السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

سميرة أحمد لـ"البوابة نيوز": ملابسي "ما تغلاش" على مصر.. محبة الناس سر حياتي.. حرس الرئيس منعني من السلام عليه.. فجاءني بنفسه

الفنانة سميرة أحمد
الفنانة سميرة أحمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هى امرأة من زمن الحب، وطنيتها تصل إلى حد النخاع، يعشقها كل من يقترب منها، تمثل الأم فى كل بيوت مصر، توزع الشهامة والابتسامة الرقيقة على كل من يعرفها، حوارها مع «البوابة» له مذاق خاص بالفعل.. إنها الفنانة الكبيرة «سميرة أحمد»، التى تعيش حالة خاصة من نوعها، وجاءت كلماتها بعيدة عن انسجامها بالفن، حنينها الجارف للحديث عن بلدها مصر التى تعشق ترابها بجنون، ومشاعرها عندما قررت التبرع بفساتينها إلى صندوق تحيا مصر، وبالطبع هذا ليس غريبا عليها فهى تمثل «قطار الرحمة» فى زمن قلت فيه الإنسانية والرحمة وطوال حديثها لم تفارق الابتسامة وجهها، ففتحت قلبها لنا فكانت معها هذه المعايشة.
اختفت كثيرا عن الشاشة، إلا أنها استطاعت أن تحافظ علي الاستمرار والتواجد مع كل الأجيال السابقة والحالية، بوجودها على القمة وسط نجوم مصر والوطن العربى، وهذا ما دفعنا لسؤالها عن سر هذه الاستمرارية والتنوع، فأجابت وابتسامتها المعهودة لا تفارق وجهها: ياااه.. تضعين يدك على جزء بداخلى لم أتحدث عنه من قبل.. ثم استكملت قائلة: بصراحة شديدة فإن استمراريتى وتنوعى مع كل الأجيال لم تكن مقصودة أو قمت بها عن قصد، فحب الناس لى هو الذى يجعلنى أتنفس وأعيش. فجمهورى هو الترمومتر الخاص بى الذى أقيس به مدى نجاحى من عدمه وعندما أتواجد فى أى مكان مثل النادي، وأجد تجمع الناس فلا تتخيلين مدى سعادتى، فتصبح حالتى النفسية مرتفعة إلى عنان السماء، فمحبة البشر لى لا تساوى كنوز العالم. 
وخلال الحوار جلست إلى جوارها صديقة تعتبرها من أقرب الأصدقاء تدعى «فاطمة» ثم نظرت إليها سميرة مستشهدة على حديثها بها وسألتها: «مش مضبوط اللى أنا قلته» ثم ردت الأخرى: «بالتأكيد دون شك». وتابعت «سميرة» حديثها والدموع تسبقها: عندما يلتفت الناس حولى وأرى محبتهم أقول لنفسي: «هل من المعقول أن أحظى بكل هذا الحب؟»، أما على المستوى الفني، فتواجدى إلى هذه اللحظة ومحافظتى على تاريخي، يعود إلى اختياري، فأنا منذ دخولى هذا المجال حتى هذه اللحظة أحاول جاهدة أن أقدم أعمالًا مختلفة تناسبنى لكى أترك بها بصمة لدى جمهورى وليس لها علاقة بالسن، ففى بدايتى عندما كنت صغيرة قدمت أدوارا أكبر من عمرى، وكان هذا لا يفرق معى. وعلى سبيل المثال قدمت دور «امرأة عجوز» وكنت جدة فى الفيلم رغم أن عمرى الحقيقى أربعة وعشرون عامًا فقط، ولكن كان ذلك ليس المعيار أمامي، فما كان يشغلنى وقتذاك هو أن أقدم أدوارًا متميزة، كما أن كل الشخصيات التى قدمتها على مدار تاريخى كانت علامة فارقة فى تاريخ السينما وتركت أثرًا.


حكايتى مع الصعايدة
سألتها: هل نشأتك فى الصعيد كان لها تأثير عليك فى تقديمك للأدوار؟.. فأجابت برقتها المعتادة:
من الممكن أن يكون الصعيد له تأثير علي، وأعتقد هو إحساس بداخلى متواجد ولم يفارقنى قط، فأنا بالفعل صعيدية من مواليد أسيوط، ووالدتى من المنيا وأتذكر عندما قدمت مسلسل امرأة من زمن الحب، كانوا يريدون استضافتى لتجسيدى شخصية أثناء أحداث العمل، وأنا مقيمة فى المنيا، فشخصيتى الحقيقية الصعيدية أثرت على أدائى بالطبع فى المسلسل. وقبل أن أطرح عليها باقى أسئلتى صمتت قليلًا، وعادت إلى الوراء وظلت تنظر حولها بنظرات توحى بحنين جارف للتحدث عن شيء بعينه ثم من تلقاء نفسها قالت نصًا: «سافرت وتجولت فى العديد من البلاد العربية والمصرية، ولكن لا تتخيلين حبى لهذا البلد، فعشقى لمصر فوق الجميع لدي».. وصمتت مرة أخرى. 


مصر أغلى من ملابسى 
وهنا كانت النقطة الفاصلة فى الحديث للانتقال بها إلى منطقة أخرى تمامًا. وهى الحدث الأهم فى حياة الفنانة الكبيرة وهو تبرعها بملابسها فى المعرض الذى نظمته بالتعاون مع صندوق تحيا مصر بنادى الجزيرة الرياضي، لعرض مجموعة من الملابس والمقتنيات التى سبق أن ارتدتها فى عدد من الأفلام والمسلسلات التى قامت ببطولتها على مدار مشوارها الفنى، وتبرعت بقيمتها لصالح الصندوق فقالت: هذا أفضل شىء قمت بفعله.. ثم استكملت: لقد قررت أن أقوم بهذه الخطوة لأن ذلك أقل شيء أقدمه إلى بلدى الحبيبة «مصر» وهذا لا يساوى شيئا أمامها، لقد قمت بالتبرع فى هذا التوقيت وشهر أكتوبر خصيصا لأنه شهر الانتصارات، وبسؤالى لها متى جاءت الفكرة ومن أين قالت: هذه الفكرة لم تكن وليدة اللحظة، وكانت تراودنى منذ فترة كبيرة، خاصة عندما شاهدت الرئيس عبدالفتاح السياسى تبرع بنصف ثروته إلى مصر، وأول شخص تحدثت معه بعد ابنتى «جليلة» وقالت لى «برافو يا ماما»، وبالطبع لا أعتبر واحدا فى المليون من الذى قام به رئيسنا العظيم، ولذلك أردت أن أسير على خطاه فهو أفضل مثال حى للعطاء والوطنية، فمن حبى لوطنى والجيش كنت أريد أن أقدم أى شيء ويعتبر رد جميل بسيطًا من جانبى لما قدمته لى عبر تاريخى الفنى الكبير.
وأضافت: لا بد أن نساند السيسى ونقف بجواره حتى مسلسلى القادم الذى أعود به إلى الساحة الفنية بعد غياب سنوات عديدة اسمه «بالحب هنعدي» وأطلب من الجميع أن ينتبهوا جيدا إلى اسم المسلسل ومغزاه، وهو أنه بالحب فقط تمر أى أزمة أو موقف، ومن هنا جاءتنى الفكرة، وأريد أن أوضح شيئًا بعد أن اختلط الأمر على كثيرين، فأنا لم أقم بعمل مزاد مثلما أشاع البعض، بل تبرعت بجميع ملابسى ولم يكن أحد مشتركًا معى فيها، ولم أبخل بأى فستنان قط أمام حبى الجارف لمصر، ومهما كانت ملابسى ومقتنياتى عزيزة عليّ، لم تعز على مصر وتبرعت بالفساتين التى قدمت بها أشهر أفلامى من أول فيلم «البنات والصيف» إلى «الخرساء». 
وأضافت: هذه الفساتين ظللت أحتفظ بها طوال عمري، خاصة «جلباب» الشيماء لأن فيلم «الشيماء» ودورى فيه يعتبر من أكثر الأدوار تأثيرًا وقربًا إلى قلبى، وكثيرون طلبوا منى جلباب الشيماء، وأذكر أنه بعد هذا الفيلم انتشر اسم شيماء كثيرا وقاموا بتسمية عدد كبير من الفتيات به. وقالت: الفن رسالة وأريد أن أصبح قدوة لغيرى من الفنانين ورجال الأعمال، والحمد لله حضر الاحتفالية العديد من الشخصيات العامة وشرفت بوجود غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي، والسفير أحمد قطان سفير المملكة العربية السعودية، وعزة قورة مدير إدارة الاتصال وتنمية الموارد المالية بصندوق تحيا مصر، والكاتبة فاطمة ناعوت، والعديد من أصدقائى من سيدات المجتمع، وهذه ليست أول خطوة لى فى التبرعات فقد قمت سابقًا بتصوير إعلان للأعمال الخيرية دون أجر. 


لقاء «السيسى»
التقت الفنانة الكبيرة سميرة أحمد مع الرئيس عبدالفتاح السيسى أكثر من مرة، ودار بينهما العديد من الأحاديث، هذا ما دفعنا لسؤالها عن أبرز الكواليس التى حدثت ودارت بينهما.. فقالت بسعادة كبيرة: سوف أقص لك كل شيء بصراحة وصمتت، ثم نهضت ووقفت، ثم جاءت بعدد من الصور تجمعها به وقالت: هذه الصورة التى أتحدث عنها الآن كنت فى إفطار معه فى رمضان قبل الماضي، ووقفت معه وتحدثت عن أخى الشهيد الذى كان معه فى الصاعقة، وظل يسمعنى بإنصات، دون أن يقاطع حديثى قط والصورة الأخرى هذه تحدثت معه قليلا وقلت له: «أريد طلبًا منك سيادة الرئيس، نظرة منك إلى الفن يا ريس»: وبالفعل أنا أرى أنه رجل يقدر الفن والمرأة جيدا ودائما يقول لنا فى مجالسنا معه: «خلى بالكم على أعمالكم»، وهذه هى رسالته الرئيسية إلى فنانى مصر.


خناقة مع الحرس 
وفى أحد اللقاءات كان مجموعة من المعاقين، وكنت فى مكان قريب فى نفس اللقاء، وأردت أن أسلم عليه، ولكن الحرس الخاص به كانوا يقفون حاجزا بينى وبينه، فقمت من مكانى وتحدثت مع اللواء، فقال تفضلى ولكن الحرس منعنى وقالى لى من المحال أن تذهبى إليه وقلت له نصًا: «أنا أريد أن أسلم عليه فقط فلماذا تمنعنى»، ثم رد: هذه تعليمات، فرديت عليه: «أنت تقول هذا لى وأؤكد لك حين يعلم أننى واقفة له سوف يأتى إلى لكى يسلم علي بنفسه وسوف تري»، فتركته وقمت بمناداة الرئيس من بعيد وعندما شاهدنى قام وقف من على الكرسى وجاء بنفسه، ثم استكملت وقال: «شرفتينا، شرفتينا الله يخليكى لنا أسعدتينا»، ثم تحدثت إليه: «أنا التى تشرفت وأنت تشبه أخى الشهيد وكل ما أراك أتذكره جيدا»، ثم ذهبت إلى اللواء بعدها وداعبته: «قولتلك إيه أن أول لما يشوفنى هيجيلي».
وتابعت ضاحكة: «أنا لم أترك حقى»، وهذه الصور التى أعطيتها لك نشر من قبل بعض منها فى المواقع، وليس عن طريقى إنما عن طريق الرئاسة، قاطعتها: هل ترين أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يعتبر من أكثر الرؤساء الذين يهتمون بدور الفن؟ أجابت: لا أستطيع أن أقول هذا بالضبط، ولكن السيسى يعى دور المرأة جيدا، ويقدرها وكل شخص له ظروفه وزمانه وحساباته، وأيضا أنا أحب قرينة الرئيس للغاية، وهى إنسانة على خلق ولها موقف عظيم مع الفنانة الكبيرة نادية لطفي، وفى أزمتها الصحية الحالية تسأل عليها دائما، وذهبت بنفسها إلى المستشفى لكى تطمئن عليها، وفى أحد اللقاءات توجهت بالشكر لها وقلت لها: نحن نحبك كثيرًا وأشكرك نيابة عن فنانى مصر، فقامت باحتضاني، فالفن أراه عمودًا من أعمدة مصر، ولولا الفن لم تكن تعرف الشعوب بعضها قط.




السيسى رئيس للأبد 
سألتها عن رأيها فى الانتخابات الرئاسية القادمة.. فأجابت بحدة شديدة: أنا مع الرئيس عبدالفتاح السيسى قلبًا وقالبًا، ومع وجوده، وأتساءل: من الذين يرون أنفسهم أفضل منه؟ فأنا ضد الذى يتحدث فقط دون أن يدري، أما الذين ينادون بالفريق أحمد شفيق بصراحة شديدة فى عصر الإخوان، أنا لم أختر محمد مرسى وقمت بانتخاب شفيق، ولكن أرى أن السيسى رجل عظيم ولا يعوض، فهو فى فترة وجيزة للغاية قدم العديد من الإنجازات التى لا تحصى، وأندهش كثيرًا وأتعجب من بعض الأشخاص الذى لا يشعرون به، وبما يفعله وهذا شيء محال، لأن هذا الرجل وضع روحه على كفه، ويكفى أنه تبرع بنصف ثروته من ماله الحر عندما تولى إدارة البلاد.