الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ثروات مصرية مدفونة أبرزها "الفوسفات" و"الكوارتز" و"الألمنيت".. وخبراء: استغلالها "كلمة السر" في نهضة الاقتصاد.. "زهير": 11 منطقة بها رمال سوداء في مصر من رشيد إلى رفح بطول 400 كيلو متر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استيراد 52.5 مليار دولار من الخامات التعدينية خلال 3 أعوام.. والمعوقات تتمثل فى تدنى الإمكانيات وغياب التمويل

رغم أنه من المعروف أن المصريين القدماء هم أول من اكتشف التعدين على مر التاريخ، وأيضا رغم أن مصر بها كنوز دفينة لا تنضب ولا تعوض إلا أنها للأسف لا ولم تستغل الاستغلال الأنسب حتى الوقت الراهن، وإذا ما تم استغلالها فهى من المؤكد أنها سترفع الاقتصاد القومى أضعافًا مضاعفة، تلك هى الحقيقة التى تؤكدها أغلب المؤشرات والدراسات التى تمت حول هذا الصدد.
ويوجد العديد والكثير من المعادن التى توجد فى مصر وتتميز بها مصر عن غيرها من دول العالم، إما فى وفرة تلك المعادن، وإما فى ندرة تلك المعادن وعدم توافرها سوى فى مصر، ومن هذا المنطلق كان لا بد من فتح ملف ثروات مصر غير المستغلة، حيث قامت «البوابة» بحصر أبرز تلك المعادن وأهميتها والأسباب التى تعيق استغلالها فى مصر. 
نجد على سبيل المثال لا الحصر، معدن الفوسفات الذى يتركز وجوده بطول ٧٥٠ كيلو مترًا، بداية من ساحل البحر الأحمر مرورًا بالواحات غربًا، كما يوجد بمحيط وادى النيل مرورًا إلى الصحراء الغربية وقنا وإدفو. ووفق دراسة «الثروات المعدنية فى مصر من منظور اقتصادي» يعد الفوسفات من أهم المعادن الموجودة فى مصر التى لا تستغل بصورة كاملة، فالفوسفات يدخل فى الكثير من الصناعات الأساسية، حيث يعد عنصرًا أساسيًا فى صناعة الأسمدة، علاوة على استخدامه فى صناعة المنظفات الكيميائية والمبيدات الحشرية ومعالجة أسطح المنازل فى الوقت ذاته، ويصل إجمالى احتياطى الفوسفات بمحيط البحر الأحمر إلى ما يصل ٣٠٠٠ مليون طن، ورغم وجود ما يصل إلى ٤٢ منجم فوسفات إلا أنه يقدر عدد الشركات الحكومية إلى ٤ شركات حكومية فحسب.
هذا، ويعد خام الألمنيت من الثروات المعدنية الموجودة فى مصر، وهو معدن نادر لا تتوفر منه كميات كبيرة، لذا لا ينصح بتصديره، وقد تم اكتشاف الخام بمنطقة أبو الغصون ومنطقة أبو غلقة على ساحل البحر الأحمر، حيث تم اكتشاف ما يصل إلى ٤٠ مليون طن فى تلك المنطقة فحسب، ويعد هذا النوع إحدى خامات الأنواع المهمة التى تدخل فى العديد من الصناعات الهامة، حيث يدخل فى الصناعات المعدنية، خاصة فى صناعة هياكل الطائرات والصلب وصناعة البويات وصناعة الأسمنت كذلك.
وكل تلك الثروات تأتى بجانب، وهناك كميات كبيرة من الذهب والتلك والكبريت والجبس والكوارتز والكاولين ورمل الزجاج والأحجار الكريمة، والألبستر، والحجر الجيرى والرمال البيضاء.
وفى دراسة لهيئة الثروات المعدنية أكدت أن معدن الكوارتز تقدر كمياته إلى ما يصل ٥٠ مليون طن «أم هجليج» شرق أسوان بإدفو، ومروة السويقات، ورغم هذا نجد أن هيئة الصادرات والواردات أكدت أن مصر استوردت خام الكوراتز بمبلغ يصل إلى ٧ ملايين دولار، بداية من عام ٢٠١١ إلى ٢٠١٣، ويستخدم الكوارتز فى صناعة السيراميك وصناعة الساعات، حيث يدخل فى حوالى ٨٥٪ من الساعات العالمية، كما يدخل فى صناعة بعض الدوائر العالية الحساسية والدقة، وتقدر بعض الدراسات أنه يتم إنتاج أكثر من ثمانية مليارات رقاقة من الكوارتز سنويا.
ولا يمكن إغفال الرمال السوداء التى تعد كنزًا مهمًّا جدًا من الكنوز التى تزخر بها مصر، ولمن لا يعرف الرمال السوداء، فهى رواسب شاطئية سوداء ثقيلة، تتراكم على بعض الشواطئ بالقرب من مصب نهر النيل بالقرب من دمياط ورشيد، وعند الطريق الدولى الساحلى والبحر المتوسط بالبرلس.

ومن جانبه، قال الدكتور باسم زهير، الأستاذ بكلية العلوم جامعة بنها: «إن الدراسات تشير إلى وجود ١١ منطقة بها رمال سوداء فى مصر من رشيد إلى رفح بطول ٤٠٠ كيلومتر، تبدأ من شمال البحيرة وتنتهى إلى رفح، مؤكدًا أهمية الرمال السوداء، خاصة أنها تحتوى داخلها على مجموعة من المعادن المهمة التى من بينها معدن الروتيل والإلمينيت، وهى معادن تدخل فى صناعة البويات، وبجانب معدن الزركون الذى يدخل فى صناعة السيراميك والعوازل والخزف والأجهزة التعويضية، وبجانب معدن الزركون، وهو معدن يستخدم فى صناعة أغلفة الوقود النووى والعديد من الصناعات النووية، كذلك يوجد الجرانيت الذى يستخدم فى صناعة فلاتر المياه، كما أنه مصدر للحصول على اليورانيوم المستخدم كوقود نووي.
ولفت زهير إلى أن هيئة المواد النووية رسمت خرائط تفصيلية عن المواقع المتواجدة بها الرمال السوداء فى مصر، وقدر عدد المواقع إلى مئات الآبار، مؤكدًا أن استغلال الرمال السوداء التى تعد بمثابة كنز حقيقى حبى الله به مصر يعد سببًا فى تحقيق مصدر مهم للدخل القومى المصرى.
ووفق تصريحات سابقة لكاثرين أشتون، رئيس المفوضية العليا للاتحاد الأوروبى، بأن مصر لديها ثروات تكفى لمساعدة ربع الدول الأوروبية، وأن ما تمت سرقته وإهداره من أموال وأرصدة طبيعية خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة من حكم مبارك يكفى لظهور ملايين الأثرياء فى مصر.
كما أنه، حسب التقارير الرسمية، لديها احتياطيات ضخمة من الموارد الطبيعية غير المستغلة، ومنها على سبيل المثال: احتياطيات من الحديد تقدر بحوالى ٤٠٠ مليون طن فى أسوان، والواحات البحرية، والصحراء الشرقية، وجبل من الذهب فى منجم السكرى بمخزون يقدر بحوالى خمسة ملايين أوقية، وهو الموقع الوحيد المعلن من بين قرابة ٢٧٠ موقعا آخر فى انتظار من يخرج منها الذهب.
وفى تقرير أعدته هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية حول الكميات الممكن استخراجها من غاز وبترول حول العالم، تأكد أن حوض دلتا نهر النيل والظهير البحرى له من البحر المتوسط بهما أكبر التقديرات على مستوى العالم وبها ١٨٠٠ مليار برميل بترول و٢٢٣ ألف مليار قدم مكعب من الغاز، وحوالى ستة مليارات برميل غاز مسال، بالإضافة إلى ٥ مليارات برميل بترول فى البحر الأحمر، و١١٢ ألف مليار قدم مكعب غاز.

وحول معوقات استخدام الثروات المعدنية، أكد الدكتور عبد العال حسن عطية، الخبير الجيولوجى ومستشار هيئة الثروة المعدنية للشئون الفنية، أن الثروة المعدنية فى مصر كثيرة جدًا، ومن الممكن أن تساهم فى تقديم الدعم للاقتصاد المصرى الوطنى، ولكن برغم هذا لا يتم استغلال تلك الموارد والثروات المعدنية بسبب عدم وجود الإمكانيات المادية التى تسمح باستغلال تلك المعادن، وإدخالها فى الصناعة، لأنها هذا يكلف الكثير من الأموال، ويحتاج فى الوقت ذاته إلى رأسمال وعمل بصورة منتظمة.
ولفت حسن إلى أن مشكلة التمويل وعدم القدرة على استغلال تلك الموارد تعد إحدى المشاكل الأساسية التى تواجه التعدين، وفيما عدا هذا فلا توجد مشاكل أخرى، مؤكدًا أنه وصل عدد الاستيراد خلال الأعوام الماضية حتى قبل بداية تعويم الجنيه إلى حوالى ٥٢.٥ مليار دولار من الخامات التعدينية.