نرى دائمًا هجوما بلا سند، من آن لآخر على لحظاتنا المضيئة؛ وهذا ما فعله الروائى وخبير المخطوطات د. يوسف زيدان، عندما تحدث بحلقة مذاعة مساء السبت من برنامج «كل يوم» مع الإعلامى عمرو أديب، عن تلفيق قصة عرابى بالمناهج الدراسية، واصفا زعيم الثورة بـ«الفأر» الذى لم يشاهد الخديوى فى حياته، ومتهما إياه بالتسبب فى ضياع البلد واحتلالها ٧٠ عامًا، فهو رجل عامل «غاغة»، ولا يملك شيئا وعايز يحكم. يأتى ذلك رغم الشهادات الموثقة عن ثورة عرابى ودورها الوطنى، وفى أرشيف الصحف حديثًا عن تلغراف أرسله السير «كولفن» المراقب البريطانى لوزارة الخارجية يؤكد أنه عدل عن آرائه فى الحركة المصرية، والتى اعتقد فى الماضى أنها روح استياء فى الجيش فقط، ثم تبين أن ذلك غير صحيح، داعيا بعدم اتخاذ خطوات عدائية لمقاومتها، كما شهد الأمير كامل، وهو أحد أعضاء الأسرة الخديوية، بأن عرابى كان وطنيا بمعنى الكلمة، وقالت الأميرة نازلى- كما نقل عنها الكاتب أنور زقلمة بمقاله المنشور ١٩٣١: إن عرابى كان أول وزير وطنى جعل الأوروبيين يحترمونه، ووقال المؤرخ عبدالرحمن الرافعى، عن «وقفة عرابى أمام الخديوى: «غصت أطراف الميدان بالجموع الحاشدة من الناس، الذين جاءوا ليشهدوا هذا المنظر». وقال صلاح عيسى الذى وضع كتابا مهما عن «الثورة العرابية»: إن تكرار مزاعم المعادين للثورة من أمثال اللورد كرومر أمر مريب، مؤكدا أن هذه المزاعم تم الرد عليها بالوثائق.
