الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

محمود حسين.. الرجل الغامض ومهندس انقلاب الإخوان

محمود حسين
محمود حسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رجل غامض، يُعد ذاكرة الجماعة التي تحمل كل لوحاتها، قليل الكلام، يعرف كل خلفيات الجماعة وقراراتها، والأكثر دراية بكل أعضاء مكتب الإرشاد ومسئولي المكاتب الإدارية في جميع المحافظات، ويحمل الشفرة السرية لتمويلات واشتراكات الجماعة، وذاكرة حاضرة وخبرة واسعة واطلاعا كبيرا على كل شئون الجماعة داخليا وخارجيا.
محمود حسين المولود في 14 يوليو 1947، بمدينة يافا الفلسطينية، لأم فلسطينية، وأب مصري، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان الإرهابية، والأمين العام لها سابقًا، ظهر بكثافة عقب الخلافات التي طالت الجماعة في الآونة الأخيرة، وأحد أبرز أطراف الخلاف الكبير داخل قيادة جماعة الإخوان العليا.
لم تكن لحسين علاقة بالعمل الطلابي أو السياسي في السبعينيات حتي تعرف علي مصطفي مشهور الذي كان يجوب المحافظات في ذلك الوقت من أجل جذب عدد كبير من الشباب للتنظيم، وتم استقطاب "حسين" للتنظيم، وأصبح عضوًا في الإخوان عام 1978.
بعد عدة سنوات من انضمامه لجماعة الإخوان، سافر للحصول علي الدكتوراه من الخارج ومعه خطاب توصية لمسئول الإخوان في أمريكا وقتها عبدالمتعال الجابري الذي كان قد سافر قبل حسين بأشهر قليلة، ومن خلال منظمة الإخوان في الولايات المتحدة، بدأ بالتعرف على العمل الإسلامي وأفراده وجنسياتهم، ثم بدأ مع مجموعة من رجال مصطفى مشهور في تشكيل منظمة إسلامية تضم عدة دول هي رابطة الشباب المسلم العربي وفي غضون عام أصبح محمود حسين أمينا عاما لهذه الرابطة.
زجّ به في السجن عام 1995، لمدة 3 سنوات، في قضية الخيانة الشهيرة للإخوان فيما عُرف إعلاميًا بـ"القضية العسكرية للإخوان"، ويلاحقه الإنتربول تنفيذا لقرار النائب العام بضبطه وإحضاره لتورطه بالتحريض والتطرف في ضوء التحريات التي توصلت إلى اشتراكه بالاتفاق والتحريض على ارتكاب الجرائم أمام دار الحرس الجمهوري (8 يوليو 2013 اندلعت اشتباكات في محيط دار الحرس الجمهوري المصري بين محتجين يريدون عودة الرئيس المعزول محمد مرسي والقوات التي تقوم بحماية المنشأة العسكرية أدى ذلك لمقتل 61 شخصًا).
هرب "حسين" إلى الخارج عقب اندلاع ثورة 30 يونيو إلى تركيا، وأدار تنظيم الإخوان من الخارج، وتعرض لانتقادات من قبل الإخوان إبان فترة إدارته للإخوان ووصفوا فترة إدارته لشئون الجماعة في الخارج بالسيئة، متهمين إياه بعدم الشفافية والإقصاء ما تسبب في الإرباك الشديد على الصعيد الخارجي للجماعة طوال الفترة الماضية.
بدأت الخلافات عندما أصدر حسين، بيانًا زعم فيه أن أجهزة الإخوان ومؤسساتها تعمل، وأن محمود عزت نائب المرشد وفقًا للائحة الداخلية للجماعة يقوم بمهام المرشد، فيما رفضت الإخوان إذاعة بيان حسين، وشن شباب الجماعة هجومًا عنيفًا عليه، فلم يلق حسين، قبولًا على الأرض لدى القيادة الجديدة للجماعة وقواعدها الشبابية في الخارج وفي الداخل، ووصفت القيادات هذا البيان بمحاولة انقلاب يحاول تنفيذها محمود حسين ومحمود عزت ومحمود غزلان، داخل الإخوان لم تنجح.
وخرج "محمد منتصر" المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان آنذاك، مؤكدًا أن الجماعة اختارت مواصلة المسار الثوري وأن الدكتور محمود حسين لم يعد أمينًا عامًا للجماعة ولا يمثلها، موضحًا أنه منذ فض اعتصام رابعة أدارت الجماعة لجنة مكونة من مجموعة من أعضاء مكتب الإرشاد وقامت هذه اللجنة بعد ذلك بعمل انتخابات في كل مكاتبها الإدارية ووحداتها، وهو ما نتج عنه احتفاظ الدكتور محمد بديع المرشد العام بمنصبه، كما تم اختيار أمينا عاما من الميدان - لم يسمه - وأكد منتصر أن الدكتور محمود حسين ليس أمينا عاما لجماعة الإخوان.
عاد حسين بعدها مستعينًا بورقة التمويلات، باعتبار أن قيادات الجماعة القدامى «محمود عزت، إبراهيم منير، محمود حسين" هم المسيطرون على مصادر التمويل، وظل الوضع قائم تحت شعار "لا صوت يعلو فوق صوت القيادة التاريخية"، و"خطاب المحنة"، "وكلمة السر التمويل" سواء من اشتراكات الداخل التي تصل إليه عبر الأمانة العامة التي تتواصل مع الشعب الإخوانية في الداخل، أو مع إخوان الخليج وأوروبا.
ويمتلك محمود حسين جناحًا قويًا داخل قيادات إخوان الخارج منهم ابراهيم منير، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين والأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، وجمال عبدالستار في تركيا، كما استقطب لصفه قيادات إخوانية كثيرة.
رغم أن محمود حسين ينتمي الفريق لفريق ما يسمي بـ"مكتب إخوان الخارج" وهي اللجنة التي شكلها محمد كمال بعد تغييب نائب المرشد لمدة 11 شهرا، وعدد من أعضاء المكتب عن القرار تم فيه اتخاذ كل القرارات بما فيها تشكيل ما يسمي بمكتب الخارج وهو في حقيقته لجنة لإدارة ملفات بعينها، الإ أنه ينتمي لما يسمي لفريق "محمود عزت" في التفكير، حيث ينتمي للتيار الإخواني الذي يدعو "للسلمية ونبذ العنف" مع عدم اعترافه ورفضه المصالحة مع النظام القائم، علي عكس فريق "محمد كمال" الذي لايعترف الإ بالعنف لعودة ما يطلقون عليه "الشرعية".
في الآونة الأخيرة، بسبب موقف "حسين" لم يجد قبولًا لدى القيادة الشابة الجديدة للجماعة في الخارج والداخل والتي وصفته بالخيانة بمحاولة الانقلاب عليها، ومع ذلك فإنه يمتلك جناحًا قويًا داخل قيادات إخوان الخارج منهم ابراهيم منير، وجمال عبدالستار في تركيا، كما استقطب لصفه قيادات إخوانية كثيرة، وهذا ما أكدته تصريحاته على الهواء مباشرة من مدينة إسطنبول التركية مقر إقامته، ليعلن أنه ما زال باقيًا في منصبه كأمين عام للجماعة، على عكس ما صرح به في السابق المتحدث الإعلامي باسم الجماعة "محمد منتصر" الذي أعلن أن محمود حسين لم يعد أمينًا عامًا للجماعة.