الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تقرير دولي: "القاهرة" أخطر عواصم العالم على النساء.. تحتل المرتبة الأولى في التحرش.. وقومي المرأة: "لسه الدنيا بخير وسيدات مصر مقاتلات"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بينما تُطالعنا الصحف والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي بأخبار "فتاة المول"، صاحبة أشهر حادث تحرش قبل عامين في أحد المولات التجارية بمصر الجديدة عندما تحرش بها وصفعها شاب، والتى عادت منذ أيام قليلة بحادث تحرُش واعتداء جديد عليها من نفس الشاب بعد قيامه بإصابتها بإصابات خطيرة في وجهها.

طالعتنا الصحف العالمية بنتائج استطلاع لآراء الخبراء العالميين في قضايا المرأة أجرته مؤسسة "طومسون رويترز" مؤخرًا في 19 مدينة كبرى من مُدن وعواصم دول العالم المُختلفة، سألت فيه عن مدى حماية النساء من العنف الجنسي والممارسات الثقافية الضارة، وإذا ما كان لدى المرأة في تلك المُدن إمكانية للحصول على الرعاية الصحية الجديدة والتمويل والتعليم.
ووفقًا لنتائج الاستطلاع، فقد جاءت القاهرة كأخطر المدن الكُبرى على النساء بعدما أكدت آراء الخبراء المُشاركين في الاستطلاع أن القاهرة العاصمة من أسوأ مُدن العالم من حيث الممارسات الثقافية الضارة بالمرأة، وانتشار التحرُش الجنسي، فيما حلت "كراتشي"، أكبر المدن الباكستانية في المرتبة الثانية في الاستطلاع، تلتها "كينشاسا"، عاصمة الكونغو الديمقراطية، ثم "نيودلهي"، العاصمة الهندية.

وجاء تعليق أميمة أبو بكر، المؤسس المُشارك لمؤسسة المرأة والذاكرة، على نتائج الاستطلاع لتؤكد أنهنا ما زلنا نعمل في ظل دولة مُحافظة، وأنه من الصعب اتخاذ أي خطوات جذرية للتقدم في مجال المرأة وقوانين المرأة، فيما تؤيد الصحفية شهيرة أمين وجهة نظر أميمة قائلة: "نرى المرأة تُكافح في جميع الجوانب، حتى عندما تمشى في الشارع تتعرض للتحرش اللفظي والجسدي".
وفي المقابل حلت لندن في المرتبة الأولى من حيث أفضل المدن الضخمة للمرأة، بحسب استطلاع مؤسسة طومسون رويترز، حيث تتمكن النساء في العاصمة الإنجليزية، لندن، من الحصول على الرعاية الصحية بسهولة، وسط معدلات منخفضة من التحرش، والفرص الاقتصادية الجيدة.
والحقيقة أن استطلاع طومسون رويترز لم يكن الأول الذى يُشير إلى تعرض المرأة المصرية إلى ضغوط وممارسات ثقافية ضارة، ففي أبريل 2014 أشار أيضًا تقرير لمنظمة الصحة العالمية، وفق وكالة "فرانس برس" أن 99،3% من نساء مصر وبناتها تعرضن للتحرش، فيما أكدت دراسة أعدتها الدكتورة فادية أبو شهبة، الأستاذة في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، حيث إن 20 ألف حالة تحرش واغتصاب تقع في مصر سنويًا، 85% من الضحايا هم من الأطفال أغلب الجناة فيها من الدوائر المقربة من الطفل.
كما أنه فى مايو 2016، كشفت دراسة ميدانية، نتيجة جهد مُشترك بين صندوق الأمم المتحدة للسكان والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أن حوالى 2.5 مليون امرأة سيدة يعانين أشكالًا من التحرش الجنسي فى شوارع مصر، حيث إن أكثر من مليون و700 ألف يتعرضن للتحرش بمختلف أشكاله ودرجاته فى المواصلات العامة، ونحو 16 ألف فتاة من عمر 18 عامًا يجرى التحرش بهن فى المؤسسات التعليمية سنويًا.
فى المُقابل، أصدر المجلس القومي للمرأة بيانًا عُقب نشر نتائج تقرير "طومسون رويترز"، الذى صنف "القاهرة" كأكثر مُدن العالم خطرًا على النساء في 2017، حيث أوضح "القومي للمرأة" أن هذا الموقع بشكل قطعي وحاسم غير مقبول أو مبرر موضوعيًا وواقعيًا، وأشار البيان إلى أنه إذا ما أخذنا في الاعتبار معايير عقلانية تتأسس على الإحصاءات الرسمية الوطنية والدواية الموثقة والدراسات الجادة في مجال المرأة، خلافًا لما أتى به الاستفتاء من آراء انطباعية لمجموعة من المنشغلين بقضايا المرأة في كل من المدن المستفتي حولها، لم يزد عددهم عن (15) في كل مدينة ولم يفصح الاستفتاء عن معايير اختيارهم، سوى عن تصنيفهم في خمسة فئات وضعها تحت مسميات أكاديميين، وناشطي مجتمع مدني، وعاملين بالمجال الصحي، ومعلقين اجتماعيين وصانعي قرار.
وبحسب بيان "القومي للمرأة" فإن استفتاء "طومسون رويترز" يمكن تصنيفه على أنه "استفتاء إدراكي" ومن ثم هو يعتمد على مدركات من استفتاهم من "الخبراء" العشرين حول أربعة أسئلة في مجالات انتشار العنف الجنسي ضد النساء (التحرش والاعتداء الجنسي)؛ ورواج الممارسات الثقافة (التقليدية) الضارة بالنساء (ختان الإناث وزواج القاصرات وأزواج القسري وقتل المواليد الإناث)؛ والنفاذ إلى الخدمات الصحية (التحكم في الصحة الإنجابية ووفيات الأمهات)؛ وتوافر الفرص الاقتصادية (الحصول على الموارد، ملكية الأصول، والنفاذ إلى الخدمات المالية).

من جانبها، استنكرت الدكتورة رانيا يحيى، عضو المجلس القومي للمرأة، استطلاع مؤسسة طومسون رويترز، مؤكدة لـ "البوابة" أن النساء في مصر تمارس حياتها بشكل طبيعي، وأن مصر، فيما يخُص قضايا المرأة، تُعاني من وجود بعض الظواهر السلبية الموجودة في مُجتمعات كثيرة، منوهةً بأن الحكومة بكافة مؤسساتها، وعلى رأسها المجالس القومية المُتخصصة في مجال المرأة، يسعون إلى تغيير بعض القيم السلبية والأفكار المغلوطة والموروثات الخاطئة التى تُكرث الثقافة الذكورية في المجتمع المصري.
وتُضيف يحيى: "المرأة أصبحت قوية في مصر، لم تعد ضعيفة كما كانت فى فترات زمنية سابقة، وإن كنا نُعانى من تهميش المرأة في بعض القُرى والنجوع والأماكن الحدودية والأكثر احتياجا، ولكن هناك حراك حقيقي لتغيير كل الأنماط السائدة في المجتمع المصري التي تعمل على تهميش دور المرأة وإقصائها".
وتُشير "يحيى" إلى أن مصر تواجه تحديات كبيرة خلال الفترة الأخيرة، داخلية وخارجية، وأن بعض المؤسسات أو الأفراد يسعون لإيصال صورة للرأي العام العالمي بأن مصر مُحاطة بالمُشكلات والسلبيات، على عكس الحقيقة، مُختتمة حديثها: "البلد تشهد تطور ونهضة حقيقية على مستوى عدة مجالات، مُتمثلة في مشروعات قومية كُبرى كالعاصمة الإدارية ومشروع القضاء على العشوائيات في 2018، وأحيانا ما نجد تقارير تعود بنا إلى الوراء في ظل مراحل التنمية التي نشهدها".