الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"أبو الهول واحد بس".. زاهي حواس: نظرية وجود تمثال آخر خاطئة

الدكتور زاهى حواس
الدكتور زاهى حواس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتبنى علماء آثار حول العالم نظرية تقول إن هناك تمثالا آخر لأبو الهول جنوب الطريق الصاعد لهرم خفرع مواز ومساو فى الحجم لأبو الهول الحالى ويستندون فى ذلك إلى لوحة الإحصاء المحفوظة بالمتحف المصرى والتى يُطلق عليها لوحة ابنة خوفو.
الدكتور زاهى حواس قال لـ«البوابة» إن اللوحة التى تصور أبوالهول مرتين رابضًا على مقصورته والملك «تحتمس الرابع» مصورًا أيضًا مرتين مقدمًا القرابين على هيئة «أبوالهول» ليست دليلًا كافيًا يُعبر عن الواقع، فالفن المصرى القديم اعتاد على تصوير أو عمل هيئتين أو تمثالين على جانبى المداخل والأبواب، سواء بالمجموعات الهرمية أو المعابد والمنشآت الدينية بصفة عامة.
وأضاف «حواس»: استشهد هؤلاء القائلون بوجود أبوالهول ثان باللوحة التى تمثل تتابع الليل النهار والتى نقشها المصرى القديم فى هيئة تل أيمن، وآخر أيسر، ويقف أمامها أسدان أحدهما يسمى «اليوم» ويبعث بكرة صغيرة من فمه إلى الأسد الواقف أمام التل الآخر، ويسمى الغد ويرون أن تفسيرها يؤكد وجود أسد «أبوالهول»، وهذا الأمر تخيلات غير منطقية، حيث يندفع غير المتخصصين إلى تخيلات وتأملات وهمية، ويقال إن مركبة الفضاء «اندى فور»، استطاعت فى ١٩٩٤ التقاط صور جوية أثبتت وجود جسم حجرى صخر مواز لـ«أبو الهول» وخلفه معبد الوادي، وفى نفس المكان المقترح من قبل لـ«أبو الهول الثاني»، وهو حسب المركبة الفضائية يقع على عمق ١٥ قدمًا عن سطح الأرض.
وتابع حواس: النظرية خاطئة وليس لها دليل أثرى يؤيدها، وهذا رأى علماء المصريات المتخصصين، ولوحة الإحصاء المعروفة بـ«ابنة الملك خوفو» ترجع للعصور المتأخرة وربما عصر الأسرة ٢٦ أو بعدها، وإن كان جاستون ماسبيرو، أشار إلى أن اللوحة نسخة من لوحة قديمة ترجع إلى عصر الأسرة الرابعة، وهو رأى ليس لديه ما يؤكده أو ينفيه، والمؤكد أن كهنة إيزيس كتبوا هذه اللوحة فى العصر المتأخر ليضيفوا قدما لمعبد «إيزيس»، وأضافوا معه «أبوالهول»، حيث تذكر نقوش اللوحة أن الملك خوفو عثر على معبد إيزيس وأبوالهول، وأن كلا من المعبد وأبوالهول كان موجودًا قبل عصر خوفو، وهنا لا يجوز لنا القياس والقول بأن مداخل المعابد وبواباتها كان يجب أن تقوم على حراستها هيئتان متقابلتان لتماثيل أبوالهول أو آلهة حارسه، حيث أن حالة أبوالهول فى الجيزة فريدة، فالتمثال لا يوجد أمام المعبد، بل العكس المعبد هو الذى يوجد أمام التمثال.
أما بخصوص قصة الصاعقة التى دمرت أبوالهول الثانى فقد ذُكرت فى لوحة «ابنة خوفو» واتفق علماء الآثار والجيولوجيون أن هذه الصاعقة قد تدمر الأشجار المعمرة التى كانت موجودة فى وادى الغزلان، ولا يمكن أن تُدمر تمثال منحوتا فى الصخر، وإذا كانت قد دمرت تمثال أبا الهول الثاني، فلماذا لم تدمر التمثال الحالي؟.
وتساءل حواس، إذا دمرت الصاعقة، التمثال الثاني، فهل تدمره تماما؟، فلابد أن تترك قاعدة أو جزءًا منه؟.