أخذ زوجها نجلها الأكبر وذهب به إلى الصعيد وتركها في غرفة بالطابق الأرضي هي وبنتيها الاثنتين بمفردهن، دون الإنفاق عليهن.
لم تجد الزوجة شيئا للإنفاق على نفسها وعلى بناتها غير أن تقوم ببيع المناديل والخضار مع والدتها المسنة في السوق، وغير ذلك قامت ابنتاها الاثنتان بالذهاب للعمل في أحد المصانع حتى تتمكنا من مساعدة والدتهما.
فجأة طرق الباب وفتحت الأم لتجد «أيمن» نجل زوجها، وطلب منها أن يمكث معهن في المنزل، لم تتردد «نادية» في قبوله برغم أنه نجل ضرتها، ولكن بعدما علمت أنها توفيت وأصبح الشاب يتيما وبلا مأوى، تبنته ليتربى في المنزل مع بنتيها، ورغم حالتها المادية السيئة؛ فإنها كانت تعطي له المال حتى يتمكن من الإنفاق على نفسه، وتركته ينام بغرفة النوم الوحيدة بالشقة، وتخلد للنوم هي وبنتاها في «الصالة»، ولكن لم تعلم أن آخرة المعروف أن تلقي حتفها على يديه.
بعد مرور ٢٠ يومًا من مكوث نجل زوجها معها، ذهبت ابنتاها إلى المصنع للعمل في الصباح الباكر، واستغل الشاب وجوده معها بمفردها في المنزل، وكانت «نادية»- المجني عليها- تقوم بغسيل الملابس، فقام الشاب بضربها على رأسها بعصا خشبية، ثم أخذ حبل الغسيل ولفه على رقبتها وخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
وقالت أم عمار لـ«البوابة»: كانت شقيقتي تذهب مع والدتي لبيع المناديل والخضراوات حتى تجني المال، وكانت والدتي تقسم الرزق بالنصف بينها وبين «نادية» التي كانت تصرف على بيتها وابنتيها، بعدما تركها زوجها وسافر إلى الصعيد، وجاء نجل زوجها من ضرتها المتوفية، وطلب منها المكوث معها في المنزل، ولما سألتها «أنتى هتقعديه معاكي يا نادية.. قالتلى حرام ده يتيم»، وبالفعل تركته يعيش معها، وكانت تعطيه المال للإنفاق على نفسه.
وأضافت الشقيقة «أم عمار»: تأكدنا في الوقت نفسه أن المتهم هو الذي قتلها؛ لأنه لم يأت إلينا وذهب لأولادها في المصنع لإخبارهم، على الرغم من أننا نقطن في العقار المقابل لعقار المجني عليها، ووجدنا آثار خدوش في يديه، ولما سألناه عن سببها؟ قال إنه كان يتشاجر مع أحد الأشخاص على المقهى، وعندما أسرعنا إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن مقتل «نادية»، جاءت الشرطة معنا ووجدنا المتهم هرب قبل أن تأتي الشرطة، ولكن تمكنت من ملاحقته وألقت القبض عليه واعترف بالواقعة.
ووجهت أسرة المجني عليها استغاثة إلى الدكتور عبدالرحيم علي، نائب مجلس الشعب عن دائرة الدقي بالعجوزة، بمساعدتهم في إعادة حق المجني عليها، وحق ابنتيها ومساعدتهما نظرًا لصغر سنهما، ولم يكن لهما عائل بعد وفاة والدتهما.
وكان المقدم «مصطفى خليل»، رئيس مباحث قسم شرطة العجوزة، تلقى بلاغًا، بالعثور على جثة ربة منزل، داخل منزلها، وعلى الفور، انتقل النقيب «عمرو الديباوي»، والنقيب «أحمد عادل»، معاونا المباحث، إلى مكان الواقعة، وتبين وجود جثة «نادية. م»، ٥٥ عامًا، ربة منزل، وبها آثار خنق حول الرقبة، وجروح في الرأس.
وبإجراء التحريات، تبين أن نجل زوجها وراء قتلها، وقام بلف حبل الغسيل حول رقبتها، وتمكنت القوات من القبض على المتهم ويدعى «أيمن. أ»، ٢٠ عاما، عاطل، وبمواجهة المتهم اعترف بالواقعة، وأقر المتهم خلال التحقيق معه، أنه ارتكب الواقعة بسبب خلافات عائلية نشبت بينهما، أثناء معاتبتها على سوء سلوك ابنتها؛ إلا أنها لم تصدقه، وتشاجرت معه، ونشب بينهما تشابك بالأيدي فخنقها حتى سقطت جثة هامدة.
وتحرر المحضر رقم ١٠٥٥٣ العجوزة لسنة ٢٠١٧ اللازم بالواقعة، وأمر اللواء هشام العراقي مدير أمن الجيزة، بإحالته للنيابة العامة لمباشرة التحقيق، والتي أمرت بحبسه ٤ أيام على ذمة التحقيق.
