الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«الشوقيون».. جهاد الاستحلال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من رحم الجماعة الإسلامية بالفيوم، انبثقت أشرس جماعة دموية تكفيرية عرفتها مصر، ففى ثمانينيات القرن الماضى «الشوقيين»، فى بدايتها، اعتقل شوقى الشيخ عضو الجماعة الإسلامية بالفيوم، الموالى للدكتور عمر عبد الرحمن، وبعد الإفراج عنه عقب اغتيال السادات انشق عن الجماعة الإسلامية وشكل تنظيمه الخاص الذى عرف باسم الشوقيين.
ارتكزت أفكار الجماعة على تكفير وقتال واستحلال كل من هو ليس من جماعتهم، بل زاد على ذلك إلى تقسيم الكافر إلى كافر محارب وآخر مسالم، واتخذ التنظيم من قرية كحك والصديق مركزا لنشاطه عقب سيطرته على المساجد به.
استحل عناصر التنظيم أموال وأعراض بسطاء الناس وكل من ليس ضمن التنظيم، فارتفعت حوادث سرقة المواشى والدراجات البخارية وحرق المحاصيل الزراعية، ووصل الأمر إلى تزويج الفتيات إلى أعضاء التنظيم عنوة وقسرا دون رضا أوليائهن.
أعلن شوقى الشيخ، مؤسس التنظيم وقائده، كفر باقى الجماعات الإسلامية، وكفر شيخه سابقا الدكتور عمر عبد الرحمن، وانتشرت سيطرة «الشوقيين» على بعض قرى الفيوم، وزادت الجريمة المنظمة تحت ستار الدين وتكفير واستحلال حتى المصلين فى المساجد، وانتشرت أعمال البلطجة والسرقة والحرق حتى عام ١٩٩٠، حينما تصدت قوات الأمن لتلك الجماعة، التى أعلنت حربا مسلحة على المواطنين والدولة، انتهت بفرض قوات الأمن سيطرتها، ومقتل شوقى الشيخ وبعض أتباعه فى المواجهات الدامية. 
عقب وفاة شوقى الشيخ دبت الخلافات والاختلافات بأوساط الجماعة، تبعتها انشقاقات لثلاث مجموعات اغتالت إحداها المقدم أحمد علاء، رحمه الله، ضابط أمن الدولة فى المحافظة وقتها، الذى اشتهر بأخلاقه ووصفه الإسلاميون بالخلوق، ورثاه ونعاه الإسلاميون. توجهت مجموعة أخرى من الشوقيين إلى القاهرة الكبرى، واتخذت من الجيزة ومدنية نصر والقليوبية مقارًا للإقامة.
ونفذت تلك المجموعة أشرس عمليات استهداف محال الصاغة والذهب بكل من بشتيل والخصوص وشبرا الخيمة، وضمت تلك المجموعة عددًا من التكفيريين الاستحلاليين، على رأسهم مرسى محمد رمضان، ومحمد محمود عبد المنعم، وخليفة محمود رمضان وآخرون، ومن أشرس عمليات تلك المجموعة الاستيلاء على محال الذهب وقتل من فيها.
أثناء استهداف أحد محال الذهب فى أماكن إقامتهم بالجيزة، اغتال الشوقيون أحد ضباط الشرطة، وحدثت مواجهات بين قوات الأمن وبينهم، وأثناء المواجهات، أعلن خليفة محمود رمضان، أحد عناصر الشوقيين، احتجاز رهينة والتهديد بقتلها، واتضح بعد ذلك أن تلك الرهينة كانت زوجته، وأنه فعلا استهدف قتلها، لولا رد فعل قوات الأمن وقتها لقتل زوجته بالفعل، وعند دخول القوات لمحل إقامة العناصر الإرهابية، عثر على كميات من الذهب مبعثرة فى أرضيات الشقة وحتى على أرضية الحمام، بكميات تعادل الذهب المسروق من أربعة محال ذهب، كان السبب الذى أعلنوه لأتباعهم لتبرير الاستيلاء على محال الذهب وقتل من فيها، تمويل العمليات الجهادية والكفاح المقدس، إلا أن الحقيقة أن جميع الذهب المستولى عليه من المحال كان ملقى على الأرض وفى الحمام، واعترف المتهمون أن سرقة محال الذهب هدفها الاستحواذ على المعدن الأصفر، والتمتع بلمعانه، وشهوة الاستمتاع بالسرقة والمخاطرة والتلذذ بالقتل وصوت الرصاص، ما استدعى ضباط أمن الدولة وقتها إلى دراسة تلك الظاهرة ببعدها النفسى والاجتماعى، وعدم الاكتفاء بالجانب الجنائى والإرهابي.
والغريب أن عناصر جماعة الشوقيين التى ادعت أنها على الإسلام وباقى المسلمين كفار حتى أعضاء التنظيمات الأخرى، كانت ملابسهم وزوجاتهم أقرب إلى نجوم مجتمعات الغرب فى حفلاتهم التى لا تحدها قيم ولا مبادئ، ونصمت عن ذلك كما صمت ضباط أمن الدولة وقتها عن تلك المعلومة حفاظا على الأعراض.
لم تشهد مصر، جماعة شرسة عنيفة مثل تلك الجماعة التى استحلت دماء وأموال الجميع، بمن فى ذلك الإسلاميون، واستحلت الأموال والأعراض.. رحم الله المقدم الخلوق أحمد علاء، فقد مات غدرا وغيلة.