والتحديث التي تقوم به القوات المسلحة عامة والقوات البحرية خاصة لإعادة تنظيم القوات للتواكب مع التطور التكنولوجيا العالمي ولتكون قادرة على مجابهة كافة العدائيات والتهديدات، والتي أصبحت تهدد منطقة الشرق الأوسط عامة ومصر خاصة، ومن هنا تم إعادة تنظيم القوات البحرية وتقسيمها إلى أسطولين لزيادة فاعلية القيادة والسيطرة مما يتيح للقيادات على كل المستويات، التقدير الفوري للموقف وسرعة إتخاذ القرار مع إمكانية تحقيق المرونة اللازمة لتنفيذ المتطلبات العملياتية بسرعة دفع التشكيل المناسب لطبيعة المسرح وطبقًا لنوع العدائيات لتحقيق المهمة بأقل خسائر ممكنة.



وأشار خالد إلى أنه نظرًا للمكانة العالمية للقوات البحرية المصرية وتصنيفها حديثًا كواحدة من أكبر وأقوى البحريات في منطقة الشرق الأوسط، تحرص العديد من الدول الصديقة والشقيقة على تنفيذ تدريبات مشتركة مع مصر والتي تعود على الطرفين بالعديد من الفوائد مثل: إتقان تنفيذ المهام المختلفة وصقل مهارات ضباطنا وجنودنا وذلك من خلال الاستفاضة من التطور في مساعدات التدريب ومنظومات التسليح الحديثة المتوفرة لدى الدول الشقيقة والصديقة، والاستفادة من التدريب في ظروف جومائية مختلفة ومسرح عمليات مختلف لدراسة تأثيره على الأسلحة والمعدات، لافتًا إلى أن القوات البحرية تمتلك ثلاث قلاع صناعية بحرية تتمثل فى: ترسانة إصلاح السفن بالقوات البحرية، والشركة المصرية للإصلاح وبناء السفن، وشركة ترسانة الإسكندرية، وهي قادرة على التأمين الفني وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، علاوة على التصنيع، حيث بدأت بالفعل في تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ ولنشات الإرشاد والقاطرات بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة ففي مجال التصنيع المشترك حيث يتم حاليا التصنيع المشترك للفرقاطات طراز جويند بترسانة الإسكندرية، بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.



وأرسل الفريق أحمد خالد رسالة إلى رجال القوات البحرية قال فيها:" بهذه المناسبة أرسل تحية فخر وإعزاز وعرفان لرواد القوات البحرية وقادتها المخلصين لما بذلوه من جهد وعمل مخلص دؤوب طوال رحلة عطائهم بالقوات البحرية، كما أحيى شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة ودمائهم العطرة في سبيل إعلاء ورفعة هذا الوطن المفدى، ونعاهد الله والوطن أن يظل أبطال القوات البحرية أوفياء مخلصين مدافعين عن سواحلنا ومياهنا الطاهرة رافعين علم مصر خفاقًا عاليًا".