الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تليفزيون البوابة

"الحرانية".. الفنان انشأها.. والخيال مهنتها.. والتميز مبدأها

 المعماري المصري،
المعماري المصري، رمسيس ويصا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هنا في محافظة الجيزة، وتحديدًا في قرية الحرانية، وضع المعماري المصري، رمسيس ويصا، بذور الفن والإبداع والتميز، لتنمو وتزدهر أوراقها كلما مر عليها الزمن، 60 عامًا مضت ولا زالت قريته أحد أهم مراكز صناعة السجاد اليدوي في الشرق الأوسط، ربما يظن البعض أنها مبالغة، عندما يكتشف أن المعارض العالمية تتنافس على تلك القطع الفنية، التي نسجتها أنامل البسطاء من أرض مصرية.
في مركز "ويصا واصف للفنون"، يعمل أكثر من 30 عامل وعاملة، من أهالي القرية، في صناعة السجاد اليدوي، الجميع منهمك، في نسج خياله على أنوال خشبية، يتنافسون للخروج بتحفة فنية، تتفوق على التحف السابقة، "لا يوجد كتالوج، ممنوع التقليد.. التميز والإبداع فقط"، من هنا رأى "رمسيس" أن ما يحتاجه الأطفال هو التشجيع، ومساعدتهم لإخراج أفكارهم على أرض الواقع.
يعود تاريخ المركز، كما يروي مديره المهندس إكرام نصحي، خلال حديثه لـ"البوابة نيوز"، إلى عام 1952، عندما قرر المهندس "ويصا"، رئيس قسم العمارة في أكاديمية الفنون الجميلة، إنشاءه، بمساعدة زوجته، بهدف الإبداع والتميز، واستغلال العقلية الخام، للأطفال قبل، أن تتلوث بمرور السنوات دون استغلالها، حيث تعتمد الفكرة، على تشغيل عقلية الطفل، وتنمية أفكاره، بتمكينه من رسم لوحه فنية، خالية من التوجهات، مصدرها خياله.
وتابع "نصحي": "استهدف المركز، تشغيل البنات، والسيدات المهدر قيمتهم العملية، تحت اساسيات ومبادئ، أهمها أن خيال الطفل وحده هو الصانع للوحة، واستغلال طاقات الإبداع داخل كل منهم، لم تطوله متغيرات الزمن، فكان الاعتماد على الأطفال في أعمار الـ 10 سنوات، لتكون البداية مع الجيل الأول 15 طفلًا وطفلة، من داخل القرية، ووقع اختياره على النسيج، لتنفيذ الإبداع، بتنمية قدارتهم عن طريق الرحلات وزيارة الاماكن الطبيعية، كونه أكثر تعقيدًا، والأهم أنه مستوحي من الطبيعة".
وعن أعمار العمالة الحالية، قال مدير مصنع "ويصا": "يوجد الأن أكثر من 30 عامل وعاملة، أقل عمر بينهم 35 عامًا"، وبالنسبة للخيوط المستخدمة في صناعة السجاد، نوعان: الأول صوف الخراف المحلية والثاني: الخيوط القطنية، وبدأ الحرير في اقتحام الصناعة، وعن الأدوات المستخدمة فهي، "النول"، وهو عبارة عن شكل من الخشب لتثبيت الخيوط عليه، ممكن يكون مربع ومشط لتشكيل الخيوط والتحكم فيها.
واستخدم المركز فنون مختلفة ومتنوعة، دائما، جميعها قائمة علي الخيال والإبداع، دون النظر إلى أي لوحات أو رسومات بعينها، ويستغرق الانتهاء من صناعة سجادة، من 4 إلى 6 أسابيع، كما يصل في بعض الأحيان إلى سنة كاملة، ويتوقف على حسب شكل السجادة، والمرسوم عليها، وأيضا المقاس، كما شارك المركز من قبل في أكثر من 135 معرضًا على مستوى العالم، كما لقب بـ"الهرم الرابع".
وعن سوق وأماكن توزيع السجاد، يقول: "قبل ثورة 25 يناير، كانت الدنيا تمام، وأغلبها قائم على مشتريات السياحة، وبعدها أصبحت الأمور أكثر صعوبة، بعد غلق أماكن عديدة، وابتعاد العمال عن المهنة، بعد تدني المردود المادي، ولكنها تظل مستمرة بنفس درجة الجمال والتميز.
"أيوب الحرانية"؟
توفي رمسيس ويصا، عام 1994 عن عمر يناهز، الـ 63 عامًا، أثر ذبحة صدرية مفاجأة، وكان قد سافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته للعمارة، وحصل على دبلوم في العمارة عام 1936، ثم عاد إلى مصر للعمل في كلية الفنون الجميلة كأستاذ للفنون وتاريخ العمارة، وأشتهر في قريته، بلقب "أيوب الحرانية".