افتتح وزير الخارجية سامح شكري صباح اليوم منتدى الأعمال المصري البرتغالي بحضور وزير خارجية البرتغالي أوجوستو سانتوس سيلفا بالإضافة إلى وفد ضخم يضم ست وعشرين من رجال الأعمال البرتغاليين في مختلف المجالات وعقب الافتتاح تم عقد جلسة مشاورات سياسية موسعة على مستوى وزيري الخارجية والوفد المرافق لهما، تلاها انعقاد اللجنة المشتركة.
واستعرض وزير الخارجية سامح شكري خلال أعمال اللجنة البرنامج الطموح للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي تتبناه مصر، والفرص الاستثمارية الواعدة للجانب البرتغالي في المشروعات القومية الكبري، تحديدًا في المجالات التي تتمتع فيها البرتغال بتميز نسبي مثل الشحن البحري، وإدارة الموانئ والطاقة المتجددة، وذلك بهدف زيادة الاستثمارات البرتغالية في مصر، ومضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين، والذي يصل الآن إلى حوالي 181 مليون يورو، وبما يعكس العلاقات التاريخية المتميزة بين مصر والبرتغال.
ورحب وزير الخارجية سامح شكري بنظيره البرتغالي أوجوستو سانتوس سيلفا في القاهرة مضيفًا أنه صديق عزيز حيث شاركوا في العديد من الفعاليات وأكد شكري على اعتزازه بصداقة وزير خارجية البرتغال وأضاف أن الإرادة السياسية بين البلدين مشتركة وتدفعنا للتميز من التواصل المشترك على الصعيد الاقتصادي وأشار شكري الي ان منتدي الاعمال الذي تم افتتاحه اليوم يأتي بعد زيارة الرئيس السيسي إلى لشبونة في نوفمبر من العام الماضي وتعزيز دفعة العلاقات الاقتصادية لخدمة مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي مضيفًا نحن والبرتغال نتعاون في كل المجالات السياسة والاقتصادية والثقافية والعلاقات بين البلدين ممتدة ودائمًا وجدت مصر من البرتغال الدعم.
وأكد شكري أن أهمية العلاقات بين البلدين توضح حكم شراكتنا فيما يجري في الشرق الأوسط من تحديات تجمعنا لتحقيق المزيد من التعاون وأشار إلى أن خلال الأيام الماضية كان هناك تنسيق بين البلدين والوفود الممثلة لكل من البلدين والتي قامت بجهد مشترك مشكور لدعم سبل العلاقات المشتركة وقال شكري إن من خلال هذه اللجنة المشتركة تم التوقيع علي خمس مذكرات تفاهم بين البلدين في عدد مجالات وهي السياحة والشباب والرياضة والأرشفة الدولية، والخدمات الجوية وكذلك بين معهد كامويش البرتغالي والوكالة المصرية المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية.
وأضاف شكري إلى أن المباحثات أيضًا تطرقت إلى القضايا السياسية المطروحة على الساحة في ليبيا وكذلك دور مصر في القضية الفلسطينية وجهودها في المصالحة بين فتح وحماس وأكد وزير الخارجية المصري أن البرتغال من البلدان الداعمة لحل الدولتين وإنهاء الصراع بين البلدين مضيفًا أن هذا يدل على أهمية العلاقات المصرية الأوروبية مؤكدًا أنه سيتم العمل المشترك بين مصر وشركائها الأوروبيين حتي يعود ذلك بالنفع ويوسع المجال المشترك بين مصر وأوروبا فيما توجه وزير الخارجية المصري بالشكر لنظيره البرتغالي والحكومة البرتغالية متطلعًا إلى فرصة قريبة لزيارة لشبونة.
ومن جانبه شكر وزير الخارجية البرتغالي أوجوستو سانتوس سيلفا الحكومة المصرية على الاستقبال الحار الذي لقاه في مصر منذ ووصوله هو ووفد بلاده وأضاف أن الوفود الثنائية للبلدين قامت بعمل شاق خلال الأيام الماضية حتى استطاعنا أن ننجز نتيجة طيبة وأضاف لقد تناقشانا في جوانب اقتصادية وتعليمية وثقافية ووضعنا الخطوط الأساسية لمزيد من التعاون بين البلدين وأضاف أن زيارة الرئيس السيسي إلى بلاده العام الماضي فتحت مجالا كبيرًا في تحسين العلاقات المصرية البرتغالية مؤكدًا أننا لدينا جدول أعمال وأجندة مفتوحة بها الكثير من التطلعات للتعاون المشترك كما بينا علاقات وثيقة ونتفق في العديد من الآراء وتاريخنا طويل والعلاقات بيننا ممتازة علي المستوى السياسي.
كما شكر سيلفا الحكومة المصرية على النتائج التي حققتها مصر في خارطة الطريق التي تمهد إلى الديمقراطية وتساعد على استقلال المنطقة وتعزيز التعاون مضيفًا أنه يقدر ما فعلته تجاه فلسطين ويشكرها على دورها الكبير في تحقيق المصالحة الفلسطينية ما يساعد على تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة داخل الاتحاد الأوروبي مؤكدًا البرتغال إحدى البلدان التي تسعى لتحقيق الترابط بين مصر والاتحاد الأوروبي وتؤيده تمامًا قائلا مصر أحد أعضاء الدول المنضمة لاتحاد البحر الأبيض المتوسط وهي المنظمة الوحيدة التي تضم 43 دولة تضم الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وهذا سبب وثيق من أسباب التعاون والتقارب بين مصر والبرتغال وهو أمر واضح من استمرار تعزيز العلاقات الثنائية بين رؤساء الدول ووزراء الخارجية واللجنة المشتركة ورجال الأعمال من البلدين مشيرًا إلى أن افتتاح ملتقى رجال الأعمال تم إنشاؤه بآليات تدعم تعزيز العلاقات بين البلدين مؤكدًا أن مصر شريك أساسي لأوروبا والاتحاد الأوروبي وهذه هي الرسالة الأساسية للبرتغال هنا على أرض مصر
وفيما يتعلق بإذا ما كانت المباحثات بين الوزيرين قد تطرقت إلى ملف مكافحة الإرهاب قال سامح شكري إن الإرهاب من الموضوعات الضاغطة ليس فقط في مصر وإنما في العالم كله وذلك برغم النجاحات التي حققتها مصر في استئصال التنظيمات الإرهابية وتصفية معظمها في العراق وسوريا وغيرها من المناطق المحيطة إلا أنه لازال تواجد لبؤر إرهابية امتدت في مناطق أخرى ومضيفًا مصر تحاول إيجاد أيديولوجية لمكافحة هذه الظاهرة وهناك أهمية لتضافر الجهود الدولية الثنائية وتوطيد التعاون على المستوى الأمني وتبادل المعلومات وذلك من أجل التعامل مع كافة التنظيمات الإرهابية في أي مكان والعمل على القضاء عليها لما تسببه من زعزعة لاستقرار المنطقة من خلال استراتيجياتها المنظمة والتي تتركز في استقطاب العناصر واستخدام الأدوات الحديثة مؤكدًا مصر من البلاد التي تسعى إلى مناهضة هذا الفكر من خلال تصريحات الرئيس السيسي دائمًا في كيفية تجديد الخطاب الديني مشيرًا أن الرئيس هو أول من دعا إلى تغيير الخطاب الديني وتفعيل دور المؤسسات الدينية في مكافحة الإرهاب وتغيير الفكر الذي يؤدي إلى تكاثر هذه الظاهرة مضيفًا نحن نعزز تعاونا مع البرتغال والدول الوثيقة دائمًا لتحقيق إنجازات في هذا الملف.
وفي نفس السياق قال وزير الخارجية البرتغالي إنه أثناء زيارة الرئيس السيسي التاريخية إلى لشبونة في شهر نوفمبر من العام الماضي قد ألقى محاضرة في مقر قوات الدفاع البرتغالية وناقش هذا الموضوع الحرج مستعرضًا رؤيته حول كيف يمكن أن نحارب الإرهاب في العالم كما أطلع أيضَا على عدد بعض المرافق البرتغالية في مجالات الصناعات الدفاعية بين مصر والبرتغال وهذا يعد مجالا جديدا للتعاون بين مصر والبرتغال وهو مجال الشراكة في الدفاع وأيضًا المجال الأمني.
وأضاف أوجوستو أن منظماتنا تسعى دائمًا إلى التعاون المشترك وتقوم بكثير من الجهود لكي تؤدي إلى استقرار المنطقة مؤكدًا أن تعزيز جهود البلدين سيصب في مصلحة سوريا وليبيا أيضًا وذلك من خلال حرصنا على مساعدة هذه البلدان لاستعادة استقرارها ومحاربة الإرهاب فيها سعيا لتحقيق الاستقرار السياسي في المنطقة.
وعن الشائعات التي ترددت بشأن استقبال مصر دعوة للمشاركة في الاساتانة قال وزير الخارجية سامح شكري ان مصر لا تعلم شئ عن هذا وان الخارجية لم تتلقي دعوة بشأن مشاركة مصر في الاساتانة واضاف مصر دائما تتشاور مع روسيا في بعض النقاط مثل من يحضر هذه الاجتماعات مع روسيا الاتحادية وننقل وجهات النظر المصرية ونقوم بجهود مشتركة لتحقيق الاستقرار في سوريا ومضيفًا نحن طلبنا وقف العدائيات أكثر من مرة في سوريا وما عانى منه الشعب السوري في السنوات الماضية نظرًا للصراع العسكري مؤكدًا أن هذا شيء بالغ الخطورة ومحزن وكم الضحايا التي كانت متعرضة لأعمال العنف والتي نتج عنها أعداد كبيرة من القتلى والجرحى جعلت الوضع سيئا ومصر تدعم أي جهود لإنهاء الصراع مع استمرار العمليات العسكرية للقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية.
وما يتردد على إبرام اتفاقات خارج السياسة المصرية وما توافق عليه وتدعمه مصر هو القضاء على هذه المنظمات عسكريا لأنها تهدد سوريا وتعمل على زعزعة إرادة الشعب السوري وهذا شيء لا يمكننا القبول به ونؤكد على عدم المواءمة مع هذه التنظيمات الإرهابية.
وفي سياق آخر قال وزير الخارجية البرتغالي أوجوستو سانتوس سيلفا أن وجهة نظر مصر والبرتغال تجاه قضية ليبيا إن لم تكن متماثلة فهي متشابهة مضيفًا البرتغال تدافع على تماسك الأراضي في ليبيا وتعترف أن هناك احتياجًا لإعادة النظر إلى في التوافق مجددًا ثقته في جهود الأمين العام للأمم المتحدة لليبيا مضيفًا أننا نحاول أن نتكاتف حتى ندعم الجهود التى تصب في مصلحة القضية الليبية والمؤتمر الوطني يدفع لما تحتاجه ليبيا والسيادة الوطنية
وفيما يتعلق بمذكرة التفاهم الخاصة بمجال السياحة بين البلدين قال وزير الخارجية البرتغالي إن مصر من أهم المقاصد السياحية التي يتجه إليها السياح البرتغاليون ويعتبرها البرتغاليون مقصدا جميلا للسياحة مؤكدًا ضرورة التعاون على بين البلدين ومشاركة التجربة المصرية والبرتغالية في قطاع السياحة قائلا علينا أن نتعلم من التجربة المصرية في مجال السياحة وأيضًا أن تستفيد مصر من التجربة البرتغالية في هذا المجال من ناحية تطوير المرافق السياحية وتدريب العاملين في مجال السياحة حتى يرتقوا بخدمة السائحين ويصب في مصلحة السياحة مشيرًا إلى أنه سعيد بلقاء وزير السياحة المصري يحيى راشد أنه يريد دعوته إلى زيارة البرتغال.
وفي نفس السياق قال شكري إن هذه المذكرة تفتح مجالات التعاون المشترك وتؤكد على اهتمام مصر "ب" قطاع السياحة الثقافية والذي يصب في المصلحة المشتركة وأكد شكري أن هذه المذكرة يجب تفعيلها من خلال الرحلات السياحية بين البلدين عبر البواخر السياحية وربط الموانئ المصرية البرتغالية في البحر الأبيض المتوسط وأيضًا أهمية استعادة الخطوط الجوية بين البلدين.
وفي نطاق ما إذا كانت مصر والدول الأربع المقاطعة ستصعد الإجراءات ضد دولة قطر خاصة بعد الممارسات غير اللائقة التي مارستها قطر في انتخابات منظمة اليونسكو الأسبوع الماضي قال شكري إن الإجراءات ضد قطر على ما هو عليه وهي لم تتغير وأضاف أن هناك تنسيقًا نابعًا من المحافظة على أمن الدول الأربع القومي وهذا التنسيق دائم بين الأجهزة الأمنية ووزراء الخارجية في الدول الأربع والتي تفرض المقاطعة على قطر
وأضاف شكري أن المشاغل الـ13 وفقًا للمبادئ الـ6 المطروحة من الدول الأربع والتي هدفها حماية مواطنيها وأمنها القومي مضيفًا أن مصر تري أثار إيجابية على السياسات التي اتبعتها الدول الأربع على سوريا والعراق وفلسطين بعد نجاح المصالحة الفلسطينية مشيرًا إلا أن مصر تطمح لإعادة جني ثمار هذه الإجراءات وأن يأتي التفاعل من الجانب القطري بالموافقة على المبادئ والشواغل التي طرحتها الدول الأربع.
