الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة نيوز" تجري مواجهة بين "الجماعة الإسلامية" و"اليسار" حول المراجعات "ملف"

نبيل زكى وفؤاد الدواليبى
نبيل زكى وفؤاد الدواليبى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرغم من مرور 20 عامًا على المراجعات التي أجراها قادة الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد داخل السجون المصرية لنبذ العنف، إلا أن الجدل لا يزال مستمرًا حول حقيقة هذه المراجعات، وهل كانت عن قناعة من أصحابها، الذين أعلنوا مواقف مغايرة تمامًا لما كانوا عليه قبل دخولهم السجون، أم أنها كانت مجرد تكتيك فرضته الظروف الأمنية والسياسية في ذلك الوقت، يمكنهم من الفرار من خلف القضبان والعودة لممارسة حياتهم الطبيعية مرة أخرى؟
«البوابة» أجرت مواجهة بين اثنين من أبناء الحركة السياسية في تلك الحقبة. الأول هو فؤاد الدواليبي، أحد القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية، الذي لا يزال ثابتًا على مراجعاته ويرى أنها لم تكن وليدة لحظتها وظروفها، والآخر هو القيادي اليساري نبيل زكي، المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع، الذي يرى أن هذه الجماعات اختارت الموافقة على المراجعات عن غير قناعة منهم، لتضمن لهم العودة إلى منازلهم سالمين، مدللًا على ذلك بأنهم ارتدوا للعنف بمجرد خروجهم من السجون.


أحد قادة الجماعة الإسلامية: «الزمر» تراجع عن أفكارنا بعد حصوله على أموال قطرية
فؤاد الدواليبى: المراجعات حقنت دماء الجيش والشرطة والإسلاميين
«عبدالماجد» كان من المخالفين لبعض الآراء الفقهية وتخيل أنه يدافع عن السواد الأعظم من الجماعة
اعترف فؤاد الدواليبي، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن الإرهابى الهارب طارق الزمر تراجع عن مبادرة وقف العنف بسبب أموال ضخت له من قطر، مؤكدًا أن هذه المبادرة عصمت الكثير من دماء الجيش والشرطة وأبناء الجماعة الإسلامية التى كانت ستراق بسبب فهم خاطئ للدين.. وإلى نص الحوار: 
■ بعد مرور ٢٠ سنة على مراجعات الجماعة الإسلامية كيف تقيم هذه المراجعات؟
- مبادرة الجماعة الإسلامية من أنجح المراجعات التى تمت فى الحركات الإسلامية على مستوى العالم، وأغلب أعضاء الجماعة الإسلامية ما زالوا على العهد والمحافظة على المبادرة، فهى محفوظة فى قلوب وعقول وفكر أبناء الجماعة، ويكفى أنها عصمت دماء الكثير من أبناء الجماعة والجيش والشرطة، فهى مبادرة خرجت لله تعالى مبنية على شرع الله وسنة رسوله، ورأى أئمة السنة والجماعة، باستثناء بعض الأفراد الذين شذوا عن الجماعة وخرجوا عن القاعدة، وهؤلاء آراؤهم كانت معروفة من البداية، ولكنهم نزلوا على رأى الجماعة ولم يكونوا موافقين على كل المبادرة، ولكنهم كانوا موافقين على بعض الجزئيات، مثل أن تكفير الحاكم المسلم ليس من الشرع، ويحتاج إلى حجج وبراهين، وكذلك الخروج على الحاكم يؤدى إلى مفسدة كبيرة جدًا على الأمة والشعب والدولة.
■ البعض يرى أن عددًا من قادة المراجعات ارتدوا عنها وعادوا إلى العنف مرة أخرى، مثل «عاصم عبد الماجد» و«طارق الزمر»؟
- هم خالفوا المبادرة بالخطاب غير الوسطى فى رابعة العدوية، وهم أفراد لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، و«طارق الزمر» لم يكن له أى دور قيادى داخل الجماعة الإسلامية، فاعتاد الدخول فى الجماعات مثل جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية والخروج منهما، وهو كثير التنقل بين هذه الجماعات، لذلك يعتبر رجلًا غير ثابت فى موقفه، ولا يعتد برأيه. أما «عاصم عبد الماجد»، فكان من المخالفين لبعض الآراء الفقهية، ولكن كان مشترطًا عليه عدم الدعوة لرأيه داخل الجماعة، وتخيل أنه كان حاكم الدولة، ويدافع عن السواد الأعظم من الجماعة.
■ هل كانت مراجعات أم تراجعات؟
- الكلام أنها تراجعات للخروج من السجون غير صحيح، وهؤلاء لهم أغراض شخصية دنيئة، ونحن رددنا عليهم فى وقتها، وهذا الكلام لم يظهر إلا بعد فض اعتصام رابعة، وللأسف هذه الشائعات أطلقها الإعلاميون وبعض الأشخاص الذين تكلموا على أنها تراجعات من داخل الجماعة، وذكرناهم بمواقفهم أيام المبادرة التى تغيرت الآن، ولكن البعض اعتبروها تراجعات بعد ضخ الأموال لهم من قطر، وبدأوا يقولون إنها تراجعات وليس مراجعات، ومنهم «طارق الزمر» بعد أن قبض مبالغ طائلة من قطر، ورجع لمنهج التكفير الذى كان ينتهجه فى السابق. 
■ هل يمكن أن يتراجع الإخوان عن أفكارهم وارتباطهم بالعنف مثلما فعلت الجماعة الإسلامية لا سيما أن تاريخ الإخوان الذى يتخطى الـ٨٠ عامًا لم يشهد أى تراجع؟
- جماعة الإخوان تدور مع مصلحتها حيث دارت وليس مع الشرع، ولذلك لا أتوقع قيامها بعمل مصالحة حقيقية مثل التى قامت بها الجماعة الإسلامية، لأنها تنظر لمصلحة الجماعة قبل أى شيء، فعندما كنا فى عام ١٩٧٩ وبعد خروجهم من السجن حاولوا استقطاب شباب الجماعة الإسلامية، فتحدثوا أن لديهم جانبًا دعويًا وجهادًا وتأصيلًا علميًا لكى يقوموا باستقطاب شبابنا، وعمل فجوة بين القيادات الجامعية والشباب، فهم على استعداد للقيام بأى شيء من أجل مصلحة جماعتهم، وكانوا حريصين على القول بأن الجماعة الإسلامية هى جماعة عنف، وهو ما حدث بعد ثورة يناير، حيث استخدموا الجماعة الإسلامية وغيرها كفزاعة للجيش والشرطة، وللأسف الإخوان الآن تنتهج العنف ضد الجيش والشرطة رغم أنها كانت تنكر ذلك على الجماعة الإسلامية فى السبعينيات.
■ هل يتعلق ذلك بنظرة الإخوان إلى أنفسهم على أنهم يمثلون الإسلام الصحيح؟
- من الممكن أن يكون هذا هو السبب، فبعضهم يعتبر الجماعة هى الإسلام، والآن يقومون بتربية أبنائهم على كره الجيش والشرطة والدولة بسبب فشلهم فى الحكم.
■ هل تحتاج الجماعات الإسلامية اليوم إلى مراجعات فكرية جديدة؟
- طبعا، تحتاج إلى مراجعة أفكارها منذ سنين، ولا بد من عمل مراجعات أوسع فى العالم الإسلامي، والحركة الإسلامية كان يجب عليها عدم الدخول فى السياسية، لأن السياسية أثرت سلبًا على العمل الدعوى، فرجل الدعوة يجب عليه أن يكون بعيدًا عن الدخول فى السياسية، وكل ذلك ينطبق على الحركات الإسلامية.

المتحدث باسم «التجمع»: أرفض استغلال الدين للوصول للحكم
نبيل زكى: المراجعات وسيلة للخروج من السجون
العنف وسيلة الجماعة الوحيدة للوصول للحكم وإخوان المغرب يعتمدون على أسلوب «التقية» 
شكك نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، فى مراجعات الإسلاميين التى تطرح من حين لآخر، مؤكدًا أن هذه المراجعات هى نوع من التكتيك السياسى للخروج من السجون فقط، ولا تعبر بحال من الأحوال عن رغبة حقيقية فى التراجع عن أخطاء الماضي. 
وأكد أن أعضاء الجماعة الإسلامية قبلوا بالمرجعات كثمن لحريتهم، بعد أن جرى تخييرهم بين الحرية والتراجع عن الأفكار والمعتقدات، مشيرا إلى أنهم عادوا إلى هذه المعتقدات بعد خروجهم من السجن مباشرة، ليؤكدوا أن طلاقهم للعنف كان طلاقًا رجعيًا.
■ بعد مرور ٢٠ سنة على مراجعات الجماعة الإسلامية كيف تقيم هذه المراجعات؟
- المراجعات جرت فى ظروف غير عادية، فالسجن ليس المكان المناسب الذى نناقش فيه الأفراد فى إفكارهم، ونخيرهم بين حريتهم والتراجع عن أفكارهم ومعتقداتهم، إذ كان أغلبية أعضاء الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد يريدون التخلص من السجن، ومن ثم العودة إلى الحياة السياسية مرة أخرى.
نسبة قليلة منهم أصروا على موقفهم، إلا أن الأغلبية قبلوا المراجعات بمبدأ برجماتي، وقرروا أن يكون إقرارهم لخطأ أفكارهم بصورة مؤقتة، تضمن لهم الخروج من السجون، ثم يرتدون إلى العنف والقتل والتكفير من جديد وتأسيس أحزاب وكيانات على أسس دينية لا تؤمن بالاختلاف وتقبل الآخر.
■ هل هى مراجعات أم تراجعات؟
- تراجعات، لأنهم كانوا يريدون الخروج من السجون بأى طريقة، وبالتالى لم يرفضوا عمل مثل هذه المراجعات، وزعموا أنهم تراجعوا عن أفكارهم فيما يتعلق بالعنف وحمل السلاح، لكنهم فور خروجهم من السجن عادوا إلى معتقداتهم، واتخذوا من العنف وتكفير الآخر منهجًا لهم.
■ بعض من قادة المراجعات ارتدوا عنها مثل «عاصم عبد الماجد»، فهل كان هناك توافق بين قادة المراجعات حولها؟ 
- أغلب القيادات الذين وافقوا على إجراء المراجعات، كانوا يتخذونها وسيلة للخروج من السجن والانخراط فى الحياة السياسية من جديد، وجماعة الإخوان تؤمن بأن العنف هو الوسيلة لتحقيق غرض الاستيلاء على السلطة، ويعلمون جيدًا أنهم إذا نجحوا فى خداع الجماهير لكى يحصلوا على أصواتهم ستكون هى المرة الأولى والأخيرة ولن يغادروا الحكم.
والرئيس المعزول «محمد مرسي» ركز جهوده طوال السنة التى تولى خلالها الحكم على «الأخونة»، فلم يترك موقعًا حكوميًا، إداريًا أو وظيفيًا، إلا وعين فيه أبناء جماعته، لكى يضمن تزوير أى انتخابات فى المستقبل.
■ هل يمكن أن تتراجع جماعة الإخوان عن أفكارها وارتباطها بالعنف مثلما فعلت الجماعة الإسلامية فى السابق؟
- الجماعة تأسست على أفكار ومبادئ معينة، وهذه الأفكار جزء من وجودهم، فهم وجدوا كى يعلنوا عنها ويطبقوها، ولن يرتدوا عنها مهما كان الثمن، فجزء من عقيدتهم أنهم لا يعترفون بالوطن ولا يعرفون الوطنية، ولذلك فإن أى محاولة لتغيير أفكارهم ستكون فاشلة ولن يسمحوا بها.
ومهما حاولوا خداع العالم بأنهم جماعة سلمية ولا تحمل السلاح، إلا أن العنف يبقى وسيلتهم الوحيدة للوصول إلى الحكم، وفى ظل هذه العقلية تنتفى أى احتمالية للتراجع عن معتقداتهم أو نجاح ما يطلقون عليه «المراجعات الفكرية».
■ هل يتعلق ذلك بنظرة الإخوان إلى أنفسهم على أنهم يمثلون الإسلام الصحيح؟
- الإخوان يعتبرون أنهم يمثلون السماء، ومن يعارضهم فهو يعارض السماء، ولذلك فهم لا يقبلون الاختلاف أو التنوع الفكرى والمواطنة، ولذلك فإن وجودهم يتعارض مع أى دعوى لإقامة دولة مدنية تخلو من العنصرية والتصنيف، ويكون العدل هو أساسها.
■ وهل ترى أن إخوان المغرب العربى يتميزون بقدر من المرونة عن نظرائهم فى الجماعة الأم؟
- إطلاقًا، فصيل الإخوان فى جميع الدول يتعامل بنفس الفكر والأساليب، ولكن الاختلاف يكمن فى أنهم يعتمدون على أسلوب «التقية» بمعنى أنهم يظهرون عكس ما يبطنون، فهم يتظاهرون كذبًا أنهم من أنصار الديمقراطية ويتعاونون مع باقى الأحزاب والفصائل وفق ما تقتضى مصالحهم. والحقيقة أن تلك الطريقة ما هى إلا تكتيك مؤقت للقفز على السلطة فى أقرب فرصة، خاصة أنهم يريدون حكمًا لا يزول مهما كان الثمن.


خبراء: المراجعات مبادرات عشوائية غير جادة
«الشريف»: خيار تكتيكى للخروج من السجون و«أبو السعد»: اجتهادات فردية بلا قيمة 
أرجح خبراء ومراقبون فشل المبادرات التى تدعو إلى إجراء مراجعات فكرية، لعدد من الأسباب، أهمها عشوائية المبادرات وإطلاقها بشكل فردي، ولم تخرج من قبل التنظيم بشكل عام، بجانب عدم جديتها لكونها تتم فى غالب الأحيان أثناء وجود أصحابها داخل السجون، ومن ناحية أخرى يرى مراقبون أنها لا تزال مجرد إرهاصات تتطلب الكثير من الوقت لتكتمل، وبدوره قال الدكتور أشرف الشريف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: «إن أزمة مراجعات الإسلاميين تتمثل فى كونها «عشوائية»؛ حيث تتم بشكل فردى خارج الأطر التنظيمية، وبالتالى لا تؤتى ثمارها دائمًا، إضافة إلى أنها تتعلق بالجوانب الفكرية والسياسية بشكل كلي، ولا يجوز أن نسميها مراجعات فقهية، خاصة جماعة الإخوان التى لم تهتم طوال تاريخها بالجانب الفقهى والتأصيلي». 
ورجح الشريف جدية مبادرات البعض، مستبعدًا أن تكون مفتعلة لسبب تكتيكى غرضه الخروج من السجون، موضحًا أن المسجونين هم الأشخاص الأكثر تشددًا داخل التيارات الإسلامية. 
ومن ناحيته قال طارق أبو السعد المتخصص فى شئون حركات الإسلام السياسي، إن ما يثار حول إجراء مراجعات فقهية داخل حركات الإسلام السياسي، خاصة داخل صفوف تنظيم «الإخوان»، يبدو فى عمومه حديث غير جاد بالمعنى الحقيقى لفكرة المراجعات الفقهية، فهى بشكل مبدئى يتم تناولها من داخل السجون، وفى هذه الحالة تكون بغرض ما كطريق يمهد للإفراج عن المسجونين والمتهمين فى قضايا إرهابية.


وقال الباحث أحمد زغلول، المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية، إن فكرة المراجعات التى تقوم بها الجماعات الإسلامية ارتبطت بحدوثها فى السجون بصورة عامة لتظل أبرز إشكالياتها، هل هى خيار استراتيجى حقيقى تقوم به تلك الجماعات بإعادة النظر إلى الثوابت الفكرية وتأويلات العنف التى تبنتها، أم خيار تكتيكى للخروج من السجن؟ مشيرًا إلى التجربة الأشهر للجماعة الإسلامية فى مصر، التى مرت بفترة زمنية مهدت لها وساطات عدد من الدعاة المستقلين، لكنها لم تكتمل، ثم محاولة عدد من أعضائها ولم تنفذ قبل توافق جميع الأطراف على هذا المسلك؛ حيث تم توفير الكتب المطلوبة، والقيام بمحاضرات تثقيفية، ونقاشات فكرية فى أرجاء السجون، مع تحسين تدريجى فى ظروف السجن، وفرز الأفراد لمعرفة المقتنعين فعليًا بالأمر أم لا.


برلمانيون: قوة الدولة تجبر الجميع على الالتزام بالقانون
«جادالله»: المراجعات تمنع الصدام.. و«زيدان»: مرفوضة شعبيًا
اختلف نواب البرلمان حول إمكانية لجوء جماعة الإخوان الإرهابية إلى إجراء مراجعات فكرية لمنهج العنف والإرهاب، حيث رأى بعضهم أن هذه المراجعات أصبحت ضرورة ملحة فى ظل الأوضاع التى وصلت إليها الجماعة، بينما رفض آخرون هذه المراجعات، واعتبروها لا تحظى بالقبول الشعبى بعد سقوط الشهداء والضحايا.
وأكد النائب محمد إسماعيل جاد الله، عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، ضرورة لجوء جماعة الإخوان لفكرة المراجعات والمصالحة، مبينًا أنه لا يوجد عاقل درس الشريعة والدين إلا سيقول بذلك، فمن يريد مصالحه ومصالح دعوته ودولته لا يدخل فى صدام مع الدولة ويمارس الإرهاب فى مواجهتها.
وأضاف أن الناس لو قرأوا التاريخ وعرفوا كيف كان لدى الجماعة الإسلامية من الغرور؟ ثم بعد ذلك تراجعوا وانتهت بمصالحة بعد ذلك، كان الأجدى بهم أن يستفيدوا من عبر الماضي؛ فالمعتقلون السابقون الذين خاضوا التجربة فى الماضى كان من المفترض عليهم أن يبصروا الناس لكى لا يتم تكرار نفس الأخطاء.
وحول عدم الحفاظ على المراجعات السابقة ونقضها من قبل البعض، أكد «جادالله» أن أكبر ضمان للمصالحة هو قوة الدولة ومؤسساتها، فأى طرف سيعادى الدولة سيكون أضعف من كيانها ولهذا سيكونون هم الخاسرون فى حال عدم الالتزام بها، فيجب أن نبنى دولتنا ونحافظ عليها ونتعظ من حال الدول التى حولنا التى تنهار بينما لدينا مؤسسات مستقرة ومحليات ودولة قوية بها مؤسسات، ينبغى أن نسعى لتنميتها.
بينما أعرب النائب أحمد زيدان، عضو مجلس النواب عن حزب «حماة الوطن» والمنسق الإعلامى لائتلاف دعم مصر بالقاهرة، عن رفضه التام لجدوى فكرة قيام الجماعات الإرهابية بمراجعات، معتبرا أن القضية ليست ذات أهمية. 
وأضاف أن الشهداء الذين سقطوا والدماء التى سالت تجعل المسألة غير مقبولة، واصفًا جماعة الإخوان بـ«الإرهابية» وفقًا للقانون مما يجعل فكرة المراجعات فكرة مرفوضة تمامًا، مبينًا أن الأمر يخضع لحكم الرأى العام.


من جانبها شككت النائبة هالة أبوالسعد، فى صدق رغبة جماعة الإخوان فى عمل مراجعات لمواقفهم السابقة معتبرة أن الحديث عن المراجعات الآن من قبل عناصر الجماعة قد يكون هدفه الوحيد هو العودة للحياة الطبيعية والخروج من السجون واستخدامها كوسيلة للعودة إلى حياتهم الطبيعية والتخلص من القيود فيلجأون لاستخدام هذه الحيلة لهذا الغرض.
وأضافت فى تصريحات خاصة لـ«البوابة» أن التاريخ لا يكذب فهم يلجأون للحيل للعودة مرة أخرى وبشكل آخر، لافتة إلى أنهم إذا كانوا سينظمون مراجعات فالمجتمع سيرفضهم لأن ثقافة المجتمع تغيرت.
وعبرت أبوالسعد عن رغبتها فى أن ينبذ الإخوان العنف، ففى النهاية هم جزء من المجتمع، ولا مانع من أن تكون لديهم قناعات مختلفة فالمجتمع المصرى يتقبل الآخر، وهذه المرحلة تجبرهم على ضرورة نبذ العنف، بالرغم من أن تاريخهم يشهد بأنهم لم يلتزموا من قبل بأى شىء.