الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الزواج خارج الكنيسة في عيون رجال الدين.. الروم الأرثوذكس: الزواج المدني نعتبره «زني» .. والكاثوليك: التصريح تكون من الأسقف والمطران

القس مكاريوس فهيم
القس مكاريوس فهيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اختلفت الكنائس حول جواز إتمام الزفاف خارج الكنيسة، وبطرح السؤال على ثلاثة من الكنائس المختلفة، أثار جدلًا واسعًا حول إلزام الأقباط بإتمام طقوس الزواج داخل أسوار الكنيسة، وأمام الهيكل المقدس وبين المباركة الشكلية فحسب وشرعية الزواج.
وفي النصف الآخر من الكرة الأرضية، هناك من يقيمون الاحتفال بالزفاف على ضفاف البحار والأنهار، واختلفت وجهات نظر الكنائس الثلاث حول تلك الرؤية والشرعية، كنيسة الروم الأرثوذكس اعتبرت الزواج خارج الكنيسة «زنا»، والأرثوذكسية لا تجوزه إلا في حالة الاضطهاد.
والقلب المقدس الزواج عندها له طقوس لا بد من إتمامها سواء داخل الكنيسة، وإلى رد الكنائس:
قال القس مكاريوس فهيم، راعي كنيسة السيدة العذراء بمدينة بدر، إن الزواج المسيحي تقام طقوسه داخل الكنيسة، بينما في حالات خاصة تقام خارجها، وأضاف أن طقوس الزواج خارج أسوار الكنيسة كانت تتعلق بظروف أمنية للعروس أو العريس، أو لندرة انتشار الكنائس بين البلدان؛ مشيرًا إلى أنه أثناء اضطهاد الرومان، قبل دخول الإسلام، تعرض المسيحيين للاضطهاد وما تبعه من إغلاق للكنائس وصعوبة بناء كنائس جديدة، مما كان يدعو الآباء الأولين لتشييد الكنائس داخل المقابر، حتى لا يراها الجنود ولتلافي هدمها. 
وتابع مكاريوس، أنهم شهدوا صعوبات في الصلوات ما دعاهم لإقامة صلوات الأكاليل داخل المنازل الخاصة بأحد العروسين؛ مشددًا على أن الروح القدس يحل في أي مكان، لأنه روح الحكمة. 
واستطرد أن أحد الأساقفة حين وجوده داخل أسوار السجن لم يستطع أداة صلاة القداس، فوضع صينية الحمل وكأس الدماء على صدره، وبسؤال أحد المسجونين معه هل يجوز؟ أجابه إننى مذبح مستشهدًا بقول الرسول أنتم هياكل الله وروح الله ساكنة فيكم.
فيما قال الأب الدكتور أوغسطينوس موريس، راعي كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك بالزيتون، إن الزواج سر مقدس، أحيانًا يكون مرتبطًا بأداء طقوس القداس الإلهي، ويتضمن صلوات الإكليل، لافتًا إلى أن العروسين يفضلان المزج بين الإكليل والقداس الإلهى، ليبدآ حياتهما بالصلاة والاعتراف والتناول ما يضفي هالة روحية خاصة. 
وأضاف أنه في الحالات الخاصة كالاضطهاد وخلافه، يأخذ الكاهن المنوط له الصلاة، تفسيحًا أو تصريحًا من الأسقف أو المطران بأداء طقوس الزواج خارج الكنيسة، ولكن الطبيعي إتمام الزيجة داخل الكنيسة، لأنه ليس عقدًا اجتماعيًا فحسب. 
وتابع: أن الكنائس، التقليدية الكاثوليكية والأرثوذكسية، تحتاج لتصريح من الأسقف المسئول في الحالات الخاصة لإتمام الزيجة خارج الكنيسة، وليس الأمر مطلقًا بيد الكاهن، إنما يحددها الأسقف، وأحيانًا يكون على شاطئ البحر ويتمم الصلوات كاملة، ولكن ذلك يحتاج لتصريح من الأسقف وليس بهوى الكاهن. 
وأكد ضرورة وجود دواعٍ تستدعى أداء طقس الزيجة خارج الكنيسة، تكون مقبولة، منوهًا إلى أن الكنيسة دورها فى الزيجة شاهدة بيننا، الزوج والزوجة هما الخادمان الأساسيان في السر، أما الكاهن فدوره صلة قانونية، وأن الله مبارك الزواج.
فيما يرى المطران نقولا أنطونيو، مطران طنطا، المتحدث باسم بطريركية الروم الأرثوذكس، أن الزواج خارج أسوار الكنيسة غير مقدس وتعتبره الكنيسة زنا.
وقال: إن القديس أغناطيوس الأنطاكي خلال القرون الأولى للمسيحية شدد بأن الزوج يتم بمباركة الكنيسة، ويسجل في الدولة حسب القانون الروماني. 
مشيرًا إلى أن الكنيسة خلال عهد قسطنطين الكبير بدأ تسجيل عقود الزواج بالدولة، وبعد إعلان الدولة الرومانية الديانة المسيحية أساسًا بها بات إتمام طقس الصلاة داخل الكنيسة أمرًا أساسيًا.
وردًا على من يقولون إنه لم تكن هناك طقوس ومراسم الزيجة بالكنيسة حتى القرن الـ١٢ قال: "لا تصغروا الكنائس وارجعوا لما قاله القديسون والآباء الأوائل".