الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

نبيل زكي المتحدث باسم "التجمع": المراجعات وسيلة للخروج من السجون.. وأرفض استغلال الدين للوصول للحكم

نبيل زكي
نبيل زكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العنف وسيلة الجماعة الوحيدة للوصول للحكم وإخوان المغرب يعتمدون على أسلوب «التقية» 

شكك نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، فى مراجعات الإسلاميين التى تطرح من حين لآخر، مؤكدًا أن هذه المراجعات هى نوع من التكتيك السياسى للخروج من السجون فقط، ولا تعبر بحال من الأحوال عن رغبة حقيقية فى التراجع عن أخطاء الماضي. 
وأكد أن أعضاء الجماعة الإسلامية قبلوا بالمرجعات كثمن لحريتهم، بعد أن جرى تخييرهم بين الحرية والتراجع عن الأفكار والمعتقدات، مشيرا إلى أنهم عادوا إلى هذه المعتقدات بعد خروجهم من السجن مباشرة، ليؤكدوا أن طلاقهم للعنف كان طلاقًا رجعيًا.
■ بعد مرور ٢٠ سنة على مراجعات الجماعة الإسلامية كيف تقيم هذه المراجعات؟
- المراجعات جرت فى ظروف غير عادية، فالسجن ليس المكان المناسب الذى نناقش فيه الأفراد فى إفكارهم، ونخيرهم بين حريتهم والتراجع عن أفكارهم ومعتقداتهم، إذ كان أغلبية أعضاء الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد يريدون التخلص من السجن، ومن ثم العودة إلى الحياة السياسية مرة أخرى.
نسبة قليلة منهم أصروا على موقفهم، إلا أن الأغلبية قبلوا المراجعات بمبدأ برجماتي، وقرروا أن يكون إقرارهم لخطأ أفكارهم بصورة مؤقتة، تضمن لهم الخروج من السجون، ثم يرتدون إلى العنف والقتل والتكفير من جديد وتأسيس أحزاب وكيانات على أسس دينية لا تؤمن بالاختلاف وتقبل الآخر.
■ هل هى مراجعات أم تراجعات؟
- تراجعات، لأنهم كانوا يريدون الخروج من السجون بأى طريقة، وبالتالى لم يرفضوا عمل مثل هذه المراجعات، وزعموا أنهم تراجعوا عن أفكارهم فيما يتعلق بالعنف وحمل السلاح، لكنهم فور خروجهم من السجن عادوا إلى معتقداتهم، واتخذوا من العنف وتكفير الآخر منهجًا لهم.
■ بعض من قادة المراجعات ارتدوا عنها مثل «عاصم عبد الماجد»، فهل كان هناك توافق بين قادة المراجعات حولها؟ 
- أغلب القيادات الذين وافقوا على إجراء المراجعات، كانوا يتخذونها وسيلة للخروج من السجن والانخراط فى الحياة السياسية من جديد، وجماعة الإخوان تؤمن بأن العنف هو الوسيلة لتحقيق غرض الاستيلاء على السلطة، ويعلمون جيدًا أنهم إذا نجحوا فى خداع الجماهير لكى يحصلوا على أصواتهم ستكون هى المرة الأولى والأخيرة ولن يغادروا الحكم.
والرئيس المعزول «محمد مرسي» ركز جهوده طوال السنة التى تولى خلالها الحكم على «الأخونة»، فلم يترك موقعًا حكوميًا، إداريًا أو وظيفيًا، إلا وعين فيه أبناء جماعته، لكى يضمن تزوير أى انتخابات فى المستقبل.
■ هل يمكن أن تتراجع جماعة الإخوان عن أفكارها وارتباطها بالعنف مثلما فعلت الجماعة الإسلامية فى السابق؟
- الجماعة تأسست على أفكار ومبادئ معينة، وهذه الأفكار جزء من وجودهم، فهم وجدوا كى يعلنوا عنها ويطبقوها، ولن يرتدوا عنها مهما كان الثمن، فجزء من عقيدتهم أنهم لا يعترفون بالوطن ولا يعرفون الوطنية، ولذلك فإن أى محاولة لتغيير أفكارهم ستكون فاشلة ولن يسمحوا بها.
ومهما حاولوا خداع العالم بأنهم جماعة سلمية ولا تحمل السلاح، إلا أن العنف يبقى وسيلتهم الوحيدة للوصول إلى الحكم، وفى ظل هذه العقلية تنتفى أى احتمالية للتراجع عن معتقداتهم أو نجاح ما يطلقون عليه «المراجعات الفكرية».
■ هل يتعلق ذلك بنظرة الإخوان إلى أنفسهم على أنهم يمثلون الإسلام الصحيح؟
- الإخوان يعتبرون أنهم يمثلون السماء، ومن يعارضهم فهو يعارض السماء، ولذلك فهم لا يقبلون الاختلاف أو التنوع الفكرى والمواطنة، ولذلك فإن وجودهم يتعارض مع أى دعوى لإقامة دولة مدنية تخلو من العنصرية والتصنيف، ويكون العدل هو أساسها.
■ وهل ترى أن إخوان المغرب العربى يتميزون بقدر من المرونة عن نظرائهم فى الجماعة الأم؟
- إطلاقًا، فصيل الإخوان فى جميع الدول يتعامل بنفس الفكر والأساليب، ولكن الاختلاف يكمن فى أنهم يعتمدون على أسلوب «التقية» بمعنى أنهم يظهرون عكس ما يبطنون، فهم يتظاهرون كذبًا أنهم من أنصار الديمقراطية ويتعاونون مع باقى الأحزاب والفصائل وفق ما تقتضى مصالحهم. والحقيقة أن تلك الطريقة ما هى إلا تكتيك مؤقت للقفز على السلطة فى أقرب فرصة، خاصة أنهم يريدون حكمًا لا يزول مهما كان الثمن.