الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"الإنيادة".. قصيدة إيطاليا التاريخية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الإليـاذة".. ليست كتابًا سماويًا، وإنما كتبها "هومير" الشاعر الأعمى الذي سكن حكايا الأجداد اليونانيين.. ارتقى شأنها حد الأفلاك، وعلا ذكرها بين البشر منذ ثلاثة آلاف عام وحتى اليوم.
تحكي الإلياذة عن حرب طروادة، وواقعة الحصان الذي تسلل به جيش "أجاممنون" بقيادة "أخيل" ليأخذ بثأر أخيه من أبناء "بريام"، والذي انتهى به المشهد نهاية مأساوية، والتي أسست لأسطورة التراجيديا اليونانية.
لم تأخذ "الأوديسا" التي نسبت لنفس الشاعر الكفيف، حظ أختها من العظمة، ولم تذكر مفردة أبدًا دون أن تسبقها الإلياذة.
هذه حكايا شعب اليونان، الشعب المغامر في الخيال، الذي عشق الجمال، وتحالف مع الآلهة في مؤامراتهم ضد المسوخ وأبناء الآلهة من الخطيئة.
غير أن الحذاء الذي يتدلى أسفل قارة أوروبا فوق قورينة "ليبيا حاليًا"، سكنها مجموعة من المحاربين المرتزقة، الذين لم يعرفوا شيئًا عن الفلسفة، سوى السطو، ولم يقرأوا شيئًا في الأدب، سوى إخضاع الأمم، هم أبناء رومولوس قاتل أخيه، سكان "رومــــا".
كان لابد لهذا الشعب من حضارة تضاهي حضارة اليونان، فاستعاروا أساطيرهم وآلهتهم ومفرداتهم، وأكملوا على ما بدأه اليونانيون، غير أنهم كان لهم من الجدية ما مكنهم من فرض سيطرتهم على نصف العالم، ليصبحوا ندًا للفُرس، في ظل تراجع اليونان.
فبعدما تحول "زيوس" كبير آلهة الإغريق، إلى "جوبيتر" عند الرومان، وأثينا إلى مينرفا، وأفروديت إلى فينوس، كان لابد للرومان من إلياذة خاصة بهم، وهنا كانت مهمة "فرجيل".
فرجيل الشاعر الروماني، الذي ولد في مثل هذا اليوم 15 أكتوبر عام 70 قبل الميلاد، حكت قصيدته "الإنيادة" قصة أينياس والذي، وفقًا للميثولوجيا الإغريقية، هرب من طروادة بعد حرب طروادة، وفي النهاية وصل إلى إيطاليا حيث أسس أحفاده روما، ولكن القدر حال دون إكمال فرجيل لملحمته تلك بعد أن وصلت إلى حجم 12 كتابًا، فبالرغم من إقرار الباحثين باكتمالها، فإن القصيدة تحتوي على الكثير من الجمل التي لم تكتمل، أشهر ترجمة للقصيدة كانت بواسطة جون دريدن، وهو شاعر إنجليزي عاش في القرن 17، وحتى يومنا هذا يتعامل الإيطاليون مع هذه القصيدة باعتبارها من القصائد الوطنية، ويضفون عليها قداسة كبيرة، وهي تعد من روائع الأدب القديم، وإن كانت لا تضاهي الإلياذة الأم في العظمة.