الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إبداعات "البوابة نيوز".. "عنقود الكرمة" "قصة"

أفروديت
أفروديت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسلمت أفروديت جابى فائض النور من الشمس الزاهدة فيها، والتى طلت عليها من البحر بثوبها الشفاف كأفروديت الحقيقة تنفض عنها الرمل والصدف؛ تتساءل السيدة «جابي» كم لبثت بالبحر.. يبدو وكأنه زمن طويل فأوت إلى جذع شجرة كى تلقى بحمولها عليه.. حدقت بالفراغ الذى يحوطها بنظرات متعالية؛ تكابر أن تتذكر آخر مشهد، ارتجف جسدها.. طوق عنقود الكرمة شعرها فبدت كأميرة يونانية.. لاح لها شبح طفلها «رافائيل» يلمس بكفيه مواطن السحاب وحدثت نفسها مكسورة الخاطر: «يا الله.. روحى تتوق لملامسة مواطن السحاب لا بل تتوق للموت».. غطت «أفروديت» فى نوبة يقتسمها البكاء الحاد والنوم المفاجئ، ثم أفاقت مهرولة على الرمل وصارخة بوجه السماء: «يا يد القدر القاسية أخبرينى لم أخذت «رافائيل»، أجيبينى فى أى شيء جاء وذهب»؛ لم تكف عن السؤال وهى تنتحب ضاربة بأظافرها الرمل؛ تجز على أسنانها: «لقد كان «رافائيل» حلمى من عشرين عاما، لكنها الدنيا عادة ما تصلب أحلامى ولا تبالى بوجعي، «رافائيل» هو عنقود الكرمة؛ فقد كنت أعده ليصبح فنانا عظيما».
رغم تلك المكابرة التى آلمتها إلا أنها لم تنس الطبيب وهو ممسك بحذاء «رافائيل» يخبرها بأن الصدمات الكهربائية لم تجد شيئا، وأن النزيف استشرى بالمخ؛ لم تلتفت لما قال الطبيب وهرعت صوب سريره؛ كانت ثلجية المشاعر للدرجة التى تجعل أفعى تسمها وتعدو فى طريقها وتعود مجددًا لتسترد سمها؛ راحت «أفروديت» تقبل الآثار التى خلفتها الكهرباء على عظام صدر «رافائيل» اللينة لم تشعر آنذاك إلا أنه يسرع بالرحيل.
ابيضت عيناها حزنًا معاتبةً القدر، وأقصت المشهد برمته عن ذاكرتها فانتبهت لمواء قطة مستفز، فدنت صوبها وتحسست رأسها الدامى فضمتها بين نهديها ولم تجد سوى أن تمسح على رأسها بعنقود الكرمة الذى طوق شعرها ونادت: «يا يد الله الحنونة أنقذيها أو اتركينى أقتسم الوجع معها».