"لا تروق لنا حقيقة المصادمات بين الطرفين ونحن لا ننحاز لأحد الطرفين ضد الطرف الآخر، لكننا نحبذ أن يدخلوا فى مواجهات حول المحافظة الاستراتيجية"، هكذا حسم دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة موقف بلاده من دعم أكراد العراق من عدمه، هذا الموقف يؤكد أن هناك تخليًا واضحًا من قبل الأمريكيين عن أكراد العراق رغم مساندتهم الدائمة لأكراد سوريا
هذا التخلى لم يكن الأول من قبل الولايات المتحدة، فقد سبق وتخلت عنهم فى أزمتهم السابقة مع الرئيس الراحل صدام حسين، عندما شنت قواته هجومًا بالسلاح الكيماوى فى حلبجة.
وعلى جهة أخرى، بات الموقف الأمريكي متناقضا دون أي تنسيق رغم حسم ترامب للموقف، إلا أن السفارة الأمريكية في بغداد أعلنت عن دعمها لإعادة تأكيد سيادة العراق في كركوك، وذكرت في بيانها الذى أطلقته في هذا الشأن: "ندعم إعادة التأكيد السلمي على السلطة الفيدرالية بما يتفق مع الدستور العراقي في كافة المناطق المتنازع عليها"، وهو ما يتناقض تماما مع ما قاله الرئيس الامريكي.
وكان المتحدث الرسمى باسم رئاسة إقليم كردستان، أوميد صباح، قد ذكر الأمريكان بمواقفهم السيئة، وذلك فى بيان للرد على تصريحات وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، أول أكتوبر، حيث أكد الأخير أن بلاده ترفض استفتاء الانفصال، وتعتبره غير شرعى.
أوميد صباح، قال إن شعب إقليم كردستان "قدم الدعم باستمرار وصدق للولايات المتحدة الأمريكية وخصوصا فى الحرب ضد داعش وحرب إسقاط نظام صدام حسين" معبّرا عن ما وصفه بـ"الامتعاض الشديد" حيال موقف الوزير الأمريكى الذى قال: إنه كان على بلاده أن "تقدّر وتحترم إرادة شعب كردستان الذى صوّت وقرر الاستقلال".
وأعرب الناطق الكردى وقتها عن أمله فى أن تراجع الولايات المتحدة موقفها فى الأيام القادمة، لكن ذلك لم يحدث، بل صعد ترامب ليعلن عدم انحيازه.
