فعالية هى الأضخم فى التاريخ السياحى الحديث، عندما يقف بابا الفاتيكان، بثقله ووزنه الدينى والدولي، ليعلن مصر بلدا آمنة سياحية تضاف لخريطة الحج المسيحي، حيث شارك يحيى راشد، وزير السياحة، على رأس وفد مصرى رسمى رفيع المستوى فى القداس الذى أقامه البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، الذى بارك خلاله أيقونة رحلة العائلة المقدسة فى مصر.
وقد ألقى البابا فرانسيس كلمة للحاضرين الناطقين باللغة العربية، رحب خلالها بالحضور، وخاصة بالوفد المصرى المشارك فى حضور القداس لمباركة الأيقونة الخاصة برحلة العائلة المقدسة، التى قدمت إلى أرض مصر، للفرار من بطش وظلم الملك هيرودس.
كما أشار البابا فى كلمته إلى أنه يتذكر بمودة «الزيارة الرسولية» لأرض مصر الطيبة ولشعبها الكريم، مشيدا بهذه الأرض التى وصفها بأنها «الأرض المباركة عبر العصور بدم الشهداء والأبرار الثمين، والتى عاش فوقها القديس يوسف والعذراء مريم والطفل يسوع والكثير من الأنبياء». واختتم البابا كلمته ببعض العبارات التى أكد خلالها أن مصر هى «أرض التعايش والضيافة.. أرض اللقاء والتاريخ والحضارة».
وقال يحيى راشد، وزير السياحة: «إن مباركة بابا الفاتيكان لإطلاق مسار رحلة العائلة المقدسة ودعوته الجميع لزيارة مصر، جاء تتويجا لجهود القيادة السياسية والحكومة لملف السياحة، وخاصة ما تقوم به من جهود لملف رحلة العائلة المقدسة». وأشار إلى أن بابا الفاتيكان أكد فى عظته أن مصر بلد السلام، مباركا رحلة العائلة المقدسة، وموجها بالحج إلى مصر بما سيكون له بالغ الأثر فى دعم ملف السياحة.
وتابع: «إن البابا كان سعيدا باللقاء، وأرسل تحياته لرئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء وشيخ الأزهر والبابا تواضروس»، مؤكدا العلاقة القوية التى تربط البابا بالرئيس، وأن النشاط الملموس الذى يقوم به الرئيس يلقى احترامًا وتقديرًا من العالم كله، وأن ما نجنيه اليوم هو نتاج لهذا المجهود الكبير.
وأشار الوزير إلى أن هناك تعاونا تاما بين جميع أجهزة الدولة لدعم السياحة، وأن هناك برامج ترويج خاصة برحلة العائلة المقدسة، وسيتم البدء بنقاط محددة من النقاط كمرحلة أولى، لافتا إلى جاهزية القطاع السياحى للعمل فى هذا الملف، وأنه سيتم تضمين مسار رحلة العائلة المقدسة فى برنامج حج الفاتيكان لعام ٢٠١٨.
وتابع: «إن الزيارة التى يقوم به الوفد المصرى بالفاتيكان تلقى تغطية إعلامية مكثفة من قبل وكالات الإعلام العالمية، فضلا عن كلمات بابا الفاتيكان الراقية التى تدعم وبكل قوة السياحة المصرية، وتحمل فى دلالاتها دعوات مباشرة للسائحين من جميع أنحاء العالم لزيارة مصر».
وأشار الوزير إلى أن كلمة بابا الفاتيكان كانت ممتازة، وتدعو إلى زيارة مصر الأرض المباركة عبر العصور بدماء الشهداء، باعتبارها أرضا للتعايش السلمى والحضارة.
من جانبه، أكد نادر جرجس، عضو لجنة تسويق مسار العائلة المقدسة، للشارع، أن الفاتيكان تخاطب ٢ مليار مسيحي، وإذا استهدفت مصر فقط نسبة ٠٠٠١٪ منهم، فهذا يعنى جذب ما يقرب من ٢ مليون سائح من جميع أنحاء العالم، ما يمكنه تعويض أسواق الكثير من الدول التى ما زالت تفرض حظرا على مصر، دون ما يبرر ذلك، مشيرا إلى أن السياحة الروحية هى نمط لا يرتبط بموسم ولا يتأثر بأحداث اقتصادية أو سياسية، بل يستمر التوافد فيه طوال العام.
وأكد أن إعلان مسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر، على لسان شخصية دولية رفيعة، مثل بابا الفاتيكان، وفى مؤتمر صحفى عالمي، سوف يكون له مردود قوى ونقلة نوعية للسياحة فى مصر، وهو ما يسعى وزير السياحة لإتمامه خلال زيارته لروما.
وقال: «إن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بصدد التوقيع على النسخة الأولى من كتاب «مسار رحلة العائلة المقدسة»، الذى أعده مركز الدراسات القبطية، بمشاركة الدكتور إسحق عرفان، أمين عام معهد الدراسات القبطية، ونادر جرجس عضو لجنة التسويق، ويطرح بثلاث لغات هي: «الروسية والإنجليزية والفرنسية»، وسيتضمن الكتاب المستندات والوثائق التاريخية والأثرية والكنائسية، حول تفاصيل الرحلة».
