السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"قَرْصِة" ضمير يا حكيم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم أكن أتخيله بهذه المراهقة السياسية، يستمتع بتصرفاته الضارة والخاطئة كالمدخن الذي يعلم أن التدخين ضار بالصحة ولكنه يستمتع بممارسته لتنتهي به الحياة في غرفة الإنعاش، يمارس ويواصل هَزَلٌه بلغة التوباكو" تبغ السيجار" الذي كلما انطفأ أشعله مرة أخرى، فَقَدْ فَقَدَ صوابه وبوصلة تفكيره ، بوضعه الدولة ورئيسها موضع الندية والكراهية ، رغم أنه مصري الجنسية.
وكما أن التدخين خطأ ممتع للمدخنين، فإن تصرفه باعتراض قوات حملة إزالة منزله المخالف وسبهم علنا ومنعهم من عملهم، وبوستاته الأخيرة عقب الإفراج عنه بوصفه للداخلية وزملائه من الصحفيين والإعلاميين منتقدي ممارساته الأخيرة بكلاب الفضائيات قائلا :شارون يحكم مصر، خاطئة ! ولكنها ممتعة لأنها تشعره بأنه المناضل الثورَجي الأوحدي التوحُدي القومي.
يشْتَعل عبثه ومَجَانَته بالتحليق خارج السياق الوطني بتحفيز أصدقائه ومتابعيه علي صفحة - فيس بوكه - بالاستمرار في نهجه تارة، ومؤازرته ومواساته لهدم منزله تارة ثانية ، وربما شحنه بأنه بطل في ساحة القتال من أجل الشعب تارة ثالثة ، أوهمته أنه سليمان" ابن شداد " " فتوة المعارضة " مخلص الشعب من النظام ، فشرع في إقتلاع جذور" لبيسة " قلمه ليرمي بحبره في مقال تحت عنوان" قرصة ودن " ، مقتنعا أن الشعب بأكمله متابع وراضي وخاضع وخانع ومسبح بكتاباته وبوستاته ولقائه الأخير على قنوات الإخوان التي تناصب العداء لمصر دولة وشعبا.
" قرصة ودن " ذلك المقال الذي كتبه في موقع " مصر العربية " عقب واقعة هدم منزله والإفراج عنه ، يشير فيه بأنه يدفع حريته ثمنا لمعارضته النظام ، وأن الدولة وعلي رأسها الداخلية تريد أن تحط عليه بالكذب والتلفيق لتبرير موقف الهدم ، وأنه أوقع الحكومة فى حرج بالغ ووضعها فى مصاف الحكومات المستبدة التى تتعامل مع خصومها من المعارضين بقوة الذراع ، كما يتعامل أى بلطجى فى سوق السلاح ووووو.... إلخ
يا عزيزي غير الحكيم في تصرفاتك وآرائك ! تتفاخر بمعارضتك الشريفة ، وأنه لا ناقة لك ولا جمل غير صالح المواطن والدولة ، وأنك ضد الفساد أو التسترعلي فاسدين أو مخالفين ، وعندما طالتك أيدي الحكومة في بنائك المخالف ،بدأت في الصويت والنبيح بالصوت" الحياني " ، ولم تكتف بذلك بل اعترضت قوات الهدم وقمت بسبهم وقذفهم مما استوجب القبض عليك وإحالتك للنيابة.
ولأنك ترى أنك فوق القوم ومن عليته فتخيلت شخصك فوق القانون والمساءلة، وأن الدولة ستتراجع عن إعمال القانون خشية صوتك العالي ومقالاتك ، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي سفينة حِساباتك الشخصية والصحفية ، فإنجرفت نحو شاطئ السب والقذف لكل مؤسسات الدولة وطال قلمك عن باطل كل من ساهم في تحقيق العدالة في التعامل مع مخالفين البناء ، فإن كان وصفك للحكومة بالمستبدة لإعمالها القانون فأهلا وسهلا باستبدادها.
تستعرض تفاخرا أن خبر القبض عليك حقق " تريند " علي السوشيال ميديا ، أتفق معك ليس من باب استعراض شعبيتك " كما تتخيل " بتضامن آلاف المواطنين والفضائيات والمواقع الإلكترونية ، ولكن لأن القبض عليك هو في حد ذاته خبر يستحق التوقف والتأمل ، فمن يملأ الشاشات بعبارات وشعارات العدالة وأعمال قوة القانون ، ولا للحكومات صاحبة الأيادي المرتعشة ، هو من بني بدون رخص وخالف القانون " أسمع كلامك أصدقك أشوف بناءك المخالف أستعجب ". رغم اعتقادي أن توقيت هدم منزلك المخالف خاطئ لقرار صائب؛ لأنه سنح لك أن تدعي بطولة زائفة على جسد النظام.
وفي الختام القبض عليك ليس " قرصة ودن " بل" قرصة ضمير" لكل من تسول له نفسه البناء في المخالف.