اسعدتنا قناة سي بي سي إكسترا الإخبارية مؤخرا، في نجاحها في إختبار مدونة السلوك المهني، الذي ظلت تعرض بنوده وما يجيب ان تكون عليه الرسالة الإعلامية من قيم رفيعة بعيدا عن التحيز،
ولقد أُثلج صدورنا قرار وقف احدى المذيعات واحالتها للتحقيق، ليس شماتة فيها، ولكن لمبدأ الثواب والعقاب، ونحن نعيش رسائل اعلامية مملوءة بالمخالفات المهنية، وأيقتنت ادارة القناة ثبوت مخالفة مقدمة البرنامج لمدونة السلوك المهني، في الحوار مع ضيف البرنامج، وهو العالم والمؤرخ الكبير الأستاذ الدكتور عاصم الدسوقي استاذ التاريخ.
ونأمل ان تحذوا جميع الفضائيات حذو قناة سي بي سي إكسترا، في محاسبة المذيعين ومقدمي البرامج، ومدى الإلتزام بآداب واخلاقيات الحوار والرسالة الإعلامية.
وجاء تعليق المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى، على هذه الواقعة قائلا: إن مذيعة قناة سى بى سى إكسترا هىي نتيجة طبيعة لانحطاط التعليم فى مصر، واتهم المذيعة بأنها تدير الحوار من ورقة مكتوبة، وليس لديها الوعى لما يتم التحدث عنه، فهى كانت تقرأ الأسئلة من ورقة يتم إعدادها لها، فى حين أن كان من الممكن أن تسأل من إجابتى، ولكن لضعف الوعى لا تفتح الحوار بطريقة أشمل.
وأوضح المؤرخ الكبير، فى تصريحات صحفية، أن مذيعة القناة كانت تقوم بإدارة الحوار بطريقة نمطية، وتخرج خارج النطاق أثناء الحوار، فكان عليها أن تذاكر من ستقوم بمحاورته وعلى الأقل تقرأ عن موضوع الحلقة، حتى تكون على علم بما يدار وتستطيع أن تخرج من الحلقة بشئ مفيد.
واوضح المؤرخ عاصم الدسوقى ان ما دار بينه وبين مذيعة سى بى سى إكسترا عن الكاتب يوسف زيدان، قائلا: سألتنى عن يوسف زيدان وأجابتها بأنه يكتب فى كل حاجة، والتاريخ حقيقة ثابتة لا يمكن أن تتغير، فهناك التاريخ الرومانى واليونانى والحديث والقديم وغيرها من التخصصات، فعلى من يتحدث يجب أن يكون باحثً أو عالم، فلا يمكن لأى فرد التحدث فى تاريخ وأن يغيره، لافتا إلى أن المذيعة من الواضح انها كانت متعصبة لصالح يوسف زيدان.
وعلى هذا جاء قرار إيقاف المذيعة عن العمل، بما يترتب على ذلك من عدم ظهورها على الشاشة وتحويلها للتحقيق بسبب خروجها عن قواعد مدونة السلوك المهنى التى تعتمدها القناة وتلتزم ببنودها، وذلك عقب الحلقة التى قدمتها من برنامج "ما وراء الحدث" مساء أمس الثلاثاء.
ونأمل ان تكون هذه خطوة تسير على نهجها جميع وسائل الإعلام المصرية، بعدما سبقتنا كثير من القنوات العربية الوليدة في تطبيق معايير وضوابط الرسالة الإعلامية السليمة.
