الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

أزولاي"الفرنسية اليهودية" تواجه تعقيدات السياسة في رئاسة اليونسكو

ودري أزولاي
ودري أزولاي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد يوم واحد من انسحاب الولايات المتحدة وإسرائيل من هيئة الثقافة والتعليم التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو"، بسبب التحيز المناهض لدولة الاحتلال الإسرائيلي، انتخبت اليونسكو أول مديرة عامة يهودية الديانة لها.
أودري أزولاي، وزيرة الثقافة السابقة في فرنسا، حققت فوزا على مرشح قطر حمد بن عبد العزيز الكواري. صوتت الهيئة التنفيذية لليونسكو يوم الجمعة.
وحسبما أبرزت مجلة "فورين بوليسي" الامريكية، فإن أزولاي ستتولى رئاسة اليونسكو في الوقت الذي يوجد فيه نقص مالي حاد، والمنافسات الجيوسياسية، وفقدان دولتين عضوين.
وذكرت الولايات المتحدة هذا الأسبوع، أنها ستنسحب من المنظمة التى قالت إن لديها تحيزا "مناهضا لإسرائيل"، وسرعان ما قامت إسرائيل بالإنسحاب أيضًا.
ولم تعلق حكومة كيان الاحتلال أو رئيس الكيان بالسلب أو بالايجاب على فوز المرشحة اليهودية أو حتى إعلان واضح وصريح عن نيتهم فى تغير مسارهم وتراجعهم عن فكرة الانسحاب، وبحسب ما قالته صحيفة معاريف على لسان سفير تل أبيب في منظمة اليونسكو كرمل شاما هكوهين والذى أكد فيه أنه التقى بمرشحة فرنسا قبل الجولة الأخيرة وتم تبادل الحديث بينهما حول بعض القضايا التى تخص البلدين، وقالت الصحيفة على لسانه "التقيت مع المدير العام لليونسكو قبل دقائق من انتخابها، وتمنيت لها النجاح، وتحدثنا بإيجاز عن بعض القضايا، واتفقنا على الرغم من الأحداث الماضية، على أن نلتقي ونحافظ على قناة اتصال مباشرة ومفتوحة بيننا، هي بالتأكيد تتفهم الوضع ومدى تعقيده وتدرك أن تغييره أو إصلاحه ليس نزهة".
تلك التصريحات التى نشرتها الصحيفة الإسرائيلية تؤكد أن هناك نية لتحول كبير فى مسار القرار الإسرائيلي الأمريكي من الانسحاب من المنظمة بعد فوز المرشحة اليهودية، فى المقابل أكدت صحيفة يدعوت احرنوت عكس ذلك، حيث نقلت على لسان مصادر في الطائفة اليهودية قولها إنهم لا يتوقعون بالضرورة أن تكون سياسة أودري مشجعة لحكومة نتنياهو، ولفتت الصحيفة إلى أن أودري لم تلتق وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريجيف، عندما زارت باريس العام الماضي.
فيما أكدت معاريف وحسب تقريرها إن والد الفائزة الفرنسية لها دور كبير في تعميق العلاقات السرية بين إسرائيل والمغرب، وتصويت المغرب لصالح إسرائيل في أكثر من مناسبة بالأمم المتحدة. وتوضح معاريف أن والد أودري كان السبب في فتح المغرب أمام زيارة السياسيين الإسرائيليين، وكان له دور بارز في تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل.
وكانت القناة السابعة الإسرائيلية قد نشرت ان الاحتلال رفض لشهور عدة التعليق على ترشح أودرى فى اليونسكو وذلك لعدم وضعها فى موقف محرج أمام العالم وبالأخص الوطن العربى فيؤثر سلبا على نجاحها.
من جهة أخرى، رفضت المديرة العامة لليونسكو المنتهية ولايتها أيرينا بوكوفا التهم الموجهة الى الأمم المتحدة بانحيازها ضد إسرائيل وقالت عملها قد أنقطع فى مقابلة هاتفية مع حزب العمال الفيدرالى قبل فوز أزولاي.
وقالت بوكوفا عن رحيل الولايات المتحدة "بينما لم افاجأ تماما بهذا التحرك، اعتقدت دائما اأن هناك شيئا آخر على المحك".
واعترفت بأن مغادرة الولايات المتحدة، الى جانب إسرائيل، "ضربة للمنظمة". ومن المؤكد أن الأمر سيؤدي إلى خسائر، لكنها اعترضت بشدة على الاتهامات الموجهة ضد إسرائيل.
ويعتبر انتخاب أزولاي انتصارا للفرنسيين، ومن شأنه أن يخفف المخاوف بشأن قيادة اليونسكو من قبل مرشحين من الحكومات الاستبدادية.
وكان فوز أزولاي غير المتوقع دليلا إيجابيا على الشق الدبلوماسي الذي طال أمده في الخليج العربي وتحديدًا بين قطر والدول العربية المقاطعة، فلم يستطع المرشح القطري نيل الدعم من زملائه الخليجيين، وهذا يعتبر ضربة قوية لجهود الدوحة للخروج من العزلة الدبلوماسية منذ أن قطعت السعودية وجيرانها العلاقات في يونيو الماضي.