الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الجوازة بمليون جنيه.. والشباب "هنقضيها لايك"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ارتفاع تكلفة تجهيز العروسة وراء عزوف الأهالى عن تزويج بناتهم 
100 جرام ذهب.. ومطبخ بـ40 ألف جنيه ومثلها أثاث وزفاف.. شرط الزواج فى الريف 

أرقام فلكية، من المهر إلى الشبكة وصولا إلى الأثاث، وعليها أصبح الزواج مجرد حلم يراود الشباب فى ظل التقاليد الغريبة التى تتفنن يوما بعد آخر فى المطالب الخاصة بجهاز العروسة، حتى أصبح شعار الشباب عن الزواج «يابخته اللى اتجوز وعدى منها»، نظرا للأرقام القياسية من آلاف الجنيهات التى ينفقها العروسان لإتمام الزواج، ربما تصل للمليون جنيه. 
ولقلة حيلة البعض عزف أغلبهم عن الزواج، والبعض الآخر تنازل عن بعض الاحتياجات ومستلزمات كانت تعد أساسية ضمن جهاز العروسين، لتسير مركب الحياة، فى حين تمسك البعض بالتقاليد البالية من حيث الإنفاق لآخر جنيه لزوم المظاهر الفارغة، حتى يتم الزواج فى ظل اكتمال كل المستلزمات بعش الزوجية، والتى ربما يمر العمر دون استخدامها من قبل الزوجين، فى حين يسدد الأهالى فاتورة الأقساط ما بقى من عمرهم، وبعضهم غارمون فى السجون. 
قالت عفاف محمد، ٣٤ سنة: «إنها تود الزواج برجل محترم يتقى الله فيها، وفى حال وجدت تلك المواصفات، ستتنازل عن جرامات الذهب، وتسانده ولن ترهقه بطلبات العروسة المعتادة، فيما أوضحت تخوفها من ثقافة الشباب وذويهم قائلة: «لو تنازلت عن بعض الأشياء المادية كالذهب والهدايا لتخفيف العبء عليه، من الممكن أن تقل قيمتى عنده وبين أهله، وهذا ما يدفعنى لإعادة تفكيرى مرة أخرى فى التنازل عن حق العروس». 
بينما أكدت الحاجة سعدية فتحى، ٥٥ سنة أم ٤ فتيات، خوفها من عدم قدرتها على شراء جهاز ابنتها الرابعة، بعد ارتفاع الأسعار الحالى، قائلة: «لى ٣ بنات تزوجن وقمت بتجهيزهن كما يجب وكان سعر الثلاجة حينها ٢٠٠٠ جنيه، لكن اليوم سعرها وصل ١٢ ألف جنيه والبتوجاز ٦٠٠٠ جنيه بعد ألف ونصف، ولم يكتمل جهازها»، وقالت: «هناك أهالى يقومون بتجهيز بناتهم بالقسط ولا يستطيعون سد الأقساط فيتعرضون للسجن، والغارمات يملأن السجون، وجارتى فى السجن بسبب شيكات جهاز بنتها». 
تقول رشا شوقى، والتى تبلغ من العمر ٢٢ عامًا، إن ظاهرة المغالاة فى تكاليف ومتطلبات الزواج أصبحت منتشرة عند الكثير من العائلات، وهذا الأمر تسبب فى انتشار عنوسة الكثير من الفتيات، مشيرة إلى أن المبالغ التى تنفق ببذخ على حفلات الخطوبة والذهب وأغراض العروس والملابس باهظة، ومن جهة أخرى إن كل ما يتم إنفاقه من أموال فى هذه التكاليف تتنافى تمامًا مع تعاليم الدين لأنها نوع من أنواع التبذير. 
وقالت نورهان جودة، تبلغ من العمر ٢١ عامًا، إن هذه التكاليف الباهظة وارتفاع أسعار السكن والمبالغة فى حفلات العرس هى سبب مباشر فى تأخر وتأجيل الكثير من الشباب لفكرة الزواج والإقلاع تمامًا عنها، وأشارت إلى أن هذه الأمور تمنع العديد من الشباب الراغبين فى تكوين حياة زوجية مستقرة وتكوين أسرة، كما أوضحت أنها كفتاة بالطبع لن تتنازل عن عدة أمور مهمة مثل فستان الزفاف الذى تحلم به كل الفتيات، وحفلة زواج فجميعها أشياء من أبسط حقوق أى فتاة، لكن دون المبالغة فى التكاليف والتحضيرات. 
بينما قالت حماس عصام، تبلغ من العمر ٢٢ عامًا، إن هذه الظاهرة أساسها تقاليد وعادات خاطئة من المجتمع، حيث تكونت هذه الفكرة غير الصحيحة عن الزواج وحفلات الأعراس والمهر والذهب والتى تسببت فى عنوسة الكثير من الفتيات، مؤكدة أن الزواج لا يقتصر على التكاليف والأموال ولكنه علاقة مستديمة ومقدسة لها مكانة كبيرة لا يمكن حصرها فى أموال وتكاليف. وتقول إسراء أشرف طالبة بكلية الآداب، إن تكلفة الزواج المتوسطة بالنسبة للفتاة تتكلف ما يقرب من ١٠٠ ألف جنيه، وذلك حتى لا تتم مضايقتها من قبل أهل الزوج عن طريق إخبارها بأنه تم تجهيز أختها بأجهزة كهربائية وأشياء أكثر منها، بالرغم من أنها ترى أن الماديات ليست الأساس الذى يستطيع بناء أسرة متماسكة تقوم مبادئها على الحب والاحترام، وتختتم قائلة: «الحياة أبسط من ذلك بكثير وفى الغالب تفشل العلاقات التى يتحدث فيها الأهل عن الماديات».