رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

فؤاد الدواليبي أحد قادة الجماعة الإسلامية في حواره لـ"البوابة نيوز": "الزمر" تراجع عن أفكارنا بعد حصوله على أموال قطرية.. والمراجعات حقنت دماء الجيش والشرطة والإسلاميين

فؤاد الدواليبى
فؤاد الدواليبى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«عبدالماجد» كان من المخالفين لبعض الآراء الفقهية وتخيل أنه يدافع عن السواد الأعظم من الجماعة

اعترف فؤاد الدواليبي، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن الإرهابى الهارب طارق الزمر تراجع عن مبادرة وقف العنف بسبب أموال ضخت له من قطر، مؤكدًا أن هذه المبادرة عصمت الكثير من دماء الجيش والشرطة وأبناء الجماعة الإسلامية التى كانت ستراق بسبب فهم خاطئ للدين.. وإلى نص الحوار: 
■ بعد مرور ٢٠ سنة على مراجعات الجماعة الإسلامية كيف تقيم هذه المراجعات؟
- مبادرة الجماعة الإسلامية من أنجح المراجعات التى تمت فى الحركات الإسلامية على مستوى العالم، وأغلب أعضاء الجماعة الإسلامية ما زالوا على العهد والمحافظة على المبادرة، فهى محفوظة فى قلوب وعقول وفكر أبناء الجماعة، ويكفى أنها عصمت دماء الكثير من أبناء الجماعة والجيش والشرطة، فهى مبادرة خرجت لله تعالى مبنية على شرع الله وسنة رسوله، ورأى أئمة السنة والجماعة، باستثناء بعض الأفراد الذين شذوا عن الجماعة وخرجوا عن القاعدة، وهؤلاء آراؤهم كانت معروفة من البداية، ولكنهم نزلوا على رأى الجماعة ولم يكونوا موافقين على كل المبادرة، ولكنهم كانوا موافقين على بعض الجزئيات، مثل أن تكفير الحاكم المسلم ليس من الشرع، ويحتاج إلى حجج وبراهين، وكذلك الخروج على الحاكم يؤدى إلى مفسدة كبيرة جدًا على الأمة والشعب والدولة.
■ البعض يرى أن عددًا من قادة المراجعات ارتدوا عنها وعادوا إلى العنف مرة أخرى، مثل «عاصم عبد الماجد» و«طارق الزمر»؟
- هم خالفوا المبادرة بالخطاب غير الوسطى فى رابعة العدوية، وهم أفراد لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، و«طارق الزمر» لم يكن له أى دور قيادى داخل الجماعة الإسلامية، فاعتاد الدخول فى الجماعات مثل جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية والخروج منهما، وهو كثير التنقل بين هذه الجماعات، لذلك يعتبر رجلًا غير ثابت فى موقفه، ولا يعتد برأيه. أما «عاصم عبد الماجد»، فكان من المخالفين لبعض الآراء الفقهية، ولكن كان مشترطًا عليه عدم الدعوة لرأيه داخل الجماعة، وتخيل أنه كان حاكم الدولة، ويدافع عن السواد الأعظم من الجماعة.
■ هل كانت مراجعات أم تراجعات؟
- الكلام أنها تراجعات للخروج من السجون غير صحيح، وهؤلاء لهم أغراض شخصية دنيئة، ونحن رددنا عليهم فى وقتها، وهذا الكلام لم يظهر إلا بعد فض اعتصام رابعة، وللأسف هذه الشائعات أطلقها الإعلاميون وبعض الأشخاص الذين تكلموا على أنها تراجعات من داخل الجماعة، وذكرناهم بمواقفهم أيام المبادرة التى تغيرت الآن، ولكن البعض اعتبروها تراجعات بعد ضخ الأموال لهم من قطر، وبدأوا يقولون إنها تراجعات وليس مراجعات، ومنهم «طارق الزمر» بعد أن قبض مبالغ طائلة من قطر، ورجع لمنهج التكفير الذى كان ينتهجه فى السابق. 
■ هل يمكن أن يتراجع الإخوان عن أفكارهم وارتباطهم بالعنف مثلما فعلت الجماعة الإسلامية لا سيما أن تاريخ الإخوان الذى يتخطى الـ٨٠ عامًا لم يشهد أى تراجع؟
- جماعة الإخوان تدور مع مصلحتها حيث دارت وليس مع الشرع، ولذلك لا أتوقع قيامها بعمل مصالحة حقيقية مثل التى قامت بها الجماعة الإسلامية، لأنها تنظر لمصلحة الجماعة قبل أى شيء، فعندما كنا فى عام ١٩٧٩ وبعد خروجهم من السجن حاولوا استقطاب شباب الجماعة الإسلامية، فتحدثوا أن لديهم جانبًا دعويًا وجهادًا وتأصيلًا علميًا لكى يقوموا باستقطاب شبابنا، وعمل فجوة بين القيادات الجامعية والشباب، فهم على استعداد للقيام بأى شيء من أجل مصلحة جماعتهم، وكانوا حريصين على القول بأن الجماعة الإسلامية هى جماعة عنف، وهو ما حدث بعد ثورة يناير، حيث استخدموا الجماعة الإسلامية وغيرها كفزاعة للجيش والشرطة، وللأسف الإخوان الآن تنتهج العنف ضد الجيش والشرطة رغم أنها كانت تنكر ذلك على الجماعة الإسلامية فى السبعينيات.
■ هل يتعلق ذلك بنظرة الإخوان إلى أنفسهم على أنهم يمثلون الإسلام الصحيح؟
- من الممكن أن يكون هذا هو السبب، فبعضهم يعتبر الجماعة هى الإسلام، والآن يقومون بتربية أبنائهم على كره الجيش والشرطة والدولة بسبب فشلهم فى الحكم.
■ هل تحتاج الجماعات الإسلامية اليوم إلى مراجعات فكرية جديدة؟
- طبعا، تحتاج إلى مراجعة أفكارها منذ سنين، ولا بد من عمل مراجعات أوسع فى العالم الإسلامي، والحركة الإسلامية كان يجب عليها عدم الدخول فى السياسية، لأن السياسية أثرت سلبًا على العمل الدعوى، فرجل الدعوة يجب عليه أن يكون بعيدًا عن الدخول فى السياسية، وكل ذلك ينطبق على الحركات الإسلامية.