الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"القضية الفلسطينية في الحفظ والصون".. بأكثر من 100 مليون وثيقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"القضية الفلسطينية في الحفظ والصون".. هكذا يؤكد المؤرخون وخبراء التوثيق والمستندات التاريخية، ومهما حاولت اسرائيل اخفاء الحقائق وطمس المعالم، فإن ذاكرة التاريخ محفوظة في دور الوثائق والمكتبات في العالم العربى والاسلامى، ويقدر عددها باكثر من مائة مليون وثيقة، متضمنة الوثائق التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والابحاث والدراسات العلمية.. وكذا القرارات والاعترافات الدولية، والندوات والمؤتمرات في المحافل السياسية، والاعتداءات والجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى.
ويتصادف احتفال العالم العربى بيوم الوثيقة هذا العام، مع مرور 100 عام، على وعد بلفور المشئوم الذى اعطى ما لا يملك (وزير خارجية بريطانيا ابان الاحتلال البريطانى لفلسطين عام 1917م) لمن لايستحق، وعدا باقامة وطن لليهود في أرض فلسطين.
ويقول المؤرخون ان الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني مضمونة بالوثائق، التى يجب ان تحفظها الأجيال المتعاقبة في القلوب والعقول، مثلما تحفظها مراكز المعلومات والتوثيق، وهو ما يضمن حق الشعب الفلسطينى فى أرضه مهما طال الزمان، ويؤكد أن "سلاح الوثائق، التى تؤكد عروبة ارض فلسطين، اقوى من اسلحة الدمار التى تملكها اسرائيل.
وقد استدعت وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق، سلاح الوثائق بمناسبة مئوية وعد بلفور المشئوم، وأكدت على لسان رئيس الهيئة الدكتور أحمد الشوكى ان "الوثائق هي مستودع هويتنا العربية وذاكرة لشعوبنا ودليل على سبقنا وتفردنا، بشكل صاف لا لبس فيه ولا تشويش، ونحن الآن في أمس الحاجة إليه، لا لنحفظه ونرقمنه فقط، ولكن أيضًا لإيصال فحواه إلى الأجيال الجديدة بشكل مباشر وبناء".
وحتى تؤتى الوثائق أكلها في خدمة القضية، جنبا الى جنب مع الجهود السياسية، فان لغة الوثائق تحتاج الى شرح وتبسيط للاجيال المتعاقبة، وهو ما دعا الشوكى الى طرح مبادرة للتفكير في أساليب جديدة لإخراج هذه الوثائق بشكل مبسط يفهمه غير المتخصصين، ويساعدهم على فهم ذاتهم وهويتهم، بل ويحاوروا وينقضوا ويقفوا بثبات وسط موجات التشويش المتلاطمة والمتواصلة على هويتنا.
ومصر نبض العروبة ومن واقع مسئولياتها التاريخية كحاضنة لقضايا وهموم العرب والمدافع الأول عن القضية الفلسطينية تولى اهتماما كبيرا بهذه الوثائق، من خلال الدور الكبير الذي تقوم به دار الوثائق القومية، لجمع هذه الوثائق التي تربوا الآن على المائة مليون وثيقة، إلى جانب ترميمها ومعالجتها من خلال معمل للترميم يضم خيرة النابهين في مجال الترميم وحفظ وصيانة الأوراق التراثية.
ولم تعد الوثائق حاليا مجرد لفائف وأوراق سميكة يعلوها التراب، فقد أدخلت احدث الوسائل التقنية للحفظ والرقمنة بأحدث أجهزة المسح الإلكتروني تمهيدًا لإتاحتها للباحثين والاعلاميين والحقوقيين وكافة الجهات المعنية والمسئولة.
ولا تقف الجهود المصرية عند هذا الحد، وانما يصاحبها جهود على المستويين العربى والدولي، فقد دعت وزارة الثقافة مؤخرا خبراء التوثيق من دول عربية وصديقة في احتفالية كبرى بمرور 100 عام على "وعد بلفور"، من اجل التعاون والتنسيق المشترك في مجال حفظ الوثائق وايقاظ الوعى لدى الاجيال القادمة وتعريفهم بقضاياهم التاريخية وخاصة القضية الفلسطينية التى تحاول وسائل الاعلام الإسرائيلية طمس معالمها واخفاء تاريخها مثلما استولت سلطات الاحتلال على الاف الوثائق من المكتبات ومراكز المعلومات الفلسطينية بعد اعلان قيام اسرائيل 1948.
كما شاركت وزارة الثقافة، مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في الاحتفال السنوي بـ"يوم الوثيقة العربية" تحت رعاية وبحضور أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وبحضور وزير الثقافة حلمي النمنم، وإيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطيني.
واتساقا مع مرور 100 عام على وعد بلفور المشئوم و50 عاما على احتلال اسرائيل للأراضي العربية والفلسطينية، تم اختيار (القضية الفلسطينية: مائة عام على وعد بلفور.. خمسون عاما على الإحتلال الإسرائيلي) عنوانا للاحتفال بيوم الوثيقة لهذا العام للتأكيد على القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية، وتسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية من استيطان وتهويد واستيلاء على الأرض، وغيرها من الكوارث التي تبعت الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وما تبعه من سرقة ونهب للأرشيف والوثائق الفلسطينية، والمكتبات، بما يؤكد أن الأضرار الثقافية والتراثية التي تعرض لها الفلسطينيون لا تقل خطورة أو ضررًا عن التبعات السياسية أو الاقتصادية لهذا الاحتلال الآثم.
ويأتي احتفال مصر والجامعة العربية بيوم الوثيقة العربية إدراكا منهما بأن "الوثيقة هي من القواعد الأصيلة التي ترتكز عليها هوية الأمم، وشاهد على التاريخ ودليل مهم على السمة الحضارية للشعوب لكونها من مكونات ذاكرة الأمة الرئيسية، وتأكيد ضرورة بذل مزيد من الجهود للتعريف بمكانة الوثائق العربية وأهميتها فى حفظ كثير من الحقوق العربية".
وأقيم على هامش الاحتفالين معرض وثائقي مصور حول موضوع الاحتفال، وفيلم توثيقي بعنوان (فلسطين: مائة عام على وعد بلفور).